صدر العدد 50 من مجلة الدوحة، متضمنا مجموعة من التقارير حول مستجدات الثقافة والفن في الساحات العربية. وتتناول قضية العدد هذا الشهر فلسطين: وجع الحلم" الصراع والآفاق المستقبلية على ضوء التحولات الجديدة في المنطقة العربية، بالإضافة، وفي ملف هذا الشهر، ثقافة الثأر انطلاقا من الثورة الليبية. كما تحتفي الدوحة في هذا العدد بمئوية نجيب محفوظ. ومجانا مع العدد كتاب "صلاح جاهين، أمير شعراء العامية" تأليف محمد بغدادي، كما تهدي المجلة لقرائها السلسلة الأولى من كتاب الدوحة المترجم: "فتنة الحكاية" ويضم أفضل مقالات 2009 لمجموعة من الكتاب الأمريكيين ترجمة غادة الحلواني. تستهل المجلة في قضية العدد "فلسطين، وجع الحلم" بعرض يكتبه سعيد خطيبي حول تداعيات نجاح الدبلوماسية الفلسطينية في انضمامها إلى اليونسكو من خلال الصحافة الغربية، كما نقرأ في مقال مترجم عن المحلل الاستراتيجي الفرنسي باسكال بونيفاس، والمقال بعنوان "رهانات الإقرار بدولة فلسطين" نشر بموقع مجلة (نوفال اوبسرفتوار) وفيه يخلص المحلل: "موازين القوى في العالم تتغير بنهاية القطبية والسيادة الغربية وبنشأة قوى ودول جديدة. هذا التغير في موازين القوى وفي توجهات الأقطاب لن يلعب مستقبلا لصالح إسرائيل. فالاعتماد على أمريكا وعلى حقها في فرض الحماية لن يخدم الدولة العبرية على المدى المتوسط". ومن رام الله يكتب الكاتب الصحفي مهند عبد الحميد "الربيع الفلسطيني القادم" ويرى في مقاله أن "بنية المنظمة والسلطة والفصائل والمؤسسات التابعة لها أصبحت شائخة، وهي أشبه ببنية النظام العربي القديم، وتحتاج إلى تجديد وتغيير ديموقراطيين. وعندما لا تبادر المنظمة والسلطة للإصلاح والتجديد، فمن المنطقي أن يكون الرهان على تدخل القوة الحية في المجتمع.. قوة الشباب". فخري صالح من عمان يكتب "رؤية إدوارد سعيد لحل القضية.. دولة واحدة" ويقتبس من هذه الرؤية، أن "سياسة الفصل لن تكون قادرة على العمل في أرض صغيرة (كأرض فلسطين)، وما تحجبه القوة العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية عن الإسرائيليين هو رؤية الواقع على حقيقته" ويعلق الكاتب على هذا بكون "الفلسطينيين لن يختفوا وسوف يشكلون على الدوام، لا مجرد مشكلة ديموغرافية بالنسبة لإسرائيل، بل حقيقة دنيوية من لحم ودم". وبين "رومانسية إدوارد سعيد ووحشية ليبرمان.. شكل الدولة" تكتب هالة العيسوي من القاهرة: "ومع أن المانيفستو الذي قام ذلك الكيان على أساسه –وأعني به وعد بيلفور 1917 – حدد مبكرا جدا شكل الكيان بإقامة وطن قومي ل "اليهود" في فلسطين، إلا أن العديد من الأدبيات العربية وقعت في فخ تصديق ما جاء في القانون الأساسي ل "دولة إسرائيل" الذي حدد أنها دولة علمانية ديموقراطية". وتخلص الكاتبة إلى أنه وفي "ظل التشدد والمد الديني الآخذ في التوغل بداخل طرفي الصراع (حماس في مواجهة ليبرمان) فإن الحلول السياسية ورومانسية إدوارد سعيد تبدو ضربا من التوهيمات". وفي موضوع آخر بعنوان "حرب بين هويتين: أصلية ومخترعة" يبين فيصل دراج كيف قفز الاختراع فوق التاريخ مرتين: "مرة أولى وهو يجعل اليهود مستقلين عن المجتمعات التي عاشوا فيها، ومرة ثانية حين ساوى بين الواقع والأفكار المخترعة". ولعل هذا الاختراع المزدوج، يضيف الكاتب، هو سبب السجال الأكاديمي الصاخب الذي أثاره كتاب شلومو ساندا "اختراع الشعب اليهودي". ومن الدوحة يكتب سمير حجاوي "حرب المصطلحات والمفاهيم.. القتل باللغة" ونتوقف في موضوعه على مجموعة من المغالطات اللغوية المستعملة في طمس الهوية الفلسطينية، منها "عرب إسرائيل"، وهو مصطلح يقول الكاتب إنه "تحول إلى طعم ابتلعه صحافيون ومثقفون وسياسيون ووسائل إعلام عربية لطمس كلمة فلسطين وفلسطيني لصالح "عرب وعربان وكأنهم مجموعة من البدو قد يكونون أتوا من أي مكان آخر!". وعن حقائق الصراع نقرأ مقالا لآلان جريش رئيس تحرير "لوموند ديبلوماتيك" ترجمة أحمد عثمان، وفيه يقر الكاتب أنه يندهش لما يلاحظ "بعض المثقفين الفرنسيين، الجاهزين للتحرك من أجل قضايا عديدة، ينفرون وقتما تعلق الأمر بفلسطين، حتى فيلسوف مثل سارتر، المعروف بمواقفه الشجاعة من حرب الجزائر إلى نضال السود الأمريكيين، ارتعب من هذه المسألة. بدون وعي نطبق على الشرق الأوسط قاعدة الكيل بمكيالين". وعن هذا الموقف نقرأ موضوعا بعنوان "سارتر وعنف المستضعفين" وفيه نتابع كيف تحول موقف هذا الفيلسوف من مساند لحق الفلسطينيين، إلى مقر بدولة إسرائيل. وفي مقال آخر يكتب عبده وازن "جان جنيه الذي سحره الفلسطينيون" ومن وجهة نظره يرى الكاتب أن جنيه "اكتشف الناحية الميتافيزيقية التي سحرته في النضال الفلسطيني الذي قلب بنية القيم، وكان بالنسبة له منطلقا راسخا ليحاكم العالم.. لقد تماهى جنيه في مرآة القضية الفلسطينية ووجد في صورة الفدائي أجزاء من صورته التي مزقها القدر". وفي موضوع بعنوان "الموقف الثقافي الأبرز في مناصرة القضية: عندما فضح الضيوف الكبار عنصرية إسرائيل" وفيه يعرض المقال أقوى المواقف المساندة للقضية الفلسطينية التي سجلها "البرلمان العالمي للكتاب" عام 2002 بحضور أبرز المفكرين والأدباء العالميين. وفي قضية العدد دائما وعن حضور فلسطين في الرواية يستعرض نبيل سليمان في موضوعه تطور هذا الحضور، بالمقارنة والتحليل، عبر مجموعة من الأعمال الروائية. ويستنتج الكاتب في تحليله أن فلسطين في الرواية العربية لم تعد "وثيقة أو تأرخة أو نوستالجيا أو ماضيا وتشردا وقهرا، إذ سرعان ما شغل الرواية العربية الفدائي الفلسطيني بخاصة، والعربي بعامة، أما الوثيقة أو التأرخة فقد أخذتا تغدوان أكثر فأكثر، حفرا روائيا في التاريخ..". ومن بروكسيل الكاتب المغربي محمد برادة يكتب "الأفق العربي المحتمل" ويرى في مقاله أن مسيرة إرساء الأسس الديمقراطية ستكون طويلة ومكلفة، "لكنها تمتلك، هذه المرة، عناصر الاكتمال. وهي في الآن نفسه مسيرة تحرير فلسطين من الاستعمار، لتبني دولتها الديمقراطية، وتضطلع بدورها الطلائعي في صياغة أفق المستقبل العربي ذي الأبعاد الكونية الإنسانية". ونتابع في دراسة بعنوان "في معنى الثورة، خلاصة تجربة إنسانية" للدكتور عمار علي حسن من القاهرة، وفيها يتطرق الكاتب لمجموعة من المفاهيم السياسية والاجتماعية لتأصيل الثورة وأفقها والتحديات التي تحيط بها، ويرى الكاتب أنه قد تتم سرقة الثورة "على يد قوة كانت شريكة في الثورة لكنها تتنكر لرفاقها، وتبدأ في تنفيذ خطة لإقصائهم تدريجيا عن المشهد السياسي، حتى يتواروا في الظل، يروضون الحسرة على جهدهم الضائع وأحلامهم التي ذهبت سدى" في ملف العدد "ثقافة الثأر، من رأس القذافي إلى أصابع سيف الإسلام"، نقرأ للكاتب عزت القمحاوي مقالا بعنوان "من أنتم؟ شنو صاير؟!" ويرى فيه أنه "من حق المواطن الغربي أن يتأفف من ثقافة الثأر، لأنه يعيش دولة القانون التي تحفظ النظام، وتنتقم للمظلوم من الظالم.." ويتوقف الكاتب في المقابل حول الحالة التي يغيب فيها القانون ليصير القصاص عدالة على المظلوم تحمل عبء مد يده لينفذ بنفسه شرعة القصاص. وفي دراسة مستفيضة عن الثأر في تاريخ الحضارات البشرية، نقرأ للدكتور قاسم عبده قاسم من القاهرة "الثأر طبيعة بشرية أم نظام اجتماعي؟" وفي دراسته يعرف الكاتب بكون الثأر "نوع من القصاص العادل في أصله، تخلصا من الذل والإهانة التي تلحق الفرد أو الجماعة، أو الأمة، يجعلها تستعيد الثقة بنفسها، على حين أن الانتقام قد يتجاوز استرداد الحق أو القصاص ليصبح نوعا من القتل والإبادة الجماعية"، وفي تمظهرات أخرى للثأر يذهب الكاتب إلى اعتبار ما حققته الثورات العربية حتى الآن كانت ثأرا جميلا ومشروعا من طغاة فاسدين. في مقال آخر بعنوان "العين بالعين والسن بالسن" لخوسي ماريا بينويسا ترجمة مروة رزق نتعرف على الأبعاد القانونية والنفسية والفلسفية المرتبطة بالعقوبات الحارمة للحياة. وعن مقتل معمر القذافي يكتب خليل صويلح "النهاية الحمراء للملك الأخضر" وفيه يتساءل الكاتب: "هل ستنكمش الجماهيرية الليبية الاشتراكية العظمى إلى جمهورية غامضة تشبه جمهوريات الموز، من دون التاج الإمبراطوري المزيف، وتتقاسم القبائل الغنائم وتعود إلى صحرائها، أم سنشهد لحظة مفارقة لخزان النفط الهائل؟". ونقرأ في الملف أيضا موضوعا بعنوان "حين نحتفي بالموت" لنائل بلعاوي، ويذهب الكاتب إلى أنه "أمام الموت: يستحضر العربي كل ما لديه من إرث ديني وأخلاقي، ويمزجه على الفور بما يحمله من رغبات كامنة، وأخرى معلنة تنادي بالموت للطغاة وتدعو ربها أن يستجيب، وحين يستجيب الرب، إذا استجاب، ترتد المشاعر، من جديد، إلى منابعها الهلامية". وعن موضوعة الثأر وجاذبيتها في الأدب والسينما نقرأ للدكتور حسين محمود موضوعا بعنوان "الثأر.. طبق يفضل أن يقدم باردا". في مقالات كتاب الدوحة هذا العدد نقرأ لخوان جويتيسولو "العثمانية الجديدة.. اليوم"، و "من سوريا إلى ليبيا" للطاهر بنجلون، و "إرث الدولة الوطنية" لأمجد ناصر، وستيفانو بيني يكتب عن ما بعد سقوط رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني في مقال بعنوان "بعده"، ونقرأ أيضا "الإبداع والرقابة" للدكتور مرزوق بشير"، و"الصخب والعنف" لعبد السلام بن عبد العالي، و"الكتابة والتأرجح" لأمير تاج السر"، وإيزابيللا كاميرا تكتب "درس أمبرتو إيكو"، ولفدوى الجندي نقرأ موضوعا في تأصيل "مفهوم الأسرة" ، ولإملي نصر الله "حكايتي مع القارئ الأصعب". أما في صفحة "صيد اللؤلؤ" نقرأ للدكتور محمد عبد المطلب "اغتراب اللغة في وطنها". وفي زاوية "أماكنهم" محمد بنيس: صداقة المكتبة. واحتفاء بمئوية نجيب محفوظ نقرأ "روائي القاهرة" لجون ماكسويل كويتزي، ترجمة طلال فيصل، بالإضافة إلى "رسائل الأحفاد: إلى نجيب محفوظ" لمجموعة من الكتاب. ونتابع في زاوية "أدب" محمود الورداني يكتب عن الراحل خيري شلبي "البحث عن مقبرة العائلة"، ولموناليزا فريحة نقرأ "مازارين بانجو: أكتب وفاء للذكرى"، وفي متابعة بصدد جائزة غونكورد هذا العام نقرأ "الرواية الفرنسية جوائزها وأزمتها". في باب "تشكيل" نتعرف على الفنان التشكيلي نور الدين فاتحي، بمناسبة تمثيله المشاركة العربية في فعاليات الترينالي الثالث الدولي للطباعة والفنون التشكيلية في تايلاند، من خلال بورتريه للناقد شفيق الزكاري. ونقرأ أيضا ليوسف ليمود موضوعا بعنوان "صورة الزمن في الفن والواقع"، ولمحمد غندور "عشرات التفاصيل لعزلة بالأبيض والأسود" بورتريه عن الفنان التشكيلي اللبناني أسامة بعلبكي. وفي الفوتوغرافيا جمال جبران يكتب عن الفوتوغرافي اليمني الشاب أمين الغابري وعدسته في "تحرير الجسد اليمني". في ركن "موسيقى" قراءة في ألبوم "أسفار" للثلاثي الفلسطيني الإخوة جبران، وعن رحيل الناقد الموسيقي العراقي عادل الهاشمي، نقرأ "الناقد الصريح" وبورتريه عن الراحل بعنوان "حارس النغم الأصيل يترك المقام وحيدا"، وفي موضوع آخر منذر بدر حلوم يكتب "أغنية المؤلف الروسية في انتظار ثورة القيثارة". ضمن متابعات السينما، عرض لبعض الأفلام المشاركة في مهرجان الدوحة السينمائي في موضوع لسعيد خطيبي بعنوان "ترايبكا 2011 أن تكون نادلا على مأدبة العالم"، وفي حوار للدوحة، فيلم "الشوق" يعيد روبي إلى شاشات الفن السابع دون رقص. من نصوص الإبداع هذا العدد نقرأ للمبدعين: محمد البساطي، ياسين عدنان، أحمد عايد، بوزيد حرز الله. وفي "ترجمات" نقرأ نصا بعنوان "وقت الرحيل" للكاتب التركي بهاء الدين أوزكشي تعريب صفوان الشلبي، ونقرأ أيضا "الوسط المستبعد: المثقفون والحرب الباردة في أميركا اللاتنية" لجين فرانكو، وهو فصل من كتاب "أدب الحرب الباردة: كتابة الصراع الكوني" لمجموعة من الكتاب سيصدر طلعت الشايب ترجمته الكاملة قريبا.