لندن، بيروت «الحياة»، أ ف ب - حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً على جبهات عدة وقطعوا خط الإمداد عن معسكرين رئيسيين لقوات النظام شمال غربي البلاد، في وقت أفاد مركز حقوقي أن الشهر الماضي الذي شهد مفاوضات جنيف، كان «الأكثر دموية» (نحو ستة آلاف) ما رفع عدد القتلى إلى 136 ألفاً منذ بدء الصراع قبل ثلاث سنوات. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إنها ستكون «حرباً قذرة ومُرّة» في سورية، متوقعاً خسارة النظام في «حرب الاستنزاف». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلي المعارضة «سيطروا بالكامل على الحاجز الشمالي لبلدة عتمان في درعا جنوباً (بين دمشق وحدود الأردن) عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية». وبعد سيطرة المعارضة على قرية سويسة في ريف القنيطرةالجنوبي بين دمشق والجولان المحتل أول من أمس، أحكم مقاتلوها على سرية القطار في قرية عين العبد في ريف القنيطرة في الجولان «بعد انسحاب القوات النظامية منها»، وفق «المرصد». وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، إنه «يحيّي رجال الجيش السوري الحر في مختلف أنحاء محافظتي درعا والقنيطرة، حيث عززت انتصاراتهم المتتالية». كما اقتحم مقاتلو المعارضة حاجز الحرش جنوب بلدة مورك وحاجز الجسر بين بلدتي حلفايا وطيبة الإمام في حماة (وسط) عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية. وأفاد «المرصد» أن مقاتلي المعارضة «أحكموا السيطرة الكاملة على بلدة مورك بعد سيطرتهم على حواجز العبود والمكاتب ومفرق بلدة عطشان وقطعوا بذلك طريق الإمداد الاستراتيجي للقوات النظامية إلى معسكري وادي الضيف والحامدية (قرب معرة النعمان) وحواجز القوات النظامية في مدينة خان شيخون في ريف إدلب، كما أعادوا الوصل بين ريفي حماة الشرقي والغربي». في موازاة ذلك، قتل تسعة أشخاص في قصف ب «البراميل المتفجرة» على حيي المرجة وطريق الباب في حلب شمالاً. وأعلن «المرصد» أن النزاع السوري أودى بحياة أكثر من 136 ألف شخص، بينهم حوالى ستة آلاف شخص في كانون الثاني (يناير) الماضي، الذي شهد أولى جولات التفاوض بين النظام و «الائتلاف». وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى في واشنطن، أن مفاوضات جنيف «أنتجت عملية سياسية، وهذا أمر مهم»، مع تأكيده على أنها ستكون «طويلة ومعقّدة». وخفض التوقعات، مستبعداً «أي اختراق ديبلوماسي» في الجولة الثانية، التي من المتوقع أن تبدأ في 10 من الشهر الجاري. ووصف ما يجري في سورية بأنه «حرب استنزاف، والجانب الذي يعتمد على المجموعات الصغيرة والدعم الخارجي تقليدياً في مثل هذه النزاعات ينتهي في موقع أضعف». وكان المسؤول يلمح في ذلك إلى النظام والدعم الذي يتلقاه من «حزب الله» ومجموعات أخرى، باعتبار أن هذا الدعم «محوري للأسد في معركته». وقال المسؤول إن الصراع السوري سيكون «مُراً وقذراً»، وأبقى الباب مفتوحاً من دون الاستعجال للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي للبحث في قرار لإدخال المساعدات الإنسانية إلى حمص في وسط سورية. وجاء كلام المسؤول في وقت التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في ميونيخ قبل عقد اجتماع موسع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي. وأكدت الخارجية الأميركية أن كيري «ألح على لافروف بالضغط على النظام لإحراز تقدم في عملية نقل ما تبقى من سلاح كيماوي داخل سورية إلى مرفأ اللاذقية» غرب سورية. وقال كيري للافروف إن «الوتيرة التي يسير بها النظام غير مقبولة». وعن مفاوضات جنيف، قال الإبراهيمي: «أخفقنا في مكان ما. بوسعنا أن نقول إنها مشكلة مستعصية، إنها صعبة، لكن هناك فشلاً في مكان ما»، لكنه أمل في استئناف المفاوضات في «مناخ بنّاء بشكل أكبر».