كشف المتحدث الإعلامي بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان ل»اليوم» عن سعي إدارة الدراسات والإشراف بالأمانة للتنسيق مع أحد المكاتب الاستشارية لإعداد دليل يتضمن توفير جميع متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة في المشاريع البلدية, متمنياً من الأجهزة الأخرى الالتزام بتهيئة مبانيها ومقارها القائمة ومعالجة حركة الدخول والخروج لتتمكن من تقديم الخدمات التي يحتاجها المعاق في تحركاته. وأجاب رداً على سؤال حول تجاهل الكثير من المرافق الحكومية الخدمية والأهلية والميادين العامة تهيئة بعض احتياجاتهم مثل توفير المداخل الخاصة وتجهيز المباني بوسائل السلامة المعينة لهم «الجهات المختصة بالأمانة تراعي تطبيق الاشتراطات الفنية والمواصفات والمقاييس المعيارية المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وفقاً للائحة المعتمدة من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية وذلك من قبل لجنة المشاريع الهامة في مرحلة الاعتماد المبدئي لكافة المشاريع الاستثمارية الهامة والمشاريع المتميزة الكبرى قبل مرحلة الترخيص النهائية بالنسبة للمشاريع الحكومية وغير الحكومية على حد سواء، ولا تتم الموافقة على أي مشروع إلا بعد الالتزام بهذه الاشتراطات وخصوصاً إذا كانت المشاريع تخدم فئات المجتمع بشكل عام، وتم التعميم على كافة البلديات بضرورة التأكد من تطبيق كافة الاشتراطات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وعدم منح شهادة ايصال التيار الكهربائي إلا بعد التأكد من وجودها وسلامة استخدامها، كما أن الأمانة تأخذ بعين الاعتبار مراعاة متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة قبل تنفيذ جميع مشاريعها بما فيها المرافق العامة والمتنزهات ودورات المياه». وأضاف «الأمانة تحرص كل الحرص على هذا الجانب وتقديم كل ما يمكن تقديمه تسهيلاً لحركة هذه الفئة العزيزة علينا، علماً بأن الأمانة قامت مؤخراً بوضع جسور مشاة تخدم الأسوياء والمعاقين على حد سواء وكذلك عمل ممرات في كافة مشاريعها السياحية والحدائق والساحات والواجهات البحرية». معاناة المعاقين وقال سالم الهاجري (شلل رباعي) «إن فئة ذوي الإعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع وهناك نسبة كبيرة منهم لهذا ينبغي أن ينظر إلى احتياجاتهم بعين الاعتبار لكن للأسف الشديد هناك العديد من الأماكن تفتقر إلى المسارات والمنزلقات ودورات المياه والمواقف الخاصة التي تكون مهيأة لهم وحتى إن وجدت فهي تستخدم من قبل الأشخاص السليمين ومنها ما يفتقر إلى وسائل السلامة التي تجعل المعاق يعتمد على نفسه في استخدامها مما لا يجعله يستقل بذاته في قضاء وتدبير أموره الحياتية مما يشعره بالنقص وأنه عالة على أسرته ومجتمعه». وأضاف «على سبيل المثال ذهبت أنا وزوجتي وكلانا من ذوي الإعاقة لمركز اللياقة الطبية بالدمام لإجراء بعض الفحوصات وفوجئنا بأن ليس هناك مدخل أو موقف خاص للمعاقين, مما اضطرنا للوقوف في أرض فضاء واستخدام لوح خشبي متهالك للعبور والدخول إلى المركز بمساعدة المارة والمراجعين, أليس هذا إحراجا لنا وتعطيلا لمصالحنا كمعاقين؟!». مشيراً إلى أن هناك العديد من مقار الأجهزة الحكومية تفتقر للمسارات والمنزلقات والمصاعد «التي يكون أغلبها صغيراً جداً, وكذلك الشوارع والأرصفة التي أنشأتها البلديات ولا تضع في اعتبارها مساراً للمعاق رغم أن الدولة تنفق المليارات ودائماً تحث على الاهتمام بالمعاقين». وختم الهاجري حديثه قائلاً «أرجو من أمانة الشرقية عند إنشاء مشاريع أو طرق جديدة وأرصفة خاصة في الأحياء وعند الأماكن التجارية والدوائر الحكومية العمل بالقرار الذي اصدر بأن لا يسمح لمشروع أو يعطى تصريحاً إلا بعد أن يوضع مكان مخصص لذوي الإعاقة». وفي السياق ذاته, تحدث يحيى السميري (إعاق حركية) قائلاً «أغلب المرافق الحكومية والخاصة بشكل عام غير مهيأة للمعاقين بجميع تصنيفاتهم, لأن الفكرة السائدة لديهم منزلقات الكراسي فقط والسبب عدم تطبيق نظام الاشتراطات البلدية لتهيئة البيئة العمرانية الصادر عام 1402ه, والحل إضافة نص مخالفة بلدية ضمن لائحة المخالفات البلدية وإضافة عقوبة غرامة مالية على المخالفين». أما محمد القرني (إعاقة حركية) تحدث أيضاً في سياق الموضوع فقال «كثيراً ما يتردد أننا الفئة الغالية على المجتمع ولكن نحن كمعاقين نرى العكس في كل شيء، إذا ذهبنا إلى أي مكان نرى أننا الفئة التي تسبب عبئاً على مجتمعنا في كل شيء، نذهب إلى دائرة حكومية فنرى أمامنا صعاباً كثيرة لكي نصل إلى طلبنا, وإذا ذهبنا إلى الأماكن العامة نرى الأصعب, وإذا أردنا التسوق فلا نجد مواقف ولا أي أولوية لنا مثل الدول المتقدمة, وإذا وصلنا إلى المسؤول ينظر لنا بعين الشفقة بالقول إنه سيتم دراسة الموضوع, ولكن بدون جدوى, فيجب أن يكون لنا اهتمام وقبل كل شيء يجب تعليم جميع الناس وتوعيتهم بمعنى الإعاقة». اخصائية: عواقب سلبية لتجاهل تهيئة المرافق لذوي الإعاقة أوضحت الأخصائية النفسية لمياء الشهري أن عدم تجهيز أو تهيئة المرافق والمتنزهات والحدائق بالوسائل المساعدة لذوي الإعاقة يترتب عليه تأثيرات سلبية على نفسية المعاق. وتحدثت عن تأثير ذلك من منظور نفسي واجتماعي قائلة «على سبيل المثال لا الحصر، إنها ستجعله يفضل العزلة والابتعاد عن الناس وسينتج عن ذلك كبت لمشاعره وآلامه وأحزانه، وسيكون لها أثر سلبي على صحة المعاق، فالإنسان يحتاج إلى الترويح عن النفس، والخروج بالهواء الطلق والاستمتاع بمنظر الطبيعة، فكيف تكون صحة إنسان فضّل البقاء في الغرف المظلة عن مخالطة الناس؟, وما يتبع ذلك من وساوس وهموم سوف تجتاح عقل ذلك المعاق، وتمنعه من الاستمتاع بحياته العائلية والغذائية والنفسية». وأضافت «كما أن هذه العزلة سوف تبقي على الحاجز الموجود بين الأصحاء والمعاقين، وسوف تنشئ لنا أجيالاً لا تقدر المعاق وترى أنه شخص غير سوي».