سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روسيا تعترف ب"عجزها" منفردة عن حل الأزمة السورية هاجل: إدارة أوباما تعتزم التحول من التركيز على القوة العسكرية إلى الدبلوماسية * أكثر من 136 ألف قتيل في النزاع المستمر منذ نحو 3 أعوام
في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن أمس، اعترف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعجز روسيا عن حل الأزمة السورية بمفردها، داعيا إلى الضغط على طرفي الأزمة للتوصل إلى اتفاق ينهي النزاع، فيما ينتظر نتائج اللقاء الذي ضم "لافرووف" مع نظيره الأميركي جون كيري، والمبعوث العربي والإقليمي الأخضر الإبراهيمي، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، للبحث في حصيلة مفاوضات جنيف. يأتي ذلك في وقت أنهى النظام والمعارضة السوريان 10 أيام من المباحثات في سويسرا من دون نتائج تذكر، إلا أن محللين ومشاركين في المفاوضات يرون في "جنيف-2" خطوة أولى أساسية، مع جلوس طرفي النزاع وجها لوجه للمرة الأولى منذ بدء الأزمة قبل نحو 3 أعوام. ورغم الجهد الدؤوب للموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي لم يتوصل الطرفان لخلاصات مشتركة، إذ لم يتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، ولم يبحثا في العمق مسألة تشكيل هيئة حكم انتقالي، إضافة لموضوع السماح بتقديم المساعدات للمدنيين وفك الحصار عن المحاصرين في حمص. وقال مدير مركز بروكينجز الدوحة سلمان الشيخ "من الواضح أن المباحثات لم تكن ناجحة"، مضيفا "أنه كان ثمة أمل بحصول زخم للمفاوضات من خلال اتفاق ما على إدخال مساعدات إنسانية، ولكن هذا الأمر لم يحصل". وفيما تحدد موعد "مبدئي" للجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 2" في 10 فبراير الجاري، يتوقف تثبيت الموعد على موافقة النظام السوري في ظل تشكك النظام بتمثيل المعارضة الموجودة في جنيف، معتبرا أنها تلاحق "أوهاما" لناحية تسلم السلطة، كذلك لإصرار المعارضة على ضرورة التزام النظام بما جاء في "جنيف -1" الذي يمهد إلى تجريد بشار الأسد من كل صلاحياته تمهيدا لعزله ومحاسبته". ويتوقع أن تتكثف خلال الأيام المقبلة الحركة الدبلوماسية لا سيما مع عرابي المفاوضات، روسيا، حليفة النظام، والولايات المتحدة الداعمة للمعارضة، في وقت لم تساهم المفاوضات في الحد من العنف على الأرض، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل قرابة ألف و900 شخص في القصف والمعارك والتفجيرات، خلال الفترة من 22 إلى 30 يناير المنقضي، مبينا أن حصيلة النزاع السوري المستمر منذ نحو 3 أعوام، بلغت أكثر من 136 ألف قتيل. وفي سياق متصل، اجتمع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مع ممثلي المعارضة السورية على هامش مؤتمر ميونيخ، فيما حض كيري الرئيس السوري بشار الأسد على الوفاء بالتزاماته الدولية على صعيد تدمير ترسانته الكيميائية، محذرا إياه من تداعيات عدم القيام بذلك، مبينا أنه "إذا حصلت مشكلات "تتصل" بعدم الوفاء بالتعهدات، فسيتم إبلاغها إلى مجلس الأمن بموجب الفصل السابع". من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل أمس أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتزم التحول في سياستها الخارجية من التركيز على القوة العسكرية إلى الدبلوماسية. وقال هاجل الذي كان يتحدث في مؤتمر ميونيخ للأمن إنه ووزير الخارجية "عملا معا على إعادة التوازن إلى العلاقة بين الدفاع والدبلوماسية الأميركيتين." إلى ذلك، أفاد تقرير أن إندونيسيين انضموا إلى متطرفين آخرين يقاتلون حاليا في سورية ما يبعث مخاوف من أن يساهموا في إعادة إحياء أنشطة الجماعة الإسلامية المسؤولة عن أبرز التفجيرات في أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان. وقال التقرير الذي أعده معهد تحليل سياسة النزاعات ومقره في جاكرتا "إن ذهابهم إلى هناك يشكل تغييرا في مسار المتطرفين الإندونيسيين الذين توجهوا سابقا إلى أفغانستان في أواخر الثمانينيات وفي التسعينيات وخصوصا للتدريب أو إلى الأراضي الفلسطينية لتقديم دعم مالي ومعنوي لمسلمين". ميدانيا، قتل أمس 9 اشخاص على الأقل في قصف "بالبراميل المتفجرة" على مدينة حلب في شمال سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني أن 3 أشخاص قتلوا في قصف من الطيران المروحي على حي المرجة، في حين قتل 6 أشخاص آخرين في قصف مماثل على حي طريق الباب. واضاف أن الطائرات المروحية استخدمت في القصف "البراميل المتفجرة" المحشوة بمادة "تي إن تي"، والتي تلقى من الجو من دون نظام توجيه يتيح لها إصابة أهداف دقيقة.