"مساء أبها سيشتعل هذه الليلة بألسنة من المشاعر يوقدها عذب الأحاسيس وحلاوة اللقاء".. بهذه الجملة الشعرية استهلت الشاعرة زهرة آل ظافر تقديمها فرسان الأمسية الشعرية مساء أول من أمس في نادي أبها الأدبي.. الشعراء الشبان حليمة أحمد عسيري، حسن أحمد القرني، زايد حاشد كناني، موسى يحيى محرق.. وزادت واصفة المساء "بأنه تلون بألوان الربيع الزاهية في موسم الشتاء، وكسته الأبجدية أبهى حلّة". ثم أعلنت بدء الأمسية، وقسمتها إلى ثلاث جولاتٍ شعرية، يُلقي كل شاعر في كل جولةٍ قصيدتين. وكانت البداية لحسن القرني، حيث تلت مديرة الأمسية قراءة تعريفية عنه، تحدثت فيها عن نتاجه الأدبي وتناولت شيئاً من سيرته، ذاكرة أنه صاحبُ ديوانين شعريين، أحدهما مطبوع بعنوان "ما لم أقل"، وديوان تحت الطبع بعنوان "ولم يبق من خيبةٍ في الزجاجة"، كما أنه شارك في مسابقة أمير الشعراء في نسختها الثالثة، لينطلق القرني بعد ذلك بقراءة قصيدتي "سجن الروح، وصلاة جهرية"، حيث أخذ الحضور خلالهما في رحلة حين توغل برمزية في أحاديث مثيرة للشدو، بينما حاولت حليمة عسيري التقليب في الصفحات والتوقف أمام مشاعرها المدفونة، كما وصفتها، ثم قرأت نصي "مباح، واحتضار"، بتجل بدا واضحا في إلقائها وشعورها الصادق، ليحضر زايد حاشد الذي غاب عن المنابر منذ عام 2005، واختار أن تكون البداية من خلال ديوانه المطبوع في نادي أبها الأدبي "تقاسيم زامر الحي"، حيث قرأ قصيدتي "الغسق، وزامر الحي لا يطرب". وفي ختام الجولة الأولى ألقى الضيف القادم من جيزان، موسى محرق قصيدتين، واختار أن يبدأ بالقصيدة الأخيرة التي كتبها قبيل مغادرته أبها حين كان طالبا فيها، وهي قصيدة "أبها في انكسار الوداع"، ذكر فيها حنينه إليها، كما تغنى بأمير عسير السابق خالد الفيصل، ثم قرأ قصيدة ثانية، وهي "مدي لي الأحلام". وفي الجولة الثانية قرأ القرني نصين، ولم يعنون الأول حيث يقول إنه يترك المجال أمام السامع ليضع له عنواناً كما يريد، والثاني بعنوان "موسيقى". وقرأت في ذات الجولة حليمة العسيري قصيدتي "عيدي، ودموعها"، ثم قرأ حاشد نصي "احتفالية على نجيع الشفق، وإيماءة الشيّح"، وهي مهداة لروح الشاعر محمد الثبيتي، رحمه الله، فيمَا قرأ محرق نصين، هما "ما كنت أنهاكم، وسألوك عني". وفي الجولة الثالثة قرأ القرني أربعاً من الومضات بعد أن أجاب طلب الشاعر مريع سوادي، وقرأ نص "الكتابة"، ثم قرأت العسيري نصي "أنا لا أغيب، وعانقت أُنساً"، في حين قرأ حاشد قصيدتين هما "براءة، ونهار". واختتم محرق الأمسية بقصيدتي "شكراً لهذا البؤس"، بينما وصفها نائب رئيس النادي الدكتور محمد أبو ملحة، بأنها تحليق قائلا: حلقنا هذه الليلة في هذه السماوات الشعرية.. وسمعنا الشعراء بمشاعرهم المختلفة. ودعا الشعراء لتسلم دروع النادي وهداياهم التذكارية في قاعة الرجال، فيما كرمت القاصة كفى عسيري الشاعرة حليمة عسيري في القسم النسائي.