أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن المباحثات التي أجراها اليوم في باكستان مع فخامة الرئيس ممنون حسين رئيس جمهورية باكستان الإسلامية ودولة رئيس الوزراء نواز شريف ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية والأمن القومي سرتاج عزيز عكست العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين وحجم التعاون المشترك بينهما في العديد من المجالات الذي يهدف إلى تعزيز وتطوير التعاملات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفنية، مشيراً إلى الاتفاق بين الجانبين على دعم التشاور والتنسيق المستمر بينهما حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك. جاء ذلك في كلمة له خلال الاجتماع الذي عقده مع مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية والأمن القومي، وفيما يلي نصها: أشكر الوزير سرتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء للأمن القومي والشئون الخارجية، كما يسرني أن أشكر الباكستان الشقيق حكومة وشعباً، على ما لقيناه من حفاوة استقبال، وكرم وفادة. تشرفت اليوم بنقل رسالة من خادم الحرمين الشريفين لفخامة الرئيس ممنون حسين، كما تشرفت بعقد لقاء مثمر ومستفيض مع دولة رئيس الوزراء السيد نواز شريف، كما أود أن أشكر كذلك الوزير سرتاج عزيز على المحادثات البناءة التي أجريناها. وبدون شك عكست المباحثات العلاقات التاريخية والوطيدة بين بلدينا، وحجم التعاون المشترك في العديد من المجالات، والهادف إلى تعزيز وتطوير التعاملات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفنية بينهما، والسعي الدائم إلى تنميتها لمستوى أكثر ترابطاً واستغلالاً للموارد المتاحة في البلدين، كما أود أن أنوه بالحرص على دعم نشاط اللجنة المشتركة وتفعيل مجلس الأعمال المشترك والعمل على عقد اجتماعهم بصورة منتظمة، وفي إطار السعي لإقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية المشتركة في شتى المجالات، سواءً تلك المتصلة بالزراعة أو الصناعة وغيرها من المشروعات ومن بينها بحث التعاون في مشروعات الطاقة في ظل ما يتوفر لدى الباكستان من إمكانات كبيرة في إنتاج الطاقة الكهربائية والتي لا يستثمر منها سوى 16% وهذا الأمر يمكن بحثه بين البلدين في إطار اللجنة المشتركة التي نأمل انعقادها خلال الشهرين القادمين . ومن المهم أيضاً التأكيد على حرص البلدين على تذليل أي عقبات قد تعترض مسيرة العلاقات الاقتصادية. وسيظل الصندوق السعودي للتنمية داعماً أساسياً لمختلف المشاريع التنموية في الباكستان. أود أيضاً أن أنوه بالاتفاق حول دعم التشاور والتنسيق المستمر بيننا حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتعاون الوثيق وذلك علاوة على تعاوننا البناء في خدمة القضايا الإسلامية وفي إطار منظمة التعاون الإسلامي. ولا بد لي من الإشارة في هذا الخصوص إلى التعاون الوثيق بين بلدينا في مجال مكافحة الإرهاب على المستويين الثنائي والدولي، وإصرارنا على المضي قدماً في هذه الجهود، حتى يتم القضاء عليه واقتلاعه من جذوره. فيما يتعلق بأفغانستان، ترى المملكة بأنه يمر في مرحلة مفترق طرق، مع الانسحاب المرتقب للقوات الأميركية والدولية منه، وهذا الأمر يتطلب من الأفغانيين بكافة مكوناتهم نبذ المصالح الفئوية الضيقة وتغليب مصلحة البلاد، ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية، والتصدي لأي محاولات تهدف إلى استغلال أي طرف خارجي للفراغ الأمني في افغانستان، ومحاولة التغلغل بين أبنائه لإثارة النزعات الطائفية والمذهبية التي من شأنها تعميق جراح الأفغانيين. فيما يتعلق بالأزمة السورية أود بداية أن أهنئ الائتلاف الوطني السوري بإعادة انتخاب السيد أحمد الجربا رئيساً للائتلاف، كما أود أن أشير إلى التصريحات غير الموفقة لبعض الأطراف الدولية، التي لا تصب في خدمة الجهود الرامية لإنجاح مؤتمر (جنيف2) المزمع لحل الأزمة السورية، ونخشى أن يكون هدف هذه التصريحات إخراج المؤتمر عن مساره الهادف إلى تطبيق توصيات مؤتمر (جنيف1) . ونجدد التأكيد في هذا الخصوص على العناصر التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر أصدقاء سورية الأخير في لندن، ومن أبرزها أن يفضي المؤتمر إلى عملية سياسية قوامها تشكيل حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، وأن لا يكون للأسد أو من رموز النظام ممن تلطخت يدهم بالدماء أي دور فيها، والعنصر الثاني والمهم: بأن يكون الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي والوحيد لكافة أطياف المعارضة السورية. نتابع أيضاً وباهتمام مسار المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية. وترى المملكة بأن نجاح المفاوضات مرهون باستجابة إسرائيل لمبادئ السلام والتزاماته واستحقاقاته، علاوة على أهمية تركيز المفاوضات على قضايا الحل النهائي التي تشكل لب النزاع. كما أننا نرى في استمرار إسرائيل في سياساتها الأحادية الجانب، والاستفزازات المتواصلة في القدس الشريف والمستعمرات ما يمكن أن يقوض مفاوضات السلام الجارية، ويلقي بالشكوك حول إمكانية إنجازها في فترة التسعة أشهر المقررة لها. ختاماً أود أن أشير إلى أن مواقفنا إن لم تكن متطابقة تماماً ، فهي متشابهة فيما يخص القضايا الإقليمية والسعي لتحقيق السلام في المنطقة.