قال مسؤول كبير اليوم الجمعة، إن السودان طلب من بعثة حفظ السلام المشتركة التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور بغرب البلاد، الاستعداد للرحيل وسط خلاف بين الأممالمتحدةوالخرطوم بشأن عملية اغتصاب جماعي مزعومة في المنطقة. ورفض السودان في البداية السماح لبعثة حفظ السلام المشتركة (يوناميد) بزيارة قرية للتحقيق في مزاعم اغتصاب جماعي. لكن قوات حفظ السلام سمح لها في ما بعد بزيارة القرية ولم تعثر على أي أدلة تدعم تقارير إعلامية ذكرت أن قوات سودانية اغتصبت نحو 200 امرأة وفتاة هناك، لكن الأممالمتحدة شكت من التواجد الكثيف للجيش السوداني اثناء مقابلات يوناميد لضحايا الاغتصاب المزعوم. وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية عبد الله الأزرق إن السودان طلب رسمياً من يوناميد إعداد خطة للمغادرة، وأوضح أن ذلك لا يعني أن البعثة ستحزم أمتعتها وترحل، مشيراً إلى أن مغادرة البعثة ستستغرق وقتاً طويلاً. ولم يقدم الأزرق سبباً للطلب، لكنه قال إنه قُدِّم منذ أسابيع قليلة قبل التقارير الإعلامية عن الاغتصاب الجماعي. ونفى السودان ارتكاب جنوده أي مخالفات، ويقول إن مزاعم الاغتصاب جزء من مؤامرة دولية لتشويه صورته. ولم يقل ناطق باسم يوناميد اتصلت به "رويترز" ما إذا كانت القوة تلقت طلباً لوضع خطة للمغادرة. وتم نشر قوة يوناميد في إقليم دارفور غرب السودان منذ عام 2007. وشاعت الفوضى في عدة مناطق في دارفور بعدما حمل متمردون أغلبهم من القبائل الأفريقية السلاح في عام 2003 ضد حكومة الخرطوم متهمين إياها بتهميشهم. ورفض الأزرق طلباً جديداً من الأممالمتحدة لزيارة قرية تابت، وقال إن بلاده ترى إن هذا البيان محاولة لخلق مناخ لمزيد من التصعيد والقرارات ضد السودان. وفي الشهر الماضي توصلت مراجعة داخلية أجرتها الأممالمتحدة إلى أن بعثة يوناميد لم تقدم لمقر الأممالمتحدة في نيويورك تقارير كاملة عن هجمات على مدنيين وقوات حفظ السلام. وأجريت هذه المراجعة استجابة لتقارير إعلامية زعمت أن يوناميد تعمدت التستر على تفاصيل عن هجمات سقط فيها ضحايا. وتقول الأممالمتحدة إن الصراع في دارفور أودى بحياة حوالى 300 ألف شخص فضلاً عن تشريد مليونين.