سيرة الأمير مقرن بن عبدالعزيز تقول الكثير عن ولي العهد السعودي الجديد، وذاكرة الشعب تقول أكثر مما دون في السيرة الذاتية رغم ضخامتها وكثرة المناصب التي تولاها والأعمال التي قام بها خدمةً للوطن. ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز كان وما زال طياراً يحلق في سماء الشعب والوطن، ويحلق الشعب والوطن بحبه، فكان قريباً من المواطنين الذين يعرفون عنه الكثير، ويدركون جيداً أنه كان طياراً يدافع عن الوطن، ويعرفون جيداً أنه رجل مثقف وباحثٌ جاد، وإنسانٌ يحب القراءة ويجيد التحدث بعدة لغات حد الإبهار، ويعشق البحث في علوم الفلك، ومزارعٌ يمارس الحرفة بيده. يعرف الشعب السعودي ولي العهد الجديد الأمير مقرن بن عبدالعزيز معرفة قوية ويحفظ سيرته الذاتية التي خدم خلالها الوطن في مجالات عديدة، ويعلم أنه من أشد الناس التزاماً بالمواعيد واحتراماً للوقت، ومن أكثر الناس عشقاً وممارسةً للتطور، فكانت إمارة المدينةالمنورة في عهده من أوائل الإمارات التي شهدت تطوراً وتحولاً إلى العمل الإلكتروني. الأمير مقرن ولد في سبتمبر عام 1945، ويأتي في الترتب الخامس والثلاثين بين أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، التحق في عام 1964 بالقوات الجوية السعودية، ودرس علوم الطيران بالكلية الجوية الملكية البريطانية، وتخرج منها برتبة ملازم في 1968، ولم يتوقف عند هذا الحد فقد حصل على دورات طيران متقدمة لثلاث سنوات في التدريب على الطائرات المقاتلة وأصبح طيارا مقاتلا، وحصل كذلك على دورة أركان حرب في الولاياتالمتحدةالأمريكية ليصبح مدرساً للطيران في 1974. وفي 1980 عين أميراً لمنطقة حائل، وبقي نحو 20 عاما واحداً من أبناء منطقة حائل يعرف أهلها ويعرفون بساطته وقربه منهم وحبه للعمل، حتى ودعته حائل بعد تعيينه أميراً لمنطقة المدينةالمنورة، التي عمل فيها على خدمة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لست سنوات، وفي 19 رمضان 1426 عُين رئيساً للاستخبارات العامة، وبقي أميناً لأمن الوطن حتى 29 شعبان 1433 عندما عُين مستشاراً للملك ومبعوثاً خاصاً له، وظل لصيقاً بخادم الحرمين الشريفين، وزاد التصاقاً به في 20 ربيع الأول 1434 حين عُين نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وبعدها بعام وفي 26 جمادى الأولى 1435 اختاره الملك عبدالله ولياً لولي العهد مع استمرار سموه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. وبعيداً عن المناصب القيادية بما فيها تعيينه أمس ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، يبقى الأمير مقرن في عين الشعب رجلاً مثقفاً اشتهر بسعة الاطلاع، لم تبعده المناصب عن حب القراءة والكتب حتى إن الجميع يعلم أنه يمتلك مكتبة شخصية ضخمة تضم كتبا بلغات مختلفة.