شدد مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية على كسر نمطية الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي الذي يوافق اليوم. وقال الأمين العام لمركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله صالح الوشمي ل"الوطن": إن المركز يجتهد في العمل ضمن دوائر دولية متعددة، ومنها تفعيل الجهود المؤسساتية السعودية لمواكبة الحدث الدولي في الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، ويخطط المركز لتكون المناسبة منبرا لإطلاق المبادرات وتقييم الجهود، لا أن تكون للاحتفاء الخطابي المجرد، حيث تحتفي أقسام اللغة العربية في الجامعات السعودية، إضافة إلى عدد من الملحقيات الثقافية السعودية ضمن إطار عام يدعمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية باللغة العربية في يومها العالمي الذي أقرته منظمة اليونيسكو عام 2012، بعد مقترح تقدمت به المملكة العربية السعودية. وتَقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأممالمتحدة. الوشمي أوضح: هذا العام أقرت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية في منظمة اليونيسكو اقتراح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية أن يكون عنوان الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية (الحرف العربي)، ليكون العنوان الرئيس للاحتفاء باللغة العربية، وجرى تعميمه على المؤسسات الدولية. ورصد المراقبون طغيان آلية متشابهة، وشكلا واحدا للاحتفاء بهذا اليوم، لا يخرج عن إطار "المحاضرات والندوات المنبرية" على غرار ما بدأت جلّ المؤسسات الثقافية في المملكة تنفيذه منذ منتصف الأسبوع الحالي مع محاولات خجولة للخروج من النمط الاحتفالي المكرس. ومن ضمن فعاليات الاحتفاء ومن خلال الشراكة الدائمة بين وزارة التربية والتعليم ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، أطلقت الجهتان مسابقة تنافسية على مستوى معلمي مراحل التعليم العام ومعلماتها (ابتدائي-متوسط-ثانوي). وتأتي المسابقة - طبقا للوشمي - استمرارا لمسابقة العام الماضي الخاصة بالطلاب والطالبات، في حين تتخصص مسابقة هذا العام في إطار المعلمين والمعلمات. وتهدف المسابقة إلى إثراء المحتوى العربي في اليوتيوب، واستثمار الملكات والمواهب المميزة في هذا المجال لدى الفئة المستهدفة، وتقديم المبادرات التي يشترك فيها المعلمون والمعلمات على حد سواء، وتنويع المسابقات وتقديم الجديد، وذلك من خلال عروض مرئية (أفلام قصيرة) ينتجها معلمو وزارة التربية والتعليم ومعلماتها، في المواضيع التي تقدم في مقررات اللغة العربية في المراحل التعليمية. الوشمي لفت إلى أن الاحتفاء هذا العام يأتي ضمن إطار عام أقره المركز ويعمل على دعمه وتمويله، حيث تنظم الجهات اللغوية في الجامعات ندوة علمية يستكتب فيها ما لا يقل عن خمسة من الباحثين المتخصصين في الجامعة للكتابة في مواضيع بحثية متخصصة في اللغة العربية، حددها المركز، وينشر المركز الأبحاث العلمية في إصدارات مستقلة. كما تبث بعض القنوات الإعلامية تقارير عن الحرف العربي وخطوطه بالتنسيق مع المركز. ضعف اللغة وتأسيس الجيل إلى ذلك أكدت أكاديمية "سعودية" متخصصة في اللغة العربية والأدب أن اللغة العربية تتمتع بخصائص لا تتوافر في اللغات الأخرى كحرف "الضاد". وأشارت أستاذة اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتوره منى بوهملة، خلال محاضرتها بعنوان: "اللغة العربية بين الواقع والتحديات"، في القسم النسائي بأدبي الأحساء إلى أن اللغة قاسم مشترك بين العلوم والآداب، مؤكدة أن ضعف اللغة العربية راجع إلى عدم تأسيس الجيل تأسيسا لغويا صحيحاً. وتناولت عضو هيئة التدريس في كلية الآداب بالجامعة الدكتوره بثينة أيوب خلال المحاضرة بعض المفردات التي تعدد استعمالها في القرآن الكريم للدلالة على دقة المعنى الذي ترمي إليه في مواطن مختلفة، مبينة أن النص القرآني نص معجز أمام اللغة، وفيه الإبداع البلاغي البديع. وفي السياق ذاته افتتح صباح أمس مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز الساعاتي معرض الخط العربي، وعدّ الساعاتي أن المظاهر الاحتفالية باللغة العربية تأتي تأصيلاً للغتنا العربية الجديرة بالتأصيل والاحتفاء على الدوام، وهو الأمر الذي عكس الاهتمام الكبير الذي توليه الجامعة في هذا الجانب وعلى وجه الخصوص في كلية الآداب التي تعد محضن اللغة والفكر والأدب والدراسات الإسلامية. ويدشن مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش اليوم فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي تنظمها الجامعة بالشراكة مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية. أما نادي الرياض الأدبي فأطلق فعالياته يومي الثلاثاء والأربعاء، بالشراكة والتعاون مع بعض الجهات المعنية، ومنها الجمعية العلمية السعودية للغة العربية، والنادي التشكيلي، ومدارس المنهل الأهلية، وتتضمن الفعاليات معرضا للحرف العربي بالتعاون مع النادي التشكيلي، ثم فعالية (اكتب بالعربية للعربية)، وتكريم الخطاط فهد صالح المجحدي. وكرم النادي أمس اثنين ممن خدموا اللغة العربية سنوات طويلة، وهما: عبدالله حمد الحقيل، والدكتور محمد عبدالرحمن الهدلق. وتنظم اليوم كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع مركز الملك عبدالله الدولي فعاليات تشمل ندوة علمية بعنوان "الحرف العربي: نشأته وجمالياته" يشارك فيها كل من الدكتور محمد صالح الشنطي، والدكتور عبدالفتاح محمد حبيب.