تفاوتت ردود الفعل داخل الأوساط الاتحادية حول الاستقالة الجماعية التي أعلنتها الإدارة أمس الأول على هامش الاجتماع الذي عقدته عقب تفاقم الأوضاع داخل النادي، وتلقي الفريق الأول لكرة القدم العديد من الانتكاسات المتتالية. وانقسمت الآراء الاتحادية بين مؤكد أن الاستقالة تعد هروبا من الواقع واستسلاما للفشل والرضوخ للضغوطات، وبين من اعتبرها شجاعة وحكمة تشكر عليها الإدارة الحالية برئاسة الدكتور خالد المرزوقي على اعتبار أنها أعطت فرصة للبحث عن رئيس جديد وسداد الالتزامات المترتبة على النادي. فيما وصفها البعض الآخر بالإبرة المهدئة لامتصاص الغضب والاحتقان الجماهيري سيتم التراجع عنها نهاية الموسم في حال تحقيق الفريق لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. وفيما يتعلق بالكرسي الرئاسي للنادي الذي شهد تنافسا كبيرا عليه بعد انتهاء فترة الإدارة السابقة، فقد رفض أحد المرشحين السابقين خوض تجربة منافسة جديدة على نيله، فيما أعلن مرشح آخر أنه لا يزال يحتفظ بملفه الذي أعده في المرة السابقة، وسيدخل من خلاله غمار المنافسة. وبين الرحيل والاستقرار غير الدكتور خالد المرزوقي رئيس النادي قناعته بعد أن تحدث إلى “شمس” قبل أسبوعين وأعلن تمسكه بكرسي الرئاسة لتأكيد المفهوم الانتخابي وإكمال مدة الأربع السنوات المقررة له، وعاد وسط ظروف يعلمها أكثر من غيره ليعلن الاستقالة من منصبه في ظل ما تعانيه إدارته من إخفاقات في النتائج أو قلة الدعم الشرفي أو ضغوطات الجماهير. “شمس” بدورها تواجدت في مسرح الحدث لرصد ما يدور في الساحة الاتحادية من خلال حوارية أدارتها بين عدد من الشرفيين من أطراف مختلفة ورصدت العديد من ردود الفعل. العودة لسباق الكرسي رفض الدكتور عبدالإله ساعاتي عضو شرف نادي الاتحاد وأحد المرشحين السابقين لرئاسة النادي الحديث عن الأوضاع الحالية لناديه، مشيرا إلى أنه لا يحب الخوض في أي تفاصيل واستبعد في حديث مقتضب نيته تقديم ملف ترشيحه للجلوس على كرسي الرئاسة مجددا بعد أن خاض تجربة انتخابية أسفرت عن فوز الإدارة الحالية. الملف الجاهز فيما كان لعادل جمجوم المرشح السابق الآخر وجهة نظر مختلفة عن ساعاتي الذي أعلن ترشيح نفسه في حال رحيل الإدارة الحالية، وأشار إلى أن إعلان الاستقالة في الوقت الراهن وتعليقها حتى نهاية الموسم الرياضي يفتح بابا للتأويلات حول ما إذا كانت الإدارة ستتمسك بقرارها وترحل أم أنها ستعدل عن هذه الخطوة قبل نهاية الموسم أو في حال تحقيق فريق كرة القدم لبطولة الأبطال، وبين أن من التأويلات من ينظر إلى الموضوع على أن الاستقالة بمثابة الإبرة المهدئة لامتصاص غضب الجماهير، وقال: “لو كانت الاستقالة جادة فيجب أن تكون فورية وليست مفتوحة لنهاية الموسم الرياضي ومن المفترض أن ترفع للأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وليس للأمير طلال بن منصور الذي أقدره وأعتبره الأب الروحي للاتحاديين لأن ذلك نظام يجب اتباعه”. وعن ما إذا كان سيستقيل من منصبه لو كان في موقع الرئيس الحالي قال جمجوم: “لن أستقيل ولكن في الوقت نفسه لن أسمح للاتحاد بالوصول إلى الأوضاع التي وصل إليها والاستقالة في الوقت الراهن ليست شجاعة، بل ضعف وهروب”. واستغرب جمجوم من أعضاء الشرف الذين دعموا ملف المرزوقي الانتخابي ولم يقفوا معه بعدها وقال: “هذا يضع عددا من التساؤلات لماذا رشحوه؟ هل ذلك لمجاملته أم أن ملفه كان أفضل ملف يتقدم للإدارة بين الملفات المتاحة”؟ وحمل الشرفيين جزءا مما يحدث كونهم أجمعوا وبنسبة كبيرة على اختيار إدارة المرزوقي. وأكد عادل جمجوم وجود بعض السلبيات خلال فترة الانتخابات السابقة قد يتم تلافيها المرة المقبلة من ضمنها عدم إطلاع المرشحين على الملفات الأخرى، مبينا أن مصلحة الاتحاد تبقى الأهم في النهاية. مرشح جديد ومن ناحيته أعلن اللواء إبراهيم عسيري عضو شرف نادي الاتحاد رغبته في الترشح لكرسي الرئاسة الاتحادية مع فتح باب الترشيح في الفترة المقبلة ومع انعقاد الجمعية العمومية، وبين أن الإدارة ليست بالأمر المستحيل، وقال: “تحتاج فقط إلى أن يمتلك الأشخاص الذين يعملون معك الكفاءة والقدرة على العمل والتنظيم والإبداع والرئاسة معجزة”. واستبعد أن تكون استقالة الإدارة الحالية بمثابة التهدئة للجمهور وقال: “الدكتور خالد المرزوقي واع ومثقف وربما يكون اصطدم بواقع بعض الأمور، وفي الحقيقة أن استقالته هي القرار الأفضل حتى لو تحققت بطولة نهاية الموسم وهذا حظه وبقاؤه لن يكون في مصلحة الاتحاد أو مصلحته، والرحيل واقع بعيدا ما إذا كان هروبا أو شجاعة”. قرار شجاع أجل اللواء محمد بن داخل الجهني الحديث عن إمكانية ترشيح نفسه من عدمها للكرسي الاتحادي وطالب بتأجيل الحديث عن هذا الموضوع حتى نهاية الموسم؛ حتى لا يكون هناك أي إرباك ووصف الاستقالة بالقرار الشجاع وتأجيل تنفيذها لنهاية الموسم هو شجاعة أخرى؛ لكي لا يكون هناك فراغ إداري في النادي، وقال: “ربما لم يحالف التوفيق الإدارة في تحقيق الإنجازات إلا أنها قدمت عملا تنظيميا على الصعيد الإداري والمالي تشكر عليه”. وأكد أن الاستقالة جدية بحسب ما ذكر الدكتور المرزوفي له. وجهة نظر الإدارة ومن ناحيته أكد أحد أعضاء مجلس الإدارة الحالية المستقيلة أن القرار نهائي ولا رجعة فيه، وبرر ربط الرحيل بنهاية الموسم بوجود رغبة جماعية في منح فرصه لباقي الأسماء لتقديم ملفات ترشيحها وتجهيز الأسماء الأخرى لملفاتها وقال: “الفترة التي تفصلنا عن نهاية الموسم قصيرة وليست بالطويلة ولا نية للتراجع عن الاستقالة حتى في حال تحقيق الفريق لكأس الأبطال؛ لأن القناعة موجودة لدى الجميع بالرحيل”. فكرة ذكية فيما وصف نبيه ساعاتي عضو شرف الاتحاد الاستقالة بالخطوة الذكية لتهدئة الأوضاع وقال: “من المفترض أن تكون الاستقالة عبر قنوات رسمية ومعنية وليس إرسالها للأمير طلال بن منصور الذي نكن له كل الحب والتقدير إلا أنه لا يملك صبغة رسمية في النادي حاليا”، وأضاف: “إعلان الاستقالة في نهاية الموسم يعني أن الإدارة لم تستقل، بل هي فكرة ذكية لتهدئة الجماهير ولها سلبياتها لأنها ستحدث فوضى إدارية عارمة ولو لم يتم الإعلان عنها لكان الوضع أفضل لأنها الآن تعتبر استقالة وهمية وفي الواقع موجودة والفريق سيمر بمرحلة سلبية من جراء هذا القرار”. شجاعة من جانبه أشار غازي كيال عضو شرف النادي والخبير التحكيمي إلى أن قرار الإدارة الاتحادية يعبر عن شجاعة، وبرر تأجيل رحيلها بعد نهاية الموسم للحرص على تسديد الالتزام المالي الخاص ببخاري وهو التزام حدث في إدارة سابقة، ولكن حرصت الإدارة الحالية بقيادة الدكتور خالد المرزوقي على إنهائه حتى لا يتعرض النادي لعقوبة دولية من ال(فيفا)، إلى جانب منح فرصة للأسماء لتقدم ملفات ترشيحها للأمير طلال بن منصور وهو موقف يسجل لإدارة المرزوقي. وأكد أن مطالبته باستقالة المرزوقي ليس لوجود عيب فيه وقال: “الإشكالية في اللاعبين الذين لم يلعبوا بإخلاص، ووضح عليهم الاستهتار، وهم بذلك قادرون على إفشال أي إدارة في الوقت الذي عبر فيه 70 في المئة من لاعبي فريق كرة القدم عدم قناعتهم بالإدارة على الرغم من أنهم للأسف لاعبون منتهو الصلاحية ويتبعون أساليب معينة لكسب جهات أخرى”. وشدد كيال على احتياج الأندية لرئيس يجمع بين الفكر والمادة ومتمنيا أن يترأس عبدالمحسن آل شيخ إدارة نادي الاتحاد على اعتبار أنه الشخص الذي دعم النادي لسنوات طويلة. توقيت معقول من جهته بين الدكتور مدني رحيمي عضو شرف النادي أن توقيت الإعلان عن الاستقالة معقول واستبعد وجود عملية تمويه أو من هذا القبيل ووصف الخطوة بالشجاعة وليست هروبا وقال: “ الإدارة وجدت نفسها أمام ضغوط وتأثير جماهيري في ظل رغبة أكثر من عضو بالاستقالة وما حدث يعتبر توحيدا للصفوف مع العلم أن تأخيرها لنهاية الموسم يظل فرصة للأسماء الجديدة لتجهيز ملفاتها وأضاف: “النوايا غير الصافية ظهرت مبكرا بإقحام أكثر من اسم وترشيحهم لكرسي الرئاسة”. المشكلة في اللاعبين وفي النهاية وصف سالم بن محفوظ عضو شرف الاتحاد قرار إدارة الدكتور خالد المرزوقي بالاستقالة مع نهاية الموسم بالقرار الشجاع الذي راعى منح الفرصة لباقي الاتحاديين لإعادة البيت الاتحادي وترتيبه ورفض تسميتها بالهروب وقال: “الإشكالية أن الكل ينتقد الإدارة دون انتقاد اللاعبين الذين يعتبرون السبب الرئيسي خلف ما يحدث والحرب الموجودة لأغراض شخصية”، وعاد للتأكيد على أن الرحيل قرار حكيم ومن شخص حكيم، منوها بأن المرزوقي تعرض لهجوم شخصي لا يتحمله أحد. واستبعد ابن محفوظ ترشيح نفسه لكرسي الرئاسة الاتحادي ومرشحا بدوره أحد الأسماء الاتحادية وهو ياسر سلامة ليكون رئيسا قادما للاتحاد، مقدما شكره للعضو الداعم على الدعم الكبير الذي يقدمه للنادي طيلة السنوات الماضية.