صيام الصبي السؤال: هل يؤمر الصبي الذي لم يبلغ الخامسة عشرة بالصيام كما في الصلاة ؟ المجيب: محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله). نعم يؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك بصبيانهم. وقد نص أهل العلم على أن الولي يأمر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه وتنطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم، ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك، وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الآباء والأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام، على خلاف ما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون، يدعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم وإشفاقا عليهم، والحقيقة أن رحمة الصبيان أمرهم بشرائع الإسلام وتعويدهم عليها وتأليفهم لها. فإن هذا بلا شك من حسن التربية وتمام الرعاية. معنى الصيام السؤال: سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين (رحمه الله). ما معنى الصيام لغة وشرعا ؟ فأجاب: الصيام لغة: مجرد الإمساك، فكل إمساك تسميه العرب صوما حتى الإمساك عن الكلام يسمى صوما. قال تعالى: «فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمنِ صوما فلن أكلم اليوم إنسيا» (مريم: 26). والإمساك عن الحركة يسمى صياما وشرعا: الإمساك بنية عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس. ويعرفه بعضهم بأنه: إمساك مخصوص في وقت مخصوص من شخص مخصوص عن أشياء مخصوصة. ترك الصيام السؤال: ما حكم المسلم الذي أهمل أداء فريضة الصوم بدون عذر شرعي لعدة سنوات مع التزامه بأداء الفرائض الأخرى، هل يكون عليه قضاء أو كفارة ؟ وكيف يقضي كل هذه الشهور إن كان عليه قضاء؟ المجيب: عبدالعزيز بن باز (رحمه الله). حكم من ترك صوم رمضان وهو مكلف من الرجال والنساء أنه قد عصى الله ورسوله (عليه الصلاة والسلام)، وأتى كبيرة من كبائر الذنوب، وعليه التوبة إلى الله من ذلك، وعليه القضاء لكل ما ترك، مع إطعام مسكين عن كل يوم إن كان قادرا على الإطعام، وإن كان فقيرا لا يستطيع الإطعام كفاه القضاء والتوبة؛ لأن صوم رمضان فرض عظيم، قد كتبه الله على المسلمين المكلفين، وأخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه أحد أركان الإسلام الخمسة. والواجب تعزيره على ذلك، وتأديبه بما يردعه إذا رفع أمره إلى ولي الأمر أو إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا إذا كان لا يجحد وجوب صيام رمضان، أما إن جحد وجوب صوم رمضان، فإنه يكون بذلك كافرا مكذبا لله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، يستتاب من جهة ولي الأمر بواسطة المحاكم الشرعية، فإن تاب وإلا وجب قتله لأجل الردة، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (من بدل دينه فاقتلوه) أخرجه البخاري في صحيحه. أما إن ترك الصوم من أجل المرض أو السفر فلا حرج عليه في ذلك. والواجب عليه القضاء إذا صح من مرضه أو قدم من سفره؛ لقول الله عز وجل: «ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر» (البقرة: 185). طول النهار السؤال: كيف يصنع من يطول نهارهم إلى إحدى وعشرين ساعة؟ هل يقدرون قدرا للصيام؟ وماذا يصنع من يكون نهارهم قصيرا جدا؟ وكذلك من يستمر عندهم النهار ستة أشهر والليل ستة أشهر؟ المجيب: عبد العزيز بن باز (رحمه الله) من عندهم ليل ونهار في ظرف أربع وعشرين ساعة فإنهم يصومون نهاره سواء كان قصيرا أو طويلا ويكفيهم ذلك والحمد لله ولو كان النهار قصيرا. أما من طال عندهم النهار أو الليل أكثر من ذلك كستة أشهر؛ فإنهم يقدرون للصيام وللصلاة قدرهما، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في يوم الدجال الذي كسنة، وهكذا يومه الذي كشهر أو كأسبوع، يقدر للصلاة قدرها في ذلك. صوم الفتاة السؤال: متى يجب الصيام على الفتاة؟ المجيب: د. عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين. يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف، ويحصل البلوغ بتمام خمس عشرة سنة، أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج، أو بإنزال المني المعروف، أو بالحيض، أو بالحمل، فمتى حصل بعض هذه الأشياء لزمها الصيام ولو كانت بنت عشر سنين فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها؛ فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فلا يلزمونها بالصيام وهذا خطأ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها قلم التكليف، والله أعلم. المريض والصوم السؤال: لي أخ وجب عليه الصيام، وهو في سن الثالثة عشرة تقريبا، وهو يعاني من مرض نقص في نسبة الأملاح، ويجب عليه أخذ دواء مدى حياته، وهو تقريبا يأخذه كل ست ساعات وإلا يعاني من نقص، وربما يدخل المستشفى إذا لم يأخذه، ولا أدري مدى تحمله حقيقة، ولكن بعض الأطباء يقولون: إنه لا يستطيع، وهو لم يصم رمضان، فلا أدري ماذا عليه أن يفعل؟ وهل كل رمضان لا يصومه على مدى الحياة؟ وهل يأثم ؟ المجيب: أ.د. سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فكما هو معلوم أن البلوغ يحصل بالنسبة للذكر بأحد ثلاثة أمور: بلوغ خمس عشرة سنة، أو الاحتلام، أو ظهور الشعر الخشن حول القبل، فأي من هذه الثلاثة سبق فالحكم له. هذا وقد ذكرت أن أخاك وجب عليه، وهو في سن الثالثة عشرة لعله بلغ بالاحتلام، أو بظهور الشعر الخشن حول القبل، على كل ما دام وجب عليه الصيام وهو مريض، وقد قرر الأطباء أنه لا يستطيع الصوم، وأنه بحاجة إلى استعمال الدواء في كل ست ساعات، فهذا له حكم المريض الذي لا يستطيع الصوم فلا يجب عليه الصوم، بل يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا، ويستمر على هذا مادام على تلك الحالة ولا إثم عليه؛ لأنه معذور لمرضه الذي لا يستطيع الصوم معه، ومتى ما شافاه الله وزال عنه المرض فإنه يعود إلى الصوم في مستقبل حياته، وما مضى لا شيء عليه فيه إلا الإطعام -كما تقدم-، والله أعلم. الصوم والسكري السؤال: أنا مريض بمرض السكر، وأتناول إبر الأنسولين، ومستوى السكر لدي ما بين (250) إلى (400) أحيانا، وأيضا مريض بالكلى وضغط الدم - شفاني الله وإياكم - هل أصوم رمضان أم أفطر ؟ وما هي الكفارة ؟ المجيب: د. عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين إذا كنت لا تستطيع الصيام، وقرر الأطباء أن الصيام يضرك وأن المرض لا يرجى برؤه فعليك الإطعام عن كل يوم مسكينا من البر أو التمر أو الأرز، نصف صاع لكل يوم للمساكين جميعا أو مفرقة.