أبها – سارة القحطاني استشاري أطفال: لا أنصح بتصويم الأطفال المصابين بالسكر استشاري نفسي: على الأهل اتباع طرق مهنية في تدريب الطفل على الصيام الشيخ المشيقح: يستحب أمر الطفل بالصيام وهو في سن السبع سنوات يرتفع في رمضان حماس الأطفال لخوض تجربة «الصيام» من باب تقليد ذويهم، إلا أنهم لا يقدرون وسرعان ما يداهمهم الشعور بالجوع والعطش في ساعات النهار، نتيجة صغر سنهم، فيلجأون إلى الحيل التي يتناولون من خلالها الطعام بعيدا عن أعين الأهل. مشاق الصيام تقول أم جهاد إن ابنها يبلغ من العمر سبعة أعوام، ولا يقدر على مشاق الصيام، إلا أنها تصر عليه وتشجعه، مبينة أنها وجدته يشرب الماء وقت الظهيرة، وحين رأها خاف أن توبخه، وأضافت «بكى ابني بكاء شديدا مبررا فعله بأنه لم يستطيع مقاومة العطش، فاحتضنته وأخبرته بأن ليس على الأطفال في عمره عقاب إن عطشوا وشربوا الماء». بينما غضبت أم هيفاء من ابنتها ذات العشر سنوات، عندما وجدتها تأكل وهي صائمة، مبينة أنها أفطرت كونها لم تتناول وجبة السحور. وذكر الطفل خالد (15 عاما)، أحداثا طريفة حدثت له عندما كان طفلا، وقال «كنت أتعمد سكب الماء البارد على وجهي عند شعوري بالعطش، وأفتح فمي لابتلع القليل من الماء دون علم أهلي». وتقول أم عبدالعزيز «كنت أشجع أبنائي الصغار وامتدحهم أمام أفراد الأسرة على صيامهم، وأعطيهم مكافآت تحفيزية على قدر ساعات صيامهم، حتى أحبوا الصيام وأصبحوا قادرين عليه». صيام جزئي وحول هذا الموضوع، ذكر البرفيسور والاستشاري النفسي الدكتور طارق الحبيب ل«الشرق»، أن الطفل يوهم ذويه بصيامه نتيجة افتقارهم للقدرة المهنية والعقلية الواعية في تدريبه وتعليمه، وأضاف «ينبغي على الأهل تغيير معاملتهم للطفل في حثه على الصيام، كأن يسمحوا له بشرب الماء عند شعوره بالعطش، أوتعويده على الصيام الجزئي، أو تصويمه يوما وتفطيره في اليوم الآخر، فليس الهدف من صيام الطفل رفع مستواه العقلي، بل يكمن الهدف في تدريبه وتعويده على الصيام، ومن الخطأ أن يتم إعطاء الطفل توجيهات دينية عن الصيام، وكأننا نجبره على العبادة، فيصبح لديه ارتباط شرطي يكره الصيام بسببه». وبين الحبيب أن الهدف من تصويم الطفل هو تعويده عليه في سن مبكرة، وليس من باب التلذذ بالعبادة، حيث إنها مرحلة متقدمة لا تأتي للإنسان إلا بعد تعوده»، منوها إلى أهمية ألا ينام الطفل إلا وقت الفجر، ليتسنى له أن ينام كفايته وقت النهار، ولا يشعر بالجوع والعطش، فضلا عن عدم إرهاقه في البرامج الدينية، بل إعطائه برامج ممتعة تسليه وتنسيه عناء الصيام، بالإضافة إلى إشعاره بعد إفطاره بأن صيامه كان إنجازا». مرضى السكر ولا ينصح استشاري الأطفال والغدد الصماء الدكتور محمد عواض، بتصويم الطفل إلا من باب التدريب والتعويد، لما في ذلك من إجهاد جسدي لهم، خاصة مرضى السكر منهم، إذ يتسبب لهم الصيام بخفض مستوى السكر في الدم، وقال «يجب ألا نفقد الأطفال ثقتهم في أنفسهم، وبأنهم مختلفون عن البقية، بل نشترط عليهم الإفطار لو أحسوا بالجوع والتعب، أما الأطفال المصابون بتشنجات فلا ننصح بصيامهم دون سن التكليف إلا بعد موافقة الطبيب المعالج». بلوغ الصبي وأوضح الشيخ خالد المشيقح سن تكليف الصيام وقال «من شروط وجوب الصوم أن يكون الشخص «مكلفا» وعلى هذا لا يجب الصيام على الصبي الذي لم يبلغ، لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم الصبي حتى يبلغ (حسن). مبينا إجماع العلماء على أن الصبي الذي لم يبلغ ليس عليه صيام، إلا أنهم بينوا أن الصيام يلحق بالصلاة، فيستحب من والد الطفل أمره بالصيام وهو في سن السبع سنوات لو كان يطيق الصيام، وأن يضربه ضربا غير مبرح في سن العشر سنوات»، مستشهدا بحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه: (امروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم على ذلك وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع). وأضاف «كان السلف الصالح رحمهم الله يصومون صبيانهم فإذا وجد أحدهم شدة الجوع والعطش أعطوه لعبة كي يتسلى بها»، مشيرا إلى أن هذه الأحكام لا يختلف فيها الذكر عن الأنثى، حين أنهما متساويان في القاعدة الشرعية.