كما هو معروف أن الأطفال ليسوا من أهل التكليف شرعاً، ولكنهم يؤمرون بالصوم إذا أطاقوه، وهذا الأمر على سبيل التمرين والتعويد. ومن الناحية الطبية أرى أن الضرر في صيام الأطفال في العمر المبكر حادث لا محالة، فمنع الطعام عن الطفل ما يقرب من 12 ساعة قد يعرض الطفل للجفاف ونقص السكر في الدم والإعياء وقلة التركيز، وكذلك سوء التغذية في حالة صوم الطفل لفترات طويلة، كما أنه من الصعب تعديل دورة نوم الأطفال في هذا العمر، حيث إن النوم يداعب أعينهم مع نسمات الليل الأولى، حيث يكون من الصعب إرغام الطفل أن يسهر حتى موعد السحور، ومن الأصعب إيقاظه للسحور إذا ما داهمه النوم. ومن الناحية التربوية فإننا نخشى أن يكون الصيام المبكر مدعاة إلى تعليم الطفل الكذب، حيث إنه قد يحرص أن يظهر أمام الأسرة صائما، ثم يخلو إلى نفسه وتحت وطأة الجوع والعطش فيصيب شيئا من الطعام. لذا فإننا وبناء على ما سبق من أسباب فقهية وطبية وتربوية نرى أن الأولى ترك صيام الطفل حتى سن الثامنة وأن تتاح له الفرصة للتمرن على الصوم من الثامنة إلى البلوغ، فإن نجح في الصوم خلال هذه الفترة فلا بأس وإن فشل فلا بأس، على أن يلزم الصبي بالصيام إذا بلغ الحلم وتلزم الصبية إذا بلغت الحيض.. وهذا هو عمر احتمال الصوم طبيا وعمر التكليف فقهيا.. مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الفصول والظروف المناخية. أعدتها: نجلاء صلاح الدين