أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن بلاده ستتخذ إجراءات جديدة إذا اقتضى الأمر بعد الهجوم على جنودها في جنوب السودان. وأوضح في رسالة إلى الكونجرس مساء أول من أمس "أتابع الوضع بجنوب السودان وبإمكاني أن أتخذ إجراءات جديدة لتأمين أمن مواطنينا وطاقم ومصالح أميركية من بينها سفارتنا في جنوب السودان"، حيث جرح أربعة جنود أميركيين السبت الماضي بإطلاق نار على طائرتهم بالقرب من مطار بور. وبدورها أفادت الخارجية الأميركية بأن الأميركيين في بلدة بور أجلوا سالمين الى العاصمة جوبا، في ظل تزايد المخاوف من اندلاع حرب أهلية. كما أعلن متحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أنهم يقومون بجلب مزيد من الطائرات من قاعدة الإمداد والتموين الخاصة بهم في عنتيبي بيوغندا إلى جنوب السودان، بعد أن تم نهب مقار المنظمة بالكامل فى مدينة بور. وأشار إلى أن أفرادا من فرقة التدخل التابعة للمنظمة في شرق الكونغو، يمكن أن تقدم يد المساعدة، لكنها ستعمل فقط على تعزيز الأمن في قواعد الأممالمتحدة ولا تحاول مواجهة الجماعات المسلحة. وعلى الصعيد الميدانى، أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير أمس أن الجيش جاهز للتوجه لمدينة بور الاستراتيجية لاستعادتها من المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار. وأضاف أمام النواب الجنوب سودانيين "أن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات الموالية (للحكومة) جاهزة الآن للتقدم نحو بور". وأكد ذلك وزير الخارجية بارنابا ماريال بنجامين، مشيرا إلى أن مشار تمكن من الهرب واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، ثم ذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة. وأضاف "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها وترسل قوات لمحاولة دحر المتمردين في بور. وقال بنجامين بعد اجتماعه مع وسطاء أفارقة، إن حكومته مستعدة لإجراء محادثات مع أي جماعة متمردة، وإن الحكومة أبلغت الوسطاء موافقتها على مقابلة خصوم كير ومنهم مشار وحلفاؤه". وكانت الوساطة الأفريقية أعلنت بدء المفاوضات بين أطراف النزاع خلال أسبوع، وأمنت على مبدأ الحوار وسيلة لحل الأزمة. وتتشكل الوساطة الأفريقية من وزراء خارجية دول الإيقاد في كل من إثيوبيا، السودان، كينيا، يوغندا، جيبوتي والصومال، ومفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان، وسفراء دول الإيقاد بالاتحاد الأفريقي. وفي السياق، أكد سفير جنوب السودان لدي الخرطوم ميان دوت وول، أن القتال في ولاية الوحدة لم يؤثر على إنتاج النفط وتدفقه عبر الأراضي السودانية. وشدد على أن الخرطوم ليست ذات صلة بالصراع. وكشف عن اعتقال 5 من قيادات قبيلة الدينكا ضمن المُعتقلين السياسيين البالغ عددهم 11، إلا نائب السفير بالخرطوم كاو نوك مابير، أكد أن المعارك التي تدور في الجنوب حالياً، وانتقلت من جوبا إلى ولايات أخرى مثل جونقلي وغرب أعالي النيل، تحول فيها الصراع من سياسي إلى قبلي. وفى سياق مختلف، جدد الرئيس عمر البشير التأكيد على أن الصيف المقبل سيشهد القضاء على التمرد في بلاده، فيما اعتبرت الجبهة الثورية تصريحات المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية بتحرير 17 منطقة بولاية جنوب كردفان مجرد أكاذيب وتضليل للرأي العام. وأعلن المتحدث باسم الحركة الشعبية شمال والجيش الشعبي، أرنو نقوتلو لودي، عن تدمير وحرق ممتلكات القوات المسلحة السودانية.