انتهت الجولة الأولى من مفاوضات "جنيف-2" اليوم الجمعة، من دون تسجيل أي تقدم في اتجاه حل النزاع السوري الدامي، باستثناء جمع وفدي المعارضة والنظام في غرفة واحدة، والإعلان عن موعد مبدئي للجولة الثانية بعد عشرة أيام. ويتوقف تثبيت الموعد على موافقة نظام دمشق، الذي شكك بتمثيل المعارضة الموجودة في جنيف، معتبراً أنها تلاحق أوهاماً لناحية تسلم السلطة. من جانبه رأى رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، أن قدوم وفد النظام السوري للمؤتمر هو بداية نهايته، رغم أنه لم يكن لديه أي التزام خلال المفاوضات، واصفاً إياه بالفاقد للشرعية. وحمّلت الدول الإحدى عشرة الرئيسية في مجموعة أصدقاء سوريا، النظام مسؤولية عدم إحراز تقدم في الجولة التفاوضية الأولى التي انتهت لتوها في جنيف. وفي المقابل، أشادت المجموعة بالقرار الشجاع لائتلاف المعارضة الوطنية السورية بالمشاركة في مفاوضات جنيف، وبنهجه البناء خلال الجولة التفاوضية الأولى. ويتوقع أن تتكثف خلال الأيام المقبلة الحركة الدبلوماسية، لا سيما مع عرابي المفاوضات، روسيا، حليفة النظام، والولايات المتحدةالأمريكية الداعمة للمعارضة. وقد أعلن الائتلاف المعارض أن رئيسه أحمد الجربا سيشارك في مؤتمر "ميونيخ" حول الأمن الذي سيجمع في نهاية الأسبوع مسؤولي الدفاع والدبلوماسية في عدد كبير من الدول، أبرزهم وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان، جون كيري، وتشاك هاجل، ووزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والروسي سيرغي لافروف. ومن جنيف، توجه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى ميونيخ، حيث انضم مساء إلى اجتماع عقده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتمت خلاله مناقشة جولة التفاوض المقبلة بين النظام والمعارضة السوريين. وعلى الأرض، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 1900 قتيل في العمليات العسكرية في سوريا منذ بدء مؤتمر "جنيف-2" بالاجتماع الدولي في مدينة "مونترو" السويسرية في 22 يناير.