أكدت وزارة الصحة أن فيروس كورونا لم يدفع الوزارة إلى تعليق إجازات الأطباء والكوادر الصحية في المستشفيات، وفق ما صرح به ل"الوطن" المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور خالد مرغلاني. من جهتها أبلغت مديرة معهد "يلوجي" لاستشارات طب الطوارئ بأميركا الدكتورة نانسي بونولومي "الوطن" بأن الفيروس "مقلق، لعدم القدرة على احتوائه وسرعة انتشاره وارتفاع معدل الوفيات"، مستدركة "لا نريد من الناس أن يفزعوا أكثر من اللازم، فهناك فرق بين التحذير والتخويف". وفي تبوك، طلب مدير مستشفى الملك فهد، المخصص لاستقبال حالات مرضى "كورونا" إعفاءه من العمل، فيما أكد مصدر مطلع أن خطة العزل الصحي الخاصة بمرضى "كورونا" واجهت خلافاً بين مدير المستشفى وصحة تبوك. إلى كذلك كثفت الفرق الصحية في مطار الملك عبدالعزيز بجدة من وجودها، لمراقبة المعتمرين القادمين، وفي حال الاشتباه بإصابة أحد بالفيروس، فإنه يتم عزله على الفور، لاستكمال باقي الفحوصات والإجراءات. فيما لاحظ مسافرون وقادمون بمطار الملك عبدالعزيز بجدة خلو صالات القادمين من خارج المملكة لأداء العمرة من الكاميرات الحرارية التي تساعد في الكشف عن المصابين بأمراض وبائية مثل أنفلونزا الخنازير، قلل استشاري أمراض معدية من جدوى استخدام هذه الكاميرات، مؤكدا أن فيروس "كورونا" لا يتم كشفه إلا بأخذ عينة من الحلق أو من الأنف، وفي الوقت نفسه انتشرت في صالات المعتمرين فرق صحية ميدانية لكشف المصابين بالفيروس. وقالت مصادر مطلعة بمراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ل"الوطن"، إن الكاميرات الموجودة يبلغ عددها 14، وتم إجراء الفحص الدوري لها منذ أسبوعين، ولكن لم يتم تشغيلها حتى أمس لعدم صدور قرار من وزارة الصحة باستخدامها في رصد الحالات المصابة بالأمراض المعدية، ومنها "كورونا". وأكدت المصادر أنه لم يرصد المراقبون الموجدون بالصالات أي حالات مصابة أو مشتبهة بكورونا ضمن المعتمرين القادمين إلى المملكة، كاشفة عن أن بعض منسوبي المطار يطالبون بتشغيل الكاميرات الحرارية للكشف عن حالات الاشتباه، مبررين ذلك بأن الموسم الحالي يشهد قدوم معتمرين من بلدان ظهر بها الفيروس. وأضافت المصادر أن مراكز المراقبة الصحية تكثف الرقابة الصحية على المعتمرين القادمين من البلدان التي ظهرت بها إصابات، حيث شددت المراقبة الميدانية داخل صالات القدوم، وتم تخصيص مراقبين صحيين مهمتهم مراقبة المعتمرين القادمين من خارج المملكة، وفي حال وجود حالات اشتباة بإصابتهم يتم حجزهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة معهم. وأوضحت المصادر أن المراكز الصحية في المطار يوجد بها فرق ثابتة تعمل على مدار العام، تضم 264 موظفا من بينهم أطباء، وصيادلة، وأخصائيو مختبر، ومراقبو وبائيات، وممرضون وممرضات، وإداريون يعملون على تقديم الخدمات الصحية لكافة المعتمرين القادمين من خارج المملكة ومن الداخل. ولفتت إلى أن وزارة الصحة لم توجه مراكز المراقبة الصحية في المطار باشتراطات إضافية للتعامل مع فيروس "كورونا"، وأن جميع الإجراءات الاحترازية تمت باجتهادات شخصية من منسوبي المراكز لمنع انتقال العدوى، أو إصابة المخالطين للمعتمرين. من جهته، أكد استشاري الأمراض المعدية في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور عبدالله الحقيل ل"الوطن"، أن "الكاميرات الحرارية التي استخدمت في مطار الملك عبدالعزيز بجدة سابقا للكشف عن أنفلوانز الخنازير لا يمكن أن ترصد في الوقت الحالي حالات الإصابة بفيروس كورونا"، مشيرا إلى أن الفيروس مثل الأنفلوانز العادية لا يتم كشفه إلا بأخذ عينة من الحلق أو الأنف، موضحا أن استخدام الكاميرات لا يجدي في رصد الحالات المصابة، والقادمة من الدول الأخرى. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة أمس تسجيل 15 إصابة بالفيروس، ست في الرياض، وأربع في جدة، وخمس في العاصمة المقدسة، وحالة وفاة، وبذلك يرتفع عدد الاصابات إلى 411 والوفيات إلى 112. من جهتها نفت الوزارة أن يكون فيروس "كورونا" قد منع الكوادر الطبية والفنية من الحصول على إجازاتهم أو تقليصها. وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أمس ل"الوطن" أن "الوزارة لم تمنع أو تحد من حصول الأطباء أو الفنيين على إجازاتهم". خبيرة أميركية: المرض مقلق.. وفرق بين التخويف والتحذير تبوك: أحمد الحجيري رفضت الخبيرة الأميركية، مديرة معهد "يلوجى" لاستشارات طب الطوارئ بأميركا الدكتورة نانسي بونولومي، وصف فيروس كورونا ب "الوباء"، وأرجعت الاهتمام العالمي المتنامي بالمرض إلى "الضجة الإعلامية". وأضافت ل"الوطن" خلال المؤتمر الدولي ل"كورونا وطب الطوارئ"، الذي بدأ في تبوك أمس، أن "المرض ليس موسميا، والسبب في الاهتمام يعزى إلى كثرة الإعلان عن حالات الإصابة"، مطالبة بالتفريق بين التحذير والتخويف. وأوضحت أن "وصول الفيروس إلى الولاياتالمتحدة عن طريق أميركي قادم من الرياض أمر خطير، ونحن قلقون بشأن هذا المرض، وليس لدينا القدرة على احتوائه، لأنه سريع الانتشار، ومعدل الوفيات به مرتفع، ولكن لا نريد من الناس أن يفزعوا أكثر من اللازم". وأضافت "ظننا أن المرض ينتقل من الحيوان وخاصة الإبل إلي الإنسان، لكن اكتشفنا أنه ينتقل بين البشر، وهذا الأمر أكثر إزعاجا، لأننا لا نملك حتى الآن وسيلة حماية من انتقاله، كما لا يوجد علاج كيميائي له". وترى الخبيرة الأميركية أن "الطب البديل يمكن أن يقاوم الفيروسات عموما، لأنه وسيلة لحفظ الجسم والتوازن الصحي، وأن من مجالاته الإبر الصينية والأعشاب".