جاءت استقالة محمد حامد فايز من رئاسة نادي الاتحاد محصلة منطقية لظروف غير طبيعية يمر بها النادي منذ بداية الموسم، وحجر الزاوية الأول والمسبب الرئيس لها الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها النادي، والتي لم يسبق أن تعرض لها طوال تاريخه. ويصل حجم الديون المترتبة على النادي الاتحاد بنهاية الموسم الجاري إلى 160 مليون ريال، معظمها مستحقات مالية للاعبين في الفريق محليين وأجانب، إضافة إلى عدد من الشكاوى التي رفعت ضده في الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي حصل نادي هايدوك الكرواتي فيها أخيراً على حكم نهائي بسداد مبلغ 11.5 مليون ريال، فيما لازالت قضية اللاعب البرازيلي دييجو دي سوزا تشكل هاجسا كبيراً يخشى الاتحاديون من تأثيره في حال تم الحكم له في القضية المرفوعة منه ضد النادي. ولامست الرواتب المتأخرة للعاملين في النادي ال10 أشهر، وزاد الأمر تعقيداً عدم مقدرة النادي على توقيع عقد رعاية رئيس يغطي جزءا من نفقاته المالية المتزايدة. ولن يكون بمقدور الاتحاد تسجيل أي لاعب خلال فترة الانتقالات الشتوية بسبب الشكاوى المتعددة المقدمة ضده من جانب لاعبين ووكلاء أعمال لاعبين لدى لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم. وكان لعائلة محمد فايز دور كبير في الضغط عليه لتقديم استقالته والوقوف في وجه الضغوط التي حاول أعضاء مجلس الإدارة ممارستها عليه للعدول عنها، إلا أن أحداث الاعتداء عليه في منصة ملعب الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع كان له دور كبير في تقديمه لها. وإلى جانب الفايز فإن مجلس الإدارة الحالي شهد استقالة عضو مسؤول ملف الاستثمار عبدالله باخشب قبل شهر تقريباً، كما استقال عضو مجلس الإدارة المشرف على فريق الناشئين بندر عبدالعال. وجاءت استقالة فايز لتلقي بظلالها وتطرح تساؤلات كثيرة عن وضع مجلس إدارة النادي مستقبلاً وهو السؤال الذي نقلته "الوطن" إلى مدير مكتب رعاية الشباب في جدة أحمد روزي الذي أوضح "في الوضع الراهن في النادي ما زال مجلس الإدارة في إطار النصاب القانوني بعد أن استقال رئيس النادي واثنان من أعضائه، ومازال ثمانية أعضاء لم يتقدموا محتفظين بعضويتهم في المجلس، وعلى ضوء ذلك صدر تكليف الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى نائب رئيس النادي عادل جمجوم برئاسة النادي لمدة ثلاثة أشهر يتم خلالها الدعوة لعقد جمعية عمومية غير عادية تفتح باب الترشيح لاختيار رئيس للنادي فقط مع بقاء كافة الأعضاء المنتخبين في المجلس الحالي طالما لم يتقدموا باستقالتهم"، مشيراً إلى أن الحالة الوحيدة التي يتم فيها الدعوة لانتخاب مجلس إدارة كامل تكون في حال استقال أكثر من نصف أعضاء مجلس الإدارة بمعنى ستة أعضاء، وحينها يتم انتخاب مجلس إدارة كامل. من جهته أكد رئيس مجلس هيئة أعضاء شرف نادي الاتحاد الدكتور خالد المرزوقي أنه لم يعلم باستقالة رئيس النادي محمد فايز إلا بعد تقديمها للرئيس العام لرعاية الشباب، وأنه بعد أن تحدث إليه أكد له الفايز أنه تعرض لضغط شديد من أفراد عائلته لتقديم استقالته. وأوضح المرزوقي أنه حدد الخميس المقبل موعداً للاجتماع برئيس النادي المكلف عادل جمجوم لإيجاد حلول عاجلة للأمور المستعجلة في النادي، ومناقشة الوضع الفني للفريق الكروي الأول. وانتقد المرزوقي الهجوم الذي تعرض له فايز من جانب الجماهير الاتحادية أثناء مباراة الفريق أمام النصر، مؤكداً أنه لم يكن يرغب أن تصل الأمور إليها، وأن المجلس الشرفي سيعمل على دعم أي إدارة في النادي من أجل مصلحة النادي، متمنياً من جميع الاتحاديين التوحد الآن خلف ناديهم من أجل تجاوز الظرف الحالي والعودة بالنادي إلى المكان الذي يليق به.