علق جهاز الأمن السوداني أول من أمس صدور صحيفة "الصيحة" اليومية إلى أجل غير مسمى، واتهمها "بارتكاب حزمة من التجاوزات والجنوح أكثر من مرة إلى إدانة بعض المؤسسات والأفراد دون استقصاء مهني رصين". يأتي ذلك بينما وجه برلمانيون انتقادات حادة لأداء الصحفيين خلال الشهر الماضي. وأشارت مصادر صحفية، إلى أن إيقاف صدور الصحيفة جاء بتوجيه مباشر من مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا المولى، على خلفية تسليطها الضوء على عدد من ملفات الفساد وسط أجهزة الدولة، واتهامها وكيل وزارة العدل بالتورط في تجاوزات إبان توليه إدارة مصلحة الأراضي. وكان القصر الرئاسي قد أصدر بياناً مساء الإثنين الماضي، حذر فيه الأجهزة الإعلامية والصحف، من "تجاوز الخطوط الحمراء، والتناول بالسلب لقضايا الأمن القومي والشؤون العسكرية والعدلية، دون التثبت بالبينات والوثائق، الأمر الذي يعد تشهيرا واستباقا مخلاً يقود لتأثيرات يجب على الصحافة النأي عنها". في سياق متصل، وجّه عضو البرلمان السوداني الفاتح محمد سعيد انتقادات حادة للصحفيين، واتهمهم بالتشكيك في شرعية النظام الحاكم، وإثارة قضايا الفساد، وإضعاف ثقة المواطنين في الحكومة. وطالب البرلمان بإصدار ميثاق شرف إعلامي لضبط تصريحات الصحفيين في الداخل والخارج. من ناحية ثانية، تجري وزارة الخارجية السودانية حاليا تحركات مع العديد من المنظمات الدولية والإقليمية؛ لتوضيح الحقائق بشأن القضايا المثارة حالياً مثل توقيف زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي. وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية عبيدالله محمد عبيدالله: "إن الكثير من الدول أبدت تفهماً للخطوات التي أقدم عليها السودان والتي تتماشى مع تشريعاته الوطنية". إلى ذلك، نفى القائد الميداني لقوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، صحة ما نُسب إليه من تصريحات عن الجيش السوداني عبر تسجيلات في مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن الجيش محل احترام وتقدير الجميع، موضحاً أن ما يُسرب تسريبات لشق الصف، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع منتشرة بالخرطوم لتأمينها من أي زعزعة قد تحدث.