قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية أمس: إن قوات النظام سيطرت على قرية معلولا بريف دمشق، بينما أصيب 25 شخصًا بحالات اختناق جراء قصف قرية عشطان بريف حماة بغازات سامة، وسط تواصل المعارك على عدة محاور، فيما شنت واشنطن هجومًا على الرئيس السوري بشار الأسد واصفة إياه بأنه «مغناطيس الإرهاب». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية وكبير مستشاريها لشؤون سوريا إدغار فاسكيز في تصريحات نشرتها صحيفة «البيان» الإماراتية أمس: إن «فظائع بشار تجذب المقاتلين الأجانب»، وجدد في الوقت ذاته أنه لا حل عسكريًا في سوريا، داعيًا روسيا إلى الضغط «بشكلٍ ذي معنى» على النظام «ليس خدمةً للولايات المتحدة بل لمصلحتها هي». وبشأن ضرورة تزويد الثوار السوريين بالسلاح النوعي لتغيير ميزان القوى على الأرض بهدف دفع الأسد إلى قبول الحكومة الانتقالية كاملة الصلاحيات، قال فاسكيز: إن «الولاياتالمتحدة أكدت منذ وقتٍ طويل أنه لا حل عسكريًا للصراع في سوريا».وأضاف إن «تركيزنا يبقى على إيجاد حل سياسي دائم ينهي الصراع»، متابعًا: «سيكون لزامًا علينا أن نصل إلى ذلك الحل في مرحلةٍ ما مهما كلف الأمر لوضع حدٍ لحرب الاستنزاف الدامية هذه، وبطبيعة الحال نفضل أن يكون الأمر اليوم قبل الغد بالنظر إلى الأرواح البريئة التي تزهق باستمرار». واستطرد: «لكن الحقيقة أن حلًا دبلوماسيًا وحده سينهي الحرب». وبخصوص البدائل في حال فشل المسار السياسي المجمد حاليًا أجاب المسؤول الأمريكي بقوله: «كما أوضح الرئيس باراك أوباما ننظر دومًا إلى الحلول التي يمكن لنا أن نتخذها لحل الأزمة في سوريا، وسوف نستمر بالعمل مع كافة الأطراف المعنية لنحاول المضي قدمًا في الحل السياسي». وحول خطط واشنطن لزحزحة موسكو عن موقفها الثابت في دعم دمشق، خاصةً في أعقاب أحداث أوكرانيا، قال المسؤول الامريكي: إن بلاده «تدعو جميع من لديه نفوذ على النظام السوري في المجتمع الدولي إلى استعمال نفوذهم هذا لدفع الحل التفاوضي إلى الأمام». وتابع فاسكيز: «على روسيا أن تعمل لإنهاء الصراع السوري، ليس خدمةً لنا، ولكن لأن من مصلحتها فعل ذلك»، مشيرًا إلى أن «أحدًا لا يريد مزيدًا من عدم الاستقرار في هذا الجزء من العالم، بل أكثر من ذلك، لقد قلنا منذ أمد بعيد إن الأسد مغناطيس الإرهاب». وعن استراتيجية واشنطن بخصوص توحيد فصائل المعارضة واستبعاد المقاتلين المتطرفين من صفوفها أفاد فاسكيز أن «فظائع النظام بحق الشعب السوري تدفع بتدفق المقاتلين الأجانب لينضموا إلى المتطرفين العنيفين الذين يحاولون زرع إيديولوجية الانقسام الخاصة بهم وتغذية دورة العنف الطائفي وإدامة إراقة الدماء داخل سوريا». الجربا إلى بكين وفي بكين أعلنت حكومة الصين أن زعيم المعارضة السورية أحمد الجربا سيرأس وفدًا يزور البلاد هذا الأسبوع في أحدث جهود وساطة لبكين لحل الأزمة السورية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ: إن الجربا ووفدًا من الائتلاف الوطني السوري الذي يرأسه سيزوران الصين اعتبارًا من غد الثلاثاء وحتى الجمعة القادم وأنهما سيلتقيان مع خبراء صينيين ووزير الخارجية وانغ يي. وذكرت أن وانغ والجربا «سيتبادلان وجهات النظر» بشأن الموقف في سوريا وسبل حل الأزمة سياسيًا. وقالت في إفادة صحفية: «نحن الآن في العام الرابع من الاضطرابات في سوريا، وهي كارثة مروعة لشعبها وصدمة للسلام والاستقرار الاقليميين». وأضافت «استضافة الصين لوفد الائتلاف الوطني السوري تجيء في إطار سعي الصين بكد إلى تعزيز السلام في سوريا بهمة وبشكل متوازن». وذكرت هوا أن الصين تتابع عن كثب التقارير الأخيرة التي تحدثت عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. الأسلحة الكيماوية من جهتها أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس أن سوريا سلمت ثلثي ترسانتها الكيميائية تقريبًا مؤكدة أنه على دمشق «زيادة» وتيرة وحجم عمليات التسليم. وأعلنت المنظمة في بيان أن «الحكومة السورية قامت بعملية التسليم الثالثة عشر لمواد كيميائية شحنت على متن سفن شحن لنقلها خارج سوريا»، و«بعملية التسليم هذه ترتفع إلى 65,1% نسبة المواد الكيميائية التي نقلت من سوريا». وأكدت المنظمة أن وتيرة وحجم عمليات التسليم يجب أن تزداد «لتتماشى مع الجدول المحدد»، وقالت: إنه «لم يبق أي هامش لمهلة إضافية». معارك وسيطرة ميدانيًا استعادت القوات النظامية أمس السيطرة على مدينة معلولا في ريف دمشق بعد أربعة أشهر من الانسحاب منها بعد دخول مقاتلي المعارضة المسلحة إليها في كانون الأول/ديسمبر 2013، حسبما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس. وأشار المصدر إلى أن العملية «أسفرت عن مقتل عدد كبير من الارهابيين فيما فرت أعداد قليلة ستتم ملاحقتهم في البؤر التي لجأوا إليها». واعتبر المصدر أن استعادة معلولا ومناطق أخرى في القلمون «ستؤدي إلى إحكام المزيد من السيطرة على المعابر الحدودية بشكل كامل». وفي حماة قال مركز صدى الإعلامي: إنه تم تسجيل 25حالة اختناق وتسمم جراء إلقاء الطيران المروحي البراميل المتفجرة التي تحمل مواد سامة على بلدة عطشان بريف حماة الشرقي. وكانت بلدة التمانعة بريف إدلب ومدينة كفريتا بريف حماة القريبتان من عطشان قد تعرّضتا خلال اليوميين الماضيين لقصف مماثل أدى إلى سقوط قتلى ومصابين. وتشهد هذه المناطق معارك عنيفة بين قوات المعارضة والنظام. في الأثناء دارت اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة مورك بريف حماة الشمالي في محاولة جديدة لقوات النظام اقتحام المنطقة. وفي حلب قال ناشطون: إن قوات المعارضة تسيطر على عدد من النقاط من بينها مصنع للاسطوانات، ومخفر حي الراموسة بحلب، وأضافوا إن قوات المعارضة قتلت العشرات من قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني، فضلًا عن اغتنام أسلحة وذخائر عديدة بالإضافة لاغتنام دبابة وتدمير أخرى. وقالت مصادر الجيش الحر: إن قوات المعارضة المسلحة قتلت نحو 15 شخصًا من جنود النظام في معارك قرب فرع المخابرات الجوية. كما دمرت دبابتين لقوات النظام وسيطروا على مزيد من المباني في حي جمعية الزهراء بينها مديرية الخدمات الفنية وفرعُ الهلال الأحمر الملاصقان للمخابرات الجوية، ووصل عدد قتلى النظام في الأيام الثلاثة الأخيرة قرابة مائة من جنود النظام وأفراد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في حي جمعية الزهراء. وفي الجنوب قال ناشطون سوريون: إن قوات المعارضة السورية المسلحة أصبحت تسيطر الآن على نحو %60 من ريف درعا الشرقي بما يشمل مواقع استراتيجية مهمة كالبوابة الشرقية لمدينة درعا ومربع غرز الأمني. تجدد القصف وبالتزامن مع ذلك تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء طريق السد ومخيم درعا وعلى أحياء درعا البلد، وسط إلقاء البرميل المتفجرة على بلدات النعيمة والغارية الغربية بريف المحافظة ذاتها. وفي ريف دمشق ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن اشتباكات تدور على أطرف بلدة المليحة من جهة معمل تاميكو بريف دمشق مع قصف مدفعي على بساتين البلدة، حيث تحاول قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني اقتحام البلدة الاستراتيجية. وفي إدلب ذكر اتحاد التنسيقيات أن كتائب المعارضة فجرت مبنى تسيطر عليه قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني بقرية الفوعة بريف إدلب، بينما تحدثت مصادر أخرى في المعارضة عن استهداف مقاتلي الجيش الحر بالدبابات والرشاشات تجمع قوات النظام في حاجز بسيدا بريف إدلب الجنوبي. وفي اللاذقية سقط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام جراء تصدي الجيش الحر لمحاولتهم التقدم من محور جبل تشالما بريف اللاذقية، وفقًا لما ذكرته شبكة شام. وقالت مسار برس: إن قوات المعارضة تقتل خمسة عناصر من قوات النظام وتأسر اثنين خلال الاشتباكات في محور تشالما بريف اللاذقية.