بعد يوم من التصريح الذي أدلى به قائد جيش العدل البلوشستاني صلاح الدين فاروقي ل"الوطن"، عن مصرع وإصابة ستة من عناصر الحرس الثوري الإيراني في عملية شهدتها منطقة "كهير توك نغور" الحدودية أول من أمس، خرجت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية، لنفي الحقائق في نسختها العربية، مستثنية في ذلك نسختها الفارسية، ما استدعى جيش العدل إلى الرد العاجل بالقول "سنؤكد عمليتنا وإنجازاتنا في فيلم مصور، سيتم كشفه خلال أيام قليلة مقبلة"، مؤكدا أن من زعمت السلطات الإيرانية القبض عليهم ووصفتهم بعناصر جيش العدل ليسوا إلا من العامة، وذلك لتهدئة الرأي العام الإيراني الذي سئم ممارسات سلطاته والاختراقات التي تتعرض إليها من مقاتلي جيش العدل المرابطين. وعد الخبير في الشؤون الإيرانية عايد الشمري الرسالة التي أرادت طهران تمريرها عبر نسختها العربية دون الفارسية ارتباكا، هدفها بالدرجة الأولى صحيفة "الوطن" التي باتت تثير السلطات الإيرانية من خلال رصدها مستجدات ملف الشعوب غير الفارسية التي تعاني اضطهاد النظام الإيراني منذ عقود. بعد كشف "الوطن" في عددها الصادر أمس، عن مصرع أربعة عناصر من قوات الحرس الثوري الإيراني وإصابة اثنين على يد جيش العدل البلوشستاني، الذي تصفه طهران ب"الزمرة الإرهابية"، خرجت وكالة فارس نيوز الإيرانية – شبه الرسمية – للقول في نسختها العربية "إن قوات الأمن تمكنت من القبض على 20 عنصرا"، ممن سمتهم "زمرة جيش العدل". وخرجت الوكالة دون ذكر ذلك في النسخة الفارسية، لنفي ما أكده جيش العدل أمس ل"الوطن"، حول قتل مجموعة من عناصر الحرس الثوري في منطقة حدودية، الذي عده خبير في الشؤون الإيرانية نوعا من "ذر الرماد في العيون"، لا سيما أن النبأ نشر في النسخة العربية، ما يعني أن الرسالة الإيرانية كانت موجهة للخارج وليست للداخل الإيراني. وقال الخبير في الشؤون الإيرانية عايد الشمري للصحيفة، إنه "من الواضح أن الرسالة تبدو موجهة لصحيفة "الوطن"، باعتبارها الوحيدة التي بثت النبأ الذي أثار الإيرانيين، ناهيك عن كونها الصحيفة الوحيدة التي باتت تثير حفيظة الإيرانيين". في هذه الأثناء، نفت قطعيا مصادر داخل جيش العدل البلوشستاني، أن تكون السلطات الإيرانية قد اعتقلت أيا من عناصره. وقالت مصادر "الوطن" إن من تم القبض عليهم هم من العامة وليسوا من مقاتلي جيش العدل، وذلك بهدف تضليل الرأي العام الإيراني وخلق إيحاء حول القبضة الرسمية الإيرانية، التي تتعرض على الدوام لاختراقات من مقاتلينا – بحسب مصدر الصحيفة داخل الأراضي البلوشستانية -. ومضت المصادر تقول "سنثبت قريبا العملية التي نفذتها عناصرنا ضد الحرس الثوري يوم أمس الأول عبر فيلم مصور سيتم عرضه خلال أيام"، ما يؤكد مواصلة الإعلام الرسمي الإيراني ممارسته للتضليل المتعمد. وبالعودة لتصريحات المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيرانية أن قوات الأمن تصدت لمن سماهم "عصابة من الأشرار" أول من أمس، في منطقة حدودية، قال إن يقظة الأمن حالت دون محاولات تلك "العصابة"، وأن ال20 عنصرا قبض عليهم أثناء وجودهم في منزل سري للزمرة الإرهابية – على حد وصفه -. وذيلت الوكالة بخلفية معلوماتية حول جيش العدل، وقالت "يذكر أن زمرة ما يسمى ب"جيش العدل" قامت لحد الآن بالعديد من الأعمال الإرهابية والاغتيالات الإجرامية بحق المواطنين وقوى الأمن الداخلي وحرس الحدود"، ما يعني اعترافا ملتويا برواية الجيش الذي يناهض السياسات الإيرانية، ويقف في وجهها بالرجال والعتاد من أجل الخلاص مما يسميه أبناء الأقاليم غير الفارسية في إيران "الاحتلال الإيراني".