تواصلت المعارك العنيفة بين قوات الجيش النظامي، مدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني ومقاتلين عرب وأجانب من جهة، وبين مقاتلي الجيش الحر والكتائب الإسلامية من جهة أخرى في العديد من المحافظات والمدن السورية. ففي حلب، تمكنت قوات المعارضة من قتل نحو 15 من جنود النظام في إطار المعارك الشرسة التي تدور منذ يومين قرب فرع المخابرات الجوية، كما دمر الثوار دبابتين لقوات النظام وسيطروا على مزيد من المباني في حي جمعية الزهراء. إضافة إلى عدد من النقاط من بينها مصنع للأسطوانات، ومخفر حي الراموسة، فضلاً عن اغتنام أسلحة وذخائر عديدة بالإضافة لاغتنام دبابة وتدمير أخرى. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الثوار يضيقون الخناق على مبنى المخابرات الجوية، حيث سيطروا على مبان مهمة، مثل مديرية الخدمات الفنية، وفرع الهلال الأحمر الملاصقين للمخابرات الجوية. وأضافت أن خسائر النظام خلال المواجهات التي دارت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فاقت 100 قتيل من جنود النظام، وأفراد الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني في حي جمعية الزهراء. بدورها، ردت القوات النظامية على تقدم قوات المعارضة بقصف مناطق المدنيين في المدينة، حيث لقي 3 أشخاص بينهم طفلتان، مصرعهم نتيجة للقصف الحكومي الذي استهدف حي الشيخ فارس، إضافة إلى إصابة 10 آخرين بجروح. أما في ريف دمشق، فقد استمرت طائرات النظام العسكرية في إلقاء البراميل المتفجرة على مناطق دوما والمليحة وداريا التي تعد أبرز المناطق التي تشهد معارك بين قوات النظام وكتائب المعارضة وأقربها للعاصمة السورية دمشق. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن اشتباكات عنيفة تدور على أطراف بلدة المليحة من جهة معمل تاميكو، مع استمرار القصف المدفعي على بساتين البلدة، في محاولة من قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله لاقتحام البلدة الاستراتيجية. وأضافت أن الثوار تمكنوا من إحباط هذه المحاولات وأرغموا القوات الحكومية على التراجع بعد أن كبدوها خسائر فادحة في الأرواح. أما في منطقة القلمون، فقد اضطرت مئات العائلات السورية للفرار من المعارك العسكرية الدائرة في منطقة رنكوس إلى قرية طفيل، حيث لم تجد سوى شوارع وأزقة القرية أماكن لتجمعها في ظل عجز فرق الإغاثة عن الوصول إليها بسبب عدم وجود طرق ممهدة. وفي درعا، أكدت لجان تنسيقيات الثورة أن المعارضة المسلحة باتت تسيطر على قرابة 60% من ريف درعا الشرقي، بما يشمل مواقع استراتيجية مهمة كالبوابة الشرقية ومربع غرز الأمني. من جهة أخرى، قتل أمس مراسل قناة "المنار" التابعة لحزب الله في معلولا حمزة الحاج حسن، بينما كان يوثق سيطرة "كتائب الأسد" على البلدة. ولاحقاً أفيد عن مقتل 3 آخرين من نفس القناة.