أكد الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ماثيو ليفيت، وجود قوات إيرانية تقاتل إلى جانب نظام الأسد في سورية، مشيراً إلى وجود تقارير ومعلومات استخبارية ترصد بوضوح عدد هؤلاء المقاتلين والأماكن التي ينشطون فيها. وقال في تصريحات إلى "الوطن": "المقاتلون الإيرانيون موجودون في كثير من جبهات القتال في سورية، لا سيما في ريف دمشق للدفاع عن "ضريح السيدة زينب" سبق وأن أعلن الثوار مقتل بعضهم، بل عرضوا صوراً حقيقية تثبت وجود بعض القتلى الإيرانيين ضمن جنود النظام". وأضاف "هذه ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها بعض المسؤولين الإيرانيين وجود جنود تابعين للحرس الوطني ثم يعودون لنفي حديثهم". وكان بعض قادة "فيلق القدس" قد اعترفوا في وقت سابق بذلك، إلا أنهم عادوا لنفي تصريحاتهم. كما شهدت بعض المدن الإيرانية خلال الأشهر الماضية تشييع قتلى الحرس الثوري دون ذكر الأماكن التي لقوا مصرعهم فيها، واكتفت السلطات بالإعلان عن سقوطهم قتلى في الدفاع عن السيدة زينب". وكانت طهران قد عادت من جديد إلى سياسة التناقض التي تتبعها، لا سيما في ما يتعلق بموقفها من الأزمة السورية، فبينما كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني جواد كريمي قدوسي، وجود مئات الكتائب العسكرية التابعة للحرس الجمهوري التي تقاتل إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أنها تقف خلف الانتصارات التي حققتها القوات الحكومية ضد الثوار في مناطق ريف دمشق، سارعت إدارة العلاقات العامة للحرس الثوري إلى إصدار بيان، نفت فيه تصريحات قدوسي، بل إن النائب نفسه تراجع عن تلك التصريحات، التي أوردتها وسائل إعلام إيرانية، ووصفها بأنها "محرفة". وكانت تصريحات كرومي قد عدت سابقة بشأن الاعتراف بقتال قوات إيرانية إلى جانب النظام السوري، حيث كانت طهران تنفي دائما وجود أي قوات عسكرية لها على الأراضي السورية، وتؤكد أن دعمها لبشار لا يتعدى دائرة الاستشارة العسكرية. وقد أثارت هذه التصريحات لغطاً كبيراً داخل النظام الإيراني، حيث وصفها وزير الخارجية محمد ظريف بأنها "غير مناسبة"، مشيراً إلى أنها تحرج حكومته التي تحاول كسب الرأي العالمي إلى جانبها في ما يتعلق ببرنامجها النووي. إلى ذلك، نعى حزب التوحيد العربي اللبناني الذي يرأسه الوزير السابق وئام وهاب، المعروف بدعمه نظام بشار الأسد في بيان أمس، قتلاه الذين سقطوا أول من أمس خلال المواجهات مع الثوار في قرية "عرنة" بمنطقة جبل الشيخ في سورية". وأعلن أن القتلى هم "حسان بركة، سامي أبو عقل، أسعد أبو مرّة، حسن بدر الدين، ونورا النبواني". من جهة أخرى، قال مصدر رفيع في الائتلاف الوطني السوري المعارض، إن الحكومة السورية تحاول اختراق صفوفه وزرع بعض عناصرها ضمن وفد المعارضة، الذي سيشارك في مؤتمر "جنيف 2" المزمع عقده أواخر الشهر المقبل، مشيراً إلى أنهم يرصدون هذه المحاولات بدقة وأنها لن تنطلي عليهم. وأشار المتحدث الإعلامي ومسؤول إدارة الإعلام المركزي في الجيش السوري الحر فهد المصري، إلى أن من بين العناصر التي تسعى دمشق إلى زرعها عم الرئيس رفعت الأسد، ونائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل، الذي أقيل من منصبه الأسبوع الماضي. مؤكداً أن "المعارضة التي يعترف بها المجتمع الدولي هي الائتلاف الوطني المعارض، وهو أقدر على اختيار الوفد الذي يمثله، كمظلة تجتمع تحت سقفها كافة التيارات الوطنية التي تمثل الشعب السوري".