اتفقت المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية القائمة بينهما في مختلف المجالات. جاء ذلك خلال المباحثات التي جرت اليوم (الإثنين) بين وفدي البلدين بمقر وزارة الخارجية الباكستانية في إسلام آباد بقيادة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ومستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية والأمن القومي سرتاج عزيز. وأوضحت وكالة الأنباء الباكستانية أن الجانبين اتفقا على تعزيز التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وزيادة الاستثمار في القطاع الخاص. كما اتفقا على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأخرى بما فيها الاقتصاد والتجارة والاستثمار والقوى العاملة الماهرة. وقال سرتاج عزيز في مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات: «إن باكستان ترتبط مع المملكة العربية السعودية بعلاقات وثيقة تضرب جذورها في عمق التاريخ»، مشيراً إلى أن باكستان حريصة على تعزيز وتطوير هذه العلاقات في شتى المجالات. وأضاف أن زيارة صاحب الأمير سعود الفيصل تحمل اهتمام كبير بالنسبة لباكستان، فهي أول زيارة بهذا المستوى الرفيع من الجانب السعودي منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء نواز شريف. وبيّن أن البلدين اتفقا على تعزيز وتوسيع علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما في ذلك الاستثمار والتجارة والطاقة. وأشار إلى أن رئيس الوزراء نواز شريف أطلع الفيصل على خطط حكومته لتعزيز النمو الاقتصادي في باكستان. وقال إن «البلدين لديهما توافق في الرؤى إزاء معظم القضايا الإقليمية والدولية، وإن البلدين الشقيقين يقفان دائماً جنباً إلى جنب لدعم الأمن والاستقرار الإقليمي». ورداً على سؤال في المؤتمر الصحافي نفى المسؤول الباكستاني أن تكون قضية الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف نوقشت مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، موضحاً أن قضية مشرف شأن داخلي لباكستان، وأن المملكة لا تتدخل في شؤون باكستان الداخلية بصفتها صديقاً وثيقاً لباكستان. فيما قال صاحب الأمير سعود الفيصل: «إن المملكة ستواصل تقديم الدعم والمساعدات الممكنة لباكستان لتحقيق الاستقرار الاقتصادي لديها»، مشيراً إلى أنه يجب إفشال مخططات الذين يتآمرون لإفساد العلاقات بين المملكة وباكستان. وأضاف أن المملكة تمد يد التعاون إلى باكستان لمساعدتها في مجال الطاقة وغيره. ودعا إلى ضرورة بذل جهود مشتركة للقضاء على خطر الإرهاب. وأشار إلى أن القوات الدولية ستنسحب من أفغانستان بحلول نهاية العام الحالي، ويجب بذل جهود مشتركة لمنع الإرهابيين من إعادة تنظيم صفوفهم وملء الفجوة التي ستنجم بسبب انسحاب القوات الدولية من أفغانستان. وحول الأوضاع في سورية دعى الفيصل جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة المفاوضات لإيجاد حل سلمي للأزمة، موضحاً أنه لا ينبغي أن نعطي نظام بشار الأسد السلطة المطلقة ولا بد من إنهاء الأزمة بالتشاور والتعاون من قبل الأطراف المعنية كافة.