طالب مثقفون مصريون بمادة في الدستور المصري الجديد الذي يجري إعداده الآن لحماية المكفوفين في البلاد، وذلك خلال مشاركتهم في ندوة خاصة بالهيئة المصرة العامة للكتاب مساء أول من أمس، احتفاءً بالذكرى الأربعين لرحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين. وقال الكاتب الصحفي حلمي النمنم في اللقاء الذي حمل عنوان: "طه حسين والمعارك السياسية"، وأداره الناقد شعبان يوسف: نحن فى أشد الاحتياج إلى تذكر طه حسين الآن فهو حالة خاصة جدا للمفكرين والمثقفين والكتاب، الثقافة ليست معلومات فقط وإنما هي حالة معرفية كاملة وطه حسين يعبر عن ذلك فهو مشروع ثقافي متكامل. وأوضح النمنم أن حسين تعرض لحملات تشويه كثيرة بعضها أيديولوجي وسياسي وبعضها يعود للأحقاد الخاصة. وكانت لديه قيم مهمة جداً أولاها رفض الاستبداد حتى أنه كتب فى عام 1924 محذرا من سعد زغلول وانسياق الناس وراءه وكتب حوالى 20 مقالاً فى انتقاد كاريزما وزعامة زغلول محذرا من طغيان أي شخص على الثقافة العامة وعقول الأفراد. وعن موقف حسين من القضية الفلسطينية قال النمنم: بمجرد أن انتقل طه حسين إلى رحمة الله شنت عليه حرب واتهم بالشيوعية والإلحاد والصهيونية، والكتاب دافعوا عنه في مسألة الشيوعية والإلحاد وأغمضوا عيونهم عن مسألة عمالته للصهيونية. ولكن طه حسين كتب مجموعة من المقالات بعنوان فلسطين، وطالب بحفظ حقوقها، كما أن له دراسات كثيرة فى هذه المسألة ونحن نعيش في حالة من التغييب. وقال الدكتور أحمد زكريا الشلق متحدثا عن أعماله السياسية: لا اعتقد أن هناك كاتبا أو أديبا أو مبدعا يكتب جيدا إلا إذا كان له موقف سياسي، كان هناك حزبان يتوسطان مصر الحزب الوطني المصري حزب مصطفى كامل ومحمد فريد، وحزب الأمة وقائده أحمد لطفي السيد، وكان حسين يميل إلى حزب الأمة وإلى الثقافة المدنية. وأوضح الشلق أن اهتمام طه حسين بالأدب العربي كان يوازي اهتمامه بالأدب الأوروبي وموازنا بين الثقافتين. وفى عام 1926 اتهم طه حسين بالإلحاد وطالب الإسلاميون بحرق كتابه لولا تدخل الحكومة التي كان يرأسها في ذلك الوقت عدلى يكن وقررت تحويل الموضوع للنيابة وكان القاضي مثقفا وقال إنه لم يقصد إهانة الدين وحفظ القضية ويعد هذا حكما تاريخيا ومن يقرأ قرار النيابة يدرك أن مصر كان بها قضاء. ولفت الشلق إلى فوز طه حسين بانتخابات عمادة كلية الآداب في 1928 حيث طلب منه أن يرفض لأن المعتاد أن يكون العميد غير مصري فقال إنه يمكن أن يتسلم القرار يوما واحدا ثم يستقيل. ولكن في 1930 انتخب مرة أخرى وصار عميدا لكلية الآداب.