يرى محللون نفطيون أن السوق النفطية تأثرت بالأوضاع الجيوسياسية وأشاروا في حديث إلى "الوطن" إلى أن الوضع "الجيوسياسي" سوف يظل سيد الموقف في السوق النفطية خلال الأزمات السياسية والحروب الإقليمية، إلاّ أنه وفي المقابل فإن محللين آخرين قالوا إن الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة ليست ذات تأثير ملموس على أسعار النفط على المدى الطويل حيث شكل العرض والطلب وكذلك قوة الدولار أمام العملات الأخرى عاملا قويا في التأثير على أسعار النفط خلال الفترة الماضية وهو ما سيؤثر على سعر برميل النفط مستقبلا. ويرى المستشار الاقتصادي المتخصص بقطاع النفط والطاقة نائب رئيس اللجنة المالية بمجلس الشورى الدكتور فهد بن جمعة أن العرض والطلب وارتفاع سعر الدولار هو المحرك الأكبر لأسعار النفط خلال الفترة المقبلة، وعن تأثير الأحداث الجيوسياسية على السوق النفطية قال ابن جمعة في تصريح إلى "الوطن" إن الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لم يتم حتى الآن، وأما عن العمليات العسكرية في اليمن فكان تأثيرها على السوق النفطية محدودا وقد استوعبتها أسواق النفط حيث ظهر تأثيرها خلال اليوم الأول فقط، مشيرا إلى أن العوامل الجيوسياسية ليست ذات تأثيرٍ ملموس على أسعار النفط، وإنما العوامل الاقتصادية التي يظهر لنا تأثيرها على المدى المتوسط والطويل، موضحا أن أسعار النفط شهدت موجة انخفاض قبل البدء بالعمليات العسكرية في اليمن وذلك منذ اتفاق 27 نوفمبر 2014 عندما قررت دول "أوبك" عدم تخفيض الإنتاج. وأضاف قائلا: "نجد أن زيادة كمية المعروض وتكدس المخزونات النفطية بالإضافة إلى النمو الضعيف للطلب وأيضا قوة الدولار أمام العملات الأخرى كانت العوامل الأساسية في تحديد أسعار النفط وسوف تكون هي المحددة له مستقبلا، وفي حال الوصول إلى اتفاق بين إيران ودول "5+1" حول برنامج إيران النووي فإن رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران سيتم بشكل تدريجي، إضافة إلى حاجة سوق النفط الإيرانية إلى الاستثمار في حقول النفط كما أن إيران ستقابل سوق نفطي مشبع، إلا أن أي زيادة في الصادرات النفطية من إيران فيما بعد ستؤدي إلى الضغط على الأسعار انخفاضا ولكن بشكل محدود وهي في النهاية عوامل اقتصادية وليست سياسية، مشيرا إلى أن سعر مزيج خام برنت وصل إلى 55 دولارا للبرميل، أما عن خام غرب تكساس فوصل سعر البرميل إلى 47 دولارا، موضحا أنه في حال التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي فإنه من المتوقع أن يكون هناك انخفاض لا يتجاوز 2 دولار للبرميل. من جهته، كشف نائب رئيس "أرامكو السعودية" السابق لشؤون الحفر والتنقيب المهندس عثمان الخويطر في تصريحات إلى "الوطن" أنه ليس هناك ما يشير إلى وجود تهديد لمصادر النفط في الشرق الأوسط بسبب الحرب اليمنية، ولذلك لم تتأثر الأسواق النفطية عالميا نتيجة للوضع الحالي المتمثل في العمليات العسكرية المحصورة في الأراضي اليمنية، ما لم يحدث عمليات تخريبية وهو أمر بعيد الاحتمال، نظرا لوجود الكثير من الاحتياطات الأمنية حول المرافق النفطية، مشيرا إلى أن "الجيوسياسي" سوف يظل سيد الموقف في السوق النفطية خلال الأزمات السياسية والحروب الإقليمية، وكلا العاملين متوفرين حاليا في منطقة الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني مع الدول الغربية وإن تم ذلك، أضاف الخويطر: بدون شك سوف يؤثر سلبا على الأسعار إذا لم تبادر دول الخليج بتخفيض إنتاجها بالقدر الذي رفعته قبل سنوات استجابة لطلب السوق عندما انخفض إنتاج إيران والعراق وليبيا، وإيران بحاجة إلى رفع صادراتها النفطية وستحاول ضخ أكبر كمية ممكنة بصرف النظر عن مستوى تدني الأسعار، ولكن ليس من المحتمل أن تستطيع رفع إنتاجها بأكثر من 500 ألف برميل خلال هذه السنة لأسباب فنية ولوجستية مرتبطة بنقص في وفرة قطع الغيار، ولا ننسى أن لدى إيران مخزونا نفطيا كبيرا موجودا على ظهر بواخر مستأجرة لهذا الغرض.