ما بين الحزم والأمل قصة لا تتجاوز فصولها 27 يوما، تمكنت خلالها قوات التحالف التي تقودها السعودية من ضبط عقارب الساعة في اليمن عبر 2415 طلعة جوية لتحقق نصرا مؤزرا على ميليشيات التمرد وداعميها الإقليميين، استجابة لنداء النجدة والشرعية. اليوم، أكبر نصر يتحقق لليمن الدولة والشرعية والمواطن بعد إضعاف ميليشيات الحوثيين وتدمير ترسانة الصواريخ الباليستية ومخازن الذخيرة والسلاح التي استولوا عليها من مؤسسة الجيش الرسمية بتواطؤ من الموالين للمخلوع علي عبدالله صالح، وتحييدها عن الإضرار بالشعب اليمني ودول الجوار. عاصفة الحزم التي بدأت بتاريخ 26 مارس الماضي أعلنت قيادتها بالأمس، انتهاء العملية العسكرية بعد تحقق الأهداف الخمسة المرسومة لها، فيما أكدت انطلاق عملية إعادة الأمل لتحقيق ستة أهداف رئيسة، تتمثل في استئناف العملية السياسية وفقا لقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، واستمرار حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب وتيسير إجلاء الرعايا وتكثيف المساعدات الإغاثية، والتصدي للعمليات العسكرية للحوثيين والمتحالفين معهم، واستمرار مراقبة الجو والبحر لمنع وصول الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم المخلوع. وبعث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رسالة شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولجميع دول التحالف الداعم للشرعية، باسم الشعب اليمني، مؤكدا أن تاريخ بلاده والأمة العربية سيسجل بمداد من ذهب الموقف التاريخي الصارم الذي أعاد إلى الشعب اليمني الأمل في مستقبله. بعد 27 يوما من العملية العسكرية التي أعادت التوازن إلى اليمن، أعلنت قيادة قوات التحالف عن انتهاء عاصفة الحزم التي قادتها السعودية لاستعادة الشرعية في ذلك البلد الذي دخل منذ منتصف ليلة البارحة مرحلة إعادة الأمل، بعد القضاء على كل مصادر التهديد التي كان يشكلها الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على اليمن ودول الجوار. وفيما أكدت قيادة قوات التحالف أن وقف العملية العسكرية لا يعني وقفا لإطلاق النار، أكد المتحدث باسم القوات والمستشار بمكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري على أن قوات التحالف ستستمر في استهداف أي تحركات عملياتية للحوثيين لمنع الإضرار بالشعب اليمني أو تهديد الحدود الجنوبية للسعودية. وفي اليوم ال26 من عملية عاصفة الحزم، كتبت قوات التحالف نهاية ترسانة الصواريخ الباليستية، بتدميرها آخر مستودع يحوي هذا النوع من الصواريخ على الأراضي اليمنية. وعلى مدار أيام العملية العسكرية في اليمن، نفذت مقاتلات التحالف 2415 طلعة جوية، طبقا للعميد عسيري، الذي أشاد بكل العمليات، مبينا أنها نفذت بدقة عالية وتخطيط دقيق وتنفيذ أدق، مفصحا أنه وعلى مدار الأيام الماضية، لم تحدث أية إصابات فيما يخص العمليات الجوية، باستثناء طائرة واحدة كانت بسبب خلل فني، مشددا على أن العمليات الجوية كانت دقيقة في مواعيدها وإصابة أهدافها. ونفى المتحدث باسم قوات التحالف بشكل ضمني أن تكون مسألة إنهاء عملية عاصفة الحزم على صلة بأي مبادرات، وذلك بتأكيده أن العملية بدأت بطلب من الحكومة اليمنية الشرعية، وتم إنهاؤها وفقا لطلب الحكومة الشرعية كذلك. وأكد عسيري أن قيادة التحالف ستستمر في تحقيق هدف منع الحوثيين من التحرك العملياتي، أو القيام بأي استهدافات ضد الشعب اليمني، أو محاولة تغيير الواقع على الأرض، كما أكد التزام التحالف بأعمال حماية المواطنين والمدنيين من بطش الميليشيات متى ما حاولت إعادة الممارسات التي كانت تمارسها قبل العملية، فضلا عن استمرار دعمها لأعمال الإغاثة والأعمال الإنسانية. وفي تعليقه على استدعاء قوات الحرس الوطني للمشاركة في عاصفة الحزم، رأى العميد ركن عسيري أن لقوات الحرس الوطني دورا رئيسيا في أمن واستقرار المملكة، وله أدوار مساندة للقوات المسلحة، كما أن تلك القوات تشارك في عمليات الدفاع عن الحدود الشمالية، مشيرا إلى أن استدعاءها هو إجراء عملياتي طبيعي للمشاركة في تأمين الحدود الجنوبية للبلاد. ورد المتحدث باسم قوات التحالف على التهديدات الإيرانية باستهداف السعودية، بالقول "السعودية قادرة على حماية نفسها، وليست في مجال الانجرار خلف تلك الاستفزازات.. نحن نعلم كيف نحمي بلدنا ولن ننجر خلف هذا النوع من المهاترات الإعلامية التي لا طائل منها.. هدفنا إعادة الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة والعالم". وأعلنت قيادة التحالف عن استمرار أعمال الحظر البحري على الموانئ اليمنية، والمتمثل بزيارة السفن وتفتيشها والتأكد أنها تنسجم مع قرار الأممالمتحدة (2216) لمنع تسليح الحوثيين أو الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والجماعات الموالية له. وعن مستقبل التحالف الخاص بعملية عاصفة الحزم أكد العميد عسيري أنه لا يزال قائما ولن يكون هناك وقف للعمليات، مشددا على أن عملية إعادة الأمل هي مزيج من العمل السياسي والديبلوماسي والعسكري. إعادة الأمل • سرعة استئناف العملية السياسية. • استمرار حماية المدنيين. • استمرار مكافحة الإرهاب. • تكثيف المساعدة الإغاثية والطبية. • التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية. • إيجاد تعاون دولي يمنع وصول الأسلحة جوا وبحرا إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم علي عبدالله صالح، من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين. أهداف عاصفة الحزم • الاستجابة لطلب الرئيس اليمني التصدي للعدوان الذي تعرضت له بلاده وشعبها من جانب ميليشيات الحوثي والقوات التابعة لحليفها علي عبدالله صالح. • حماية الشرعية في اليمن. • إزالة التهديد لأمن المملكة والدول المجاورة. • العمل على مكافحة خطر التنظيمات الإرهابية. • التهيئة لاستئناف العملية السياسية.