في هذه الزاوية، يسرد الكتاب حكاياتهم مع الكتابة منذ بدئها الأول، حتى استواء القلم، وانسياب اللغة، إلى احتراف الكتابة.. يقول كاتب الرأي في "الوطن"، أسامة القحطاني عن حكايته مع الكتابة: كانت لي بداية مختلفة نوعا ما، حيث كان أول مقال لي قرابة عشرين صفحة، وأصله محاضرة ألقيتها في إحدى الديوانيات، وكان عمري وقتها 25 سنة تقريبا، ثم طلب مني عدد من الزملاء نشرها، وكنت وقتها من قراء مجلة البيان اللندنية، فأرسلتها لهم بعد عام تقريبا دون أن يكون هناك أي اتصال شخصي أو معارف، وفوجئت بأحد زملائي يخبرني أن مقالا لي نُشر في المجلة في صفحة الغلاف وكان موضوع العدد! ولم أكن أتوقع نشره الحقيقة، بالرغم من أنني بذلت فيه جهدا كبيرا، وكان عنوانه آنذاك "المقاومة العراقية والمستقبل السياسي في بلاد الرافدين"، أظنه كان في عام 1425. بعدها تواصل معي الأستاذ رئيس تحرير المجلة وقتها، وطلب مني مقالا شهريا، إلا أنني اعتذرت بسبب انشغالي وقتها برسالة الدكتوراه، ولكن نشرت مقالا آخر بعدها بسنة في نفس المجلة، ثم انقطعت عن الكتابة لانشغالي بالرسالة، وبعدها بالدراسة في بريطانيا. الحقيقة أن الكتابة تساعد كثيرا على بناء الشخصية وإبرازها من خلال البحث والتأمل الذي يصاحب جهد الكاتب في إثبات وتقوية وجهة نظره من خلال كتابته، وهذا قد لا يتوفر لدى المثقف المنعزل مع نفسه، وهو ما دعاني للبدء في مرحلة جديدة مع صحيفة الوطن، والتي بدأت في أول مقال لي مع بداية عام 2011م بعنوان "عقدة التيار وجمود الفكرة". الكاتب المبتدئ غالبا ما لا يُدرك مدى ردود أفعال الناس على المقال، وقد يكتب بعفوية لا تسمح بها تجاذبات وصراعات الواقع! وهذا ما حصل لي الحقيقة، إلى درجة أنني أصبحت أجتهد كثيرا في محاولة أن يكون النص مقبولا لأكثر الأطياف قدر الاستطاعة، فالهدف الأول هو الإصلاح ونشر الفكرة وليس الصراع والجدال السلبي الذي أرهقنا فكريا وثقافيا. ومع ذلك؛ فإنني أسعى لطرح وجهة نظري دون الرضوخ للضغط المجتمعي أو الحركي لبعض التيارات، فقد كتبت مقالا بعنوان "السلفية ضرورة سياسية لمواجهة إيران"، وفي نفس الوقت كتبت عدة مقالات عن نقد العلاقة بين الاجتهادين الديني والسياسي، الأمر الذي ترتكز عليه أغلب الحركات الدينية. أعود للحديث عن"الوطن"، حيث لم تحجب لي سوى مقال واحد! وقد يتعجب الناس أن ذلك المقال كان عن "قيادة المرأة بين الشرع والعادة"! بالرغم مما يتحدث عنه البعض من اتهام الوطن بأنها تعادي التيارات الدينية، إلا أنها في الحقيقة حجبت المقال بالرغم من أنه مقال شبه علمي، يناقش أدلة المانعين بشكل علمي ومؤدب! ومع ذلك فإنني أعتبر الزملاء في "الوطن" أشبه بالمستشار لي، وكثير من النقاط التي نبهوني لها كانت في غاية الأهمية ولا أنسى هذا الفضل لهم.