اعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير امس ان الجيش الجنوب سوداني جاهز للتوجه الى مدينة بور الاستراتيجية لاستعادتها من المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار. وقال الرئيس امام النواب الجنوب سودانيين "ان قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات الموالية (للحكومة) جاهزة الان للتقدم نحو بور" الواقعة على بعد نحو مئتي كلم الى شمال العاصمة جوبا، فيما ينزلق جنوب السودان منذ اسبوع نحو الحرب الاهلية بسبب نزاع مسلح بين الرئيس ونائبه السابق الذي اقاله في يوليو الماضي. وكان الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير اعلن صباح امس ان قوات جنوب السودان تستعد لهجوم على المتمردين في بور. وقال ان "قوات مشار ما زالت تسيطر على المدينة لكننا نستعد لاستعادتها". وأكد سلفا كير أمام البرلمان أنه مستعد للحوار مع مشار "لكن بدون شروط مسبقة". وكان مشار اعلن انه مستعد للتفاوض حول رحيل للرئيس. الى ذلك أعلنت الوساطة الأفريقية عن بدء مفاوضات بين أطراف النزاع في جنوب السودان خلال أسبوع، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية في الخرطوم أن وزير الخارجية السوداني علي كرتي عاد للبلاد بعد أن كان ضمن الوساطة الذي زار مؤخراً جوبا وأكد أن الوساطة أكدت على مبدأ الحوار وسيلةً لحل الأزمة وأن المفاوضات ستنطلق خلال أسبوع. وتتكون الوساطة الأفريقية من وزراء خارجية إثيوبيا، والسودان، وكينيا، وأوغندا، جيبوتي، إلى جانب مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان، وسفراء دول الإيغاد لدى الاتحاد الأفريقي. وأكد بيان صادر الخارجية السودانية إن وفد الوساطة التقى أثناء الزيارة برئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وتباحث معه حول سبل علاج الأزمة الراهنة في جنوب السودان بشكل سلمي. وتعد زيارة وفد وزراء خارجية منظمة الإيغاد الافريقية الأولى من نوعها لوفد دولي رفيع المستوى منذ بدء الأحداث الأخيرة في جنوب السودان. ولمس وفد الوساطة - حسب البيان - استعداداً كاملا وإشارات إيجابية من الرئيس سلفاكير للحوار غير المشروط مع الطرف الآخر، ووقف العدائيات، وابتدار حوار سياسي شامل. وأضاف البيان: "الوفد التقى أيضاً ربيكا قرنق أرملة زعيم الحركة الشعبية الحزب الحاكم بالجنوب جون قرنق التي رحبت بمهمة الوفد، فيما تم تكليف وزير خارجية إثيوبيا بلقاء زعيم المتمردين الدكتور رياك مشار". وفي جوبا عقد الرئيس سلفاكير ميارديت إجتماعاً مطولاً مع ربيكا دون ان تنسرب عنه اية معلومات. وقالت مصادر جنوبية ان ربيكا المساندة بقوة لمجموعة معارضي سلفاكير التقت بالأخير بناء على طلبه بمقر الرئاسة. ورجحت المصادر أن يكون الاجتماع ناقش قضية المعتقلين السياسيين والتي وضعها مشار في مقدمة الشروط لابتدار حوار سياسي مع الحكومة. وقالت المصادر ان الاجتماع استمر لوقت طويل وإكتفت بعدة ربيكا - التى تنحدر من قبيلة دينكا بور وهو فصيل من ذات القبيلة التى ينتمي اليها سلفاكير - بالقول إن الاجتماع مع سلفاكير ناقش الأوضاع في الجنوب. ونوَّهت إلى أن الرئيس سلفاكير عازم على احتواء المشكلة وتفادي انتقالها إلى الولايات الأخرى، وقالت: "سنواصل الحوار مع بعضنا ولا أستطيع التحدث أكثر من ذلك".