بدءا من اليوم، لن تهدأ مدينة التمور ببريدة، وستعمل على مدار الساعة طيلة 75 يوما، وهي عمر موسم حصاد التمور، عبر واحد من أشهر المهرجانات الزراعية على مستوى العالم، وأهمها في المنطقة. "الفجر"، هو الوقت الفعلي لانطلاق مزادات بيع التمور، حين تختلط أصوات الدلالين مع تغريدات العصافير، معلنة يوما جديدا مع صفقات التمور، التي تحقق ملايين الريالات. في مهرجان التمور الكل مستفيد، هذا هو المشهد العام له، حراك اقتصادي مميز، يفتح مسارات التوظيف أمام الشباب في أكثر من 3 آلاف وظيفة. وتنتج القصيم وحدها أكثر من 300 ألف طن من إجمالي التمور السعودية في المملكة، التي يصل إنتاجها أكثر من 1.2 مليون طن حسب إحصاءات وزارة الزراعة السعودية. إلى ذلك، سجلت تداولات التمور منذ بداية شهر أغسطس ارتفاعا ملحوظا في الكميات عكس السنوات الماضية، التي تبدأ الكميات بالوصول إلى السوق مع النصف الثاني من شهر أغسطس أو ما يسميه المزارعون طباخ التمر، وشهدت ساحات مدينة التمور في وصول أكثر من 80 ألف عبوة تمر مع بداية السوق، وسجلت أسعارا وصلت إلى أكثر من 50 ريالا للكيلو الواحد من تمور السكري الفاخر، بينما تراوحت أسعار السكري المختلفة ما بين 20 و45 ريالا للكيلو في أنواع السكري المختلفة. وأرجع عدد من المتعاملين في مدينة التمور في بريدة الجودة التي سجلتها أنواع التمور المختلفة هذا العام؛ نظرا لتدرج درجات الحرارة، التي لم تشهد ارتفاعات مفاجئة، وهو ما يسهم في استواء التمرة بشكل متوازن ويعطيها جودة عالية. على الجانب الآخر، تشهد ساحات مدينة التمور، وبشكل يومي، منذ ساعات الصباح الأولى نشاطا تجاريا لبيع كميات كبيرة من التمور خلال ثلاث ساعات هي فترة مزادات التمور، وسط حضور كبير من التجار والزوار، كما تقام مزادات عصر كل يوم على كميات أخرى من التمور، تستمر حتى مغرب اليوم، قبل أن يعاود المنظمون ترتيب السيارات المحملة بالتمور من بعد صلاة العشاء؛ استعدادا لمزادات جديدة تتم في فجر اليوم التالي.