تتسارع الجهود الديبلوماسية في محاولة لايجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ آذار (مارس) 2011 وحصدت أرواح نحو 45 ألف شخص. وفي إطار هذه الجهود وصل الى موسكو نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ومعاون الوزير احمد عرنوس، ويصل اليها اليوم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، على ان يزورها الموفد الدولي - العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي السبت ويعرّج قبلها على القاهرة يلتقي خلالها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وفي موازاة ذلك تواصلت أمس الاشتباكات العنيفة وعمليات القصف، ما ادى الى مقتل العشرات في أنحاء مختلفة في سورية، لترتفع حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً الى اكثر من 45 ألف شخص، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وعلى رغم عدم إعلان تفاصيل نتائج المحادثات التي يجريها الابراهيمي في دمشق، مع أركان النظام والمعارضة في الداخل، ذكرت مصادر ان المؤشرات تفيد بأن الحوار يدور حول اتفاق جنيف، الذي أقرته الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وممثلو الجامعة العربية في نهاية حزيران (يونيو) الماضي. وتفيد المصادر ان هناك عقدتين تعوقان التقدم نحو تنفيذ «بيان جنيف»: الأولى تخص المعارضة التي ما زالت تصر على تنحي الأسد قبل المضي في تنفيذ أي اتفاق يتم التوافق عليه. وأما العقدة الثانية فمصدرها النظام الذي يصر على استبعاد مشاركة أطراف في المعارضة في الحكومة الانتقالية، خصوصاً القوى التي تطالب بتدخل دولي لا سيما جماعة «الاخوان المسلمين». وينص بيان جنيف على تشكيل حكومة انتقالية تضم عناصر من النظام والمعارضة تتمتع ب»سلطات تنفيذية» ويتم تشكيلها على أساس «قبول متبادل»، وذلك من دون التطرق الى مصير الرئيس السوري، فيما أعلن الموفد الدولي كوفي عنان حينها ان «مستقبل الأسد سيكون شأن السوريين». وكانت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية ذكرت ان الابراهيمي يحمل معه الى سورية اقتراحاً بتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، مع استمرار الاسد في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية العام 2014، من دون ان يحق له الترشح مجدداً. وواصل الابراهيمي محادثاته في دمشق التي وصل اليها الأحد، والتقى أمس السفير الصيني تشانغ شون الذي اعلن إنه اتفق مع الموفد الدولي على ان «الوضع في سورية خطير جداً، وأن هناك حاجة ملحة الى تحرك سياسي» لايجاد حل للأزمة المستمرة في سورية. وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف صرح بان الابراهيمي سيزور موسكو السبت لاجراء مباحثات مع المسؤولين الروس، بعدما تحادث هاتفيا مع وزير الخارجية سيرغي لافروف الاسبوع الماضي. وشدد لافروف على ضرورة حض اطراف النزاع على تطبيق بيان جنيف في شأن الفترة الانتقالية. وكان الابراهيمي التقى في السادس من كانون الاول (ديسمبر) الجاري في دبلن لافروف ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وبحث معهما في خطة حل للوضع السوري لم يكشف عن مضمونها. ميدانياً، تواصلت الاشتباكات العنيفة والقصف في أنحاء مختلفة في سورية. وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان 20 شخصاً، بينهم ثمانية اطفال وثلاث نساء قتلوا اثر قصف مصدره القوات النظامية السورية تعرضت له مزارع قرية القحطانية» الواقعة الى الغرب من مدينة الرقة في شمال سورية. وقتل عشرون مقاتلاً في صفوف المعارضة باشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف قرب مدينة معرة النعمان. وتجددت الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق، وعثر على المعارض السوري فيصل الحلاق (58 عاما) مقتولاً في سيارته مساء الثلثاء قرب مدينة السلمية في محافظة حماة في وسط سورية، وانفجرت سيارة في حي المالكي في دمشق. وارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا الى اكثر من 45 ألف شخص، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.