تعاني أروى المسيطر، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، عند مراجعة الجهات حكومية أو المرافق العامة، حيث تخلو معظمها من التجهيزات الخاصة بالمعاقين كالمواقف الخاصة، والمطالع التي تسهل صعود المعاق بكرسيه المتحرك، وفي حالة توفرها فهي غالبا تعاني من الإهمال، كما أن بعض الأصحاء يشغلون هذه المواقف والمطالع، لعدم وجود الوعي الاجتماعي العام بحقوق المعاق. تقول أروى "المعاق حركيا في بلادنا يحتاج طاقات إضافية حتى يستطيع العيش بشكل طبيعي، ويرجع ذلك إلى غياب التهيئة العمرانية، فالمداخل المناسبة غير متواجدة غالبا في أغلب المرافق العامة، كالمباني، والدوائر الحكومية والأرصفة، حتى المستشفيات تجهز بشكل عشوائي، فيضاعف ذلك معاناتنا"، مشيرة إلى أن المنحدرات كمثال يجب أن تكون بقياسات محددة، حتى يستطيع المعاق استخدامها بشكل فردي دون مساعدة. ويتكرر مشهد وجود أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة أمام بوابات الدوائر الحكومية ينتظرون المساعدة، لعدم وجود مواقف خاصة، أو لعدم وجود مطالع مخصصة لهم، وأحيانا توجد ولكن تفتقد العناية اللازمة، حتى تصبح نفسها عائقا لا يستطيعون تجاوزه. وأكد عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة أن الأمر الذي يصعب عليهم تفهمه وقبوله قيام بعض المسؤولين بهذه الدوائر بانتهاك حقوقهم، والوقوف بسياراتهم على المنحدرات الخاصة بعرباتهم المتحركة، ومنعهم بذلك من الدخول أو الخروج، وتكرر مثل هذه المشاهد، في ظل غياب الوعي بحقوقهم. من جهته قال عبدالله الشلاقي، وهو ناشط من ذوي الإعاقة من حائل "نعاني نحن أصحاب الإعاقة الحركية معاناة ثلاثية الأبعاد جراء عدم تنفيذ أحد إجراءات الوصول الشامل المتبع عالميا، والذي وضعته المملكة من 30 عاما، وهو نظام أقره مجلس الوزراء عام 1402 يضمن للمعاقين سهولة التنقل بالمرافق العامة، ومن بنوده توفير المنحدرات "المنزلقات"، ووكل لوزارة البلدية هذا الأمر". وأضاف أن نظام "المنزلقات، أو المنحدرات، أو الرامبات.. أيا كان الاسم سبب معاناتنا كمعاقين حركيين، فالكثير من الجهات لا تطبقه، وأحيانا ينفذه البعض بطريقة مخالفة للمعايير الصحيحة، وفي أحيان أخرى تستغل للوقوف عليها، أو بجانبها من قبل سيارات حكومية، وبعض المواطنين الذين نسوا، أو تناسوا حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، في ظل عدم وجود عقوبة رادعة للمتهاونين بهذه الحقوق". وأضاف الشلاقي "نحن بكل الأحوال محرومون من الاندماج، وكثير من المعاقين يتحرج من الخروج لإنهاء مصالحه في الدوائر الحكومية، خوفا من أن يصدم بقسوة الأصحاء، وتجاهلهم لحقوقه، أو خشية أن يحتاج للعون لعدم توفر الوسائل المعينة له من مواقف ومنحدرات، فيضطره لطلب المساعدة من أحد لتجاوز رصيف، أو دفعه، لأن أغلب المنزلقات المنفذة غير مطابقة للمواصفات". وأوضح أن "المشكلة تكمن في فقدان الوعي الاجتماعي لدى البعض، حيث يقف الكثيرون بسياراتهم على المنزلقات الخارجية على البوابات والأرصفة، وما يؤلم أن نرى سيارة حكومية في قطاعات تعنى بالرقابة على حقوق الناس في الأماكن العامة كالدوريات الأمنية تقف في مواقفنا، وبدلا من أن يطبق المرور النظام، ويوقع الغرامات بحق من يستغل مواقفنا ومنزلقاتنا، يشارك المجتمع نفس الجرم مع الأسف البالغ"، مشيرا إلى رصده ذات يوم سيارة تابعة لإدارة مرور حائل تقف أمام مطالع هيئة تطوير المنطقة. ويرى المختص الاجتماعي أحمد السناني أن "المعاقين يعانون يوميا بسبب بعض العقبات التي قد تعترضهم، لذلك من المهم التعرف على الصعاب التي يواجهونها في الحياة اليومية، واكتشاف احتياجاتهم من التسهيلات المكانية، والتصميمات المعمارية التي تيسر لهم أمورهم بالكرسي المتحرك، سواء في المنزل، أو العمل، أو المرافق العامة مثل المساجد، والمستشفيات، والأسواق وغير ذلك". وأشار إلى أهمية تنفيذ الممرات الخاصة بهم بشكل سهل وميسر، مع إمكانية الصعود والنزول والميلان ليتمكنوا من الصعود والنزول بشكل سلس. وأضاف السناني "أتمنى أن يتفاعل جميع شرائح المجتمع بإنشاء تلك الممرات في منازلهم، وليس شرطا بأن يكون لديهم معاق بل للتسهيل عليهم متى ما احتاجوا زيارتهم يكون المنزل مهيأ وبصراحة هناك مجموعة من المعاقين حركيا يتمنون بأن يقوموا بزيارات لأصدقائهم وعائلاتهم، ومزاولة أنشطتهم اليومية مثل الأصحاء". وقال "إن أغلب المساجد، والمدارس، والمستشفيات والمرافق العامة والطرقات غير مهيأة لمرور الكراسي المتحركة، وهذا خلل في التنظيم والتصميم المعماري"، مستشهدا بمنزل مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينة الذي تتوفر به منزلقات لتسهيل زيارة ذوي الإعاقة. وأكد السناني أن "إدارة المرور يجب أن تتفاعل بوضع علامة المعاقين بلوحات السيارات المجهزة للمعاقين، وكذلك لمن لديه إعاقة ومثبتة بنظام مركز المعلومات بالوزارة، حيث إن هناك تعميما من وزارة الداخلية بوضع ملصق توضيحي على زجاج سيارات المعاقين، والسماح لهم بالوقوف بالأماكن المخصصة لهم في المطارات، والأسواق، والحرم، ولكن للأسف هناك مخالفات تحرر لهم، لعدم معرفة بعض أفراد المرور بهذه التعليمات. وطالب بوضع علامة المعاقين بشكل النحت على اللوحة، لتوجيه المواطنين ورجال الأمن بأن هذه السيارة بها معاق حركي، لأخذ الاحتياطات اللازمة، والسماح له بالمرور بأي اتجاه يريد، وأن تكون له أفضلية العبور.