"الكل يتجاهلنا" بهذه العبارة بدأ عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة حديثهم إلى "الوطن" في ظل غياب المواقف والممرات بالمرافق العامة والدوائر الحكومية وتجاهل حقوقهم في ذلك، وما يتعرضون له من مواقف أليمة في الحياة اليومية بسبب عدم مواءمة المباني والمؤسسات لحركة وتنقل المعاقين خلالها. وأوضح رامي ال منصور من ذوي الاحتياجات الخاصة والمصاب بشلل تام في الأطراف إثر حادث أنه منذ وقوع الحادث وهو يحاول استئناف حياته وبشكل طبيعي إلا أنه يواجه صعوبات كبيرة في التنقل بين الدوائر الحكومية وغيرها من المرافق سواء بالمداخل والمخارج لأنها غير مهيأة لمرور عربات المقعدين خلالها بالرغم من حداثة أغلبها إلا أنها لم تراعي في تصميمها مواقف للمعاقين أو سلالم كهربائية "مصاعد. وقال محمد الساعد من ذوي الإحتياجات الخاصة: إن المجتمع لا يراعي حقوقنا فعندما نذهب الى المطار أو بعض الدوائر الحكومية نجد أن هناك سيارات خاصة بالمواطنين واقفة بالمواقف المخصصة للمعاقين مما يضطرنا للوقوف بعيدا ومن ثم السير بالعربات مسافات طويلة في ظل انعدام الرادع للمخالفين بعكس الدول الخارجية. وطالب الساعد بسن قوانين جديدة لجميع المباني الحكومية والمرافق العامة بحيث تراعى فيها التصاميم المناسبة لذوي الإحتياجات الخاصة وأن تكون مهيأة للأشخاص ذوي الاعاقة لتسهل حركتهم وبالتالي قضاء حوائجهم وممارسة حياتهم بكل يسر وسهولة، ولكي لا يغيب المعاق من الحركة والتنقل مما يجعله يشعر بأنه بحاجة لمساعدة الآخرين في تنقله وهذا يحد من مشاركته الفاعلة في الحياة اليومية. وأكد المعاق عبدالله العرجاني أن الإحراجات الكبيرة التي يتعرض لها ذوي الإحتياجات الخاصة وهم واقفين أمام درج أحد المباني والتي لم يراعى فيها ممرات للعربات التي تحمل المعاقين تتسبب في تأثيرات نفسية كبيرة للمعاقين خصوصا عندما تقف عاجزا عن صعود العتبات أو الدرجات، حيث أنه يلازمه شعور أنه بحاجة للمساعدة من الغير وأنه لا يستطيع العيش بدونهم، مضيفا "هذا بدوره ساهم كثيرا في تقليل تحركاتنا وتنقلاتنا بسبب غياب المواءمة في الامكنة التي نذهب اليها". من جهته ،أوضح رئيس مجلس جمعية الأمير مشعل بن عبدالله لذوي الاحتياجات الخاصة هادي آل منصور أن هناك حملة تنظمها الجمعية باسم "نجران صديقة المعاق"، الهدف منها تسهيل خدمة المعاق في كافة الدوائر الحكومية والمؤسسات والأسواق التجارية وذلك بتهيئة مواقف خاصة لوقوف سياراتهم بالقرب من المداخل الرئيسية، وتهيئة المداخل بحيث تكون ملائمة لعبور الكراسي المتحركة التي يتنقل من خلالها المعاق ويستطيع بذلك قضاء لوازمه الشخصية أو إنهاء مراجعته الحكومية حاله كحال غيره من الأسوياء. وأشار إلى أن هناك تعاون مسبق مع الغرفة التجارية بالمنطقة وجار تفعيله بشكل أكبر في سبيل تهيئة جميع المحلات التجارية للمعاق بكل ما يحتاج وتسهيل قضاء مستلزماته الشرائية بكل يسر وسهولة.