أخفقت الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية اللبنانية في اختيار رئيس جديد للبلاد، كما انتهت الجولة بصدمة غير متوقعة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي حصل على 48 صوتاً، حيث لم يلتزم بعض نواب المستقبل ومعظم نواب الكتائب بالتصويت لمرشح الفريق. وفي المقابل صوَّت رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط مع النائبين ميشال المر ونائلة تويني وكل نواب التكتل الطرابلسي بمن فيهم المنضوون تحت لواء فريق الرابع عشر من آذار للمرشح هنري الحلو. رغم يقينهم بأنه لن يصل إلى السدة الرئاسية. لكن يبدو من سياق الجلسة أن جنبلاط يرفض ترشيح كل من جعجع ورئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون للرئاسة. وهذا ما دفعه لتبني مرشح من كتلته وهو هنري حلو للترويج لفكرة الرئيس التوافقي. وهنا تكمن أهمية دور جنبلاط في العملية السياسية، بما يملكه من قدرة على التأثير على أصوات المستقلين، التي تؤثر بشكل كبير على اسم رئيس الجمهورية القادم. من ناحية أخرى، تصدرت 52 ورقة بيضاء مشهد الدورة الأولى لانتخاب الرئيس، وهو ما قام به فريق الثامن من آذار، وتحديداً حزب الله وتكتل التغيير والإصلاح من أجل توجيه رسالة إلى جعجع، مفادها أن عدد الأوراق البيضاء يفوق عدد الأصوات النيابية المؤيدة له. وهنا يطرح التساؤل التالي: لماذا لم يجتمع فريق الثامن من آذار حول العماد ميشال عون كمرشحها لرئاسة الجمهورية؟ يجيب عن هذا التساؤل المحلل السياسي جوني منير قائلاً "لا يتعلق الأمر بفريق الثامن من آذار بل بميشال عون نفسه الذي أعلن عدم ترشحه كرئيس مواجهة، بل طرح نفسه كرئيس توافقي. وهو ما دفعه لانتظار موافقة تيار المستقبل ودعمه كرئيس توافقي. ومن ناحية أخرى يبدو أن فريق الثامن من آذار ينتظر تسويات إقليمية معينة ستكون لها انعكاساتها على اختيار رئيس الجمهورية القادم، مثل مصير الانتخابات الرئاسية السورية. وفي الأفق القريب لا يمكن الحديث عن قدرة أي من فريقي 8 و 14 آذار على الإتيان برئيس يمثلها للقصر الجمهوري، مما يعني أن الخط التوافقي الذي رسمه وليد جنبلاط هو الفائز، بعد الاتفاق مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري على الإتيان بأحد الأسماء التوافقية التالية؛ رئيس مصرف لبنان الوزير السابق جان عبيد، أو رياض سلامة، أو قائد الجيش العماد جان قهوجي. لكن قبل ذلك سنشهد معركة طاحنة بين جعجع ومن خذلوه في فريق الرابع عشر من آذار وتحديدا حزب الكتائب ورئيسه أمين الجميل".