في مفاجأة كبيرة، التقطت الأممالمتحدة قفاز التحدي من الحكومة السودانية، وأعلنت رفضها تنفيذ قرار الخرطوم بسحب بعثتها من السودان، مشيرة إلى أنها لن تنفذ الرغبة السودانية. وقال رئيس عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة هيرفيه لادسو إن بعثة الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في دارفور "يوناميد" لن ترضخا على الأرجح لطلب السودان مغادرة المنطقة، وسط تصاعد أعمال العنف هناك. وكان السودان قال الشهر الماضي إنه طلب من "يوناميد" إعداد خطة للانسحاب، بعد أيام من منع قوات حفظ السلام من القيام بزيارة ثانية إلى موقع عمليات اغتصاب جماعي، قام بها جنود سودانيون في قرية تابت في دارفور. وقال لادسو في تصريحات صحفية "طلبوا منا وضع استراتيجية للانسحاب، وكان هذا هدفاً دائماً، لكنهم يفعلون ذلك بإصرار معين ودعاية خاصة بعض الشيء". وأضاف أنه جرى الانتهاء من مراجعة يوناميد وأنه سيتشاور مع نظيره من الاتحاد الأفريقي، لكنه أضاف أن الخرطوم على علم بأن البعثة لن تغادر في أي وقت قريب. وتابع "لن يحدث هذا ونحن مازلنا نرى الكثير من المعاناة. هذا العام وحده شهدنا أكثر من 430 ألف نازح آخرين وهو مؤشر واضح على أن الوضع في دارفور ليس جيداً". وجرى نشر قوة يوناميد في دارفور بتفويض لكبح العنف ضد المدنيين في صراع أدى إلى أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير، بعد مزاعم بارتكابه جرائم حرب وإبادة جماعية.