"المهام ستختلف عليك يا شايع، ستقوم بالضغط على عبدالله الزوري، وليس عليك أن تتابع البرازيلي نيفيز".. هكذا خاطب مدرب النصر، الأوروجوياني دانييل كارينيو لاعبيه في التدريب المغلق قبل المباراة بيومين. وأكمل كارينيو مخاطباً اللاعب عوض خميس "أنت من سيتولى مراقبة نيفيز". وفي المناورة الرئيسة فاجأ كارينيو كعادته لاعبيه، وأبعد يحيى الشهري من القائمة الأساسية، وأعاد إليها المخضرم محمد نور ومنحه قميص الفريق الأساسي، وقال له "أثق فيك كثيرا، وأعتقد أنك لن تخذلني". وردّ اللاعب "لن أخذلك". كانت هذه بعض أسرار التحضير، وبعض مفاتيح الفوز النصراوي على الهلال أول من أمس في نهائي كأس ولي العهد، حيث لم تكن الدقائق ال90 التي خاضها النصر فيه هي القصة الكاملة لتتويجه بطلا للمسابقة، فقد سبقتها تحضيرات وترتيبات وضعت الفريق على سكة المضي بشكل جدي نحو اللقب الأول هذا الموسم. وبدأت القصة مباشرة عقب نهاية مباراة النصر مع الفتح في الجولة ال20 لدوري عبداللطيف جميل، حيث عاد الفريق من الأحساء بطائرة خاصة، وسط حماسة من اللاعبين والجهاز الفني بقيادة كارينيو الذي وضع اللقب نصب عينيه، ورفض إراحة اللاعبين، وكثف التدريبات، خاصة أن آخر لقب للفريق كان قبل بضع سنوات. وكان كارينيو يضع في حسبانه أن النصر يحتاج إلى الانسجام أكثر خاصة بعد الصفقات الشتوية، وتجديد الإدارة لعقود عدد من اللاعبين، بل تابع الهلال في مباراته أمام التعاون، ودوّن ملاحظات عن نقاط القوة والضعف لديه. وأدى محمد نور المناورة بحماسة كبيرة، وارتفعت معنويات بعض اللاعبين حينما شاهدوا نور بهذا المستوى الفني الرفيع، رغم أنه كان خارج التشكيلة الأساسية لمباراتي العروبة والفتح. وفي يوم المباراة وبعد وصول الحافلة التي كانت تقل اللاعبين إلى استاد الملك فهد الدولي، وفي غرفة تبديل الملابس، لعب نور دور القائد الخفي، ودعا زملاءه إلى اجتماع مصغر، وقال لهم "أريد أن أرى وحوشا ورجالا في الملعب" فتعاهدوا على ذلك. بدأت المباراة بهدف مبكر لناصر الشمراني أفرح المدرج الهلالي كثيرا، لكن عزيمة النصراويين لم تثبط، فعادوا للمباراة، وسجلوا هدفين بعد أن طبق شايع وخميس توجيهات المدرب. وكان اللاعبون يسألون السهلاوي، أثناء المباراة: متى ستسجل؟ وكان يرد "لا أحب أن أسجل قبل أن يحضر راعي المباراة، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز". وبالفعل سجل السهلاوي هدف الفوز في الشوط الثاني. بعدها تولى الحارس الشاب عبدالله العنزي ما تبقى من المهمة، ووقف بالمرصاد لهجمات الهلال حتى صافرة النهاية، لينطلق العنزي وهو يبكي بتحقيق بطولة طال انتظارها، فيما احتضن رئيس النادي، المدرب الأوروجوياني فرحا. وبعد التتويج بالكأس، واصل اللاعبون احتفالاتهم، وأغلقت جماهير النادي جميع الطرق ابتهاجا باللقب، ولم تستطع الحافلة التي كانت تقل اللاعبين الوصول إلى النادي إلا عند الواحدة صباحا، واضطر اللاعبون إلى البقاء فيها قرابة الساعة بسبب الجماهير الغفيرة التي حملتهم إلى داخل النادي.