عشرات رسائل البرودكاست التي تصلك يومياً على هاتفك المحمول، عبر برامج الدردشة الهاتفية "الواتس آب" و"فايبر"، تحمل مواضيع متنوعة الطرح، إلا أن الرسائل الأكثر إثارة للجدل تلك المتعلقة بإطار "التحذير" العام والخاص من منتجات محددة بالهوية، ولا تكتفي بذلك فقط بل يطلب منك المرسل تدويرها من جديد لتعم الفائدة من التحذير بحسب ظنه. والبرودكاست مصطلح تقني يطلق على أسلوب طرح المعلومة في شبكة الإنترنت، فبدلاً من أن يكون طرحها من خلال الكتابة النصية، يكون من خلال التسجيل الصوتي (بوردكاست) أو من خلال عرض فيديو (سكرين كاست)، وبعض المواقع الإلكترونية المتخصصة تشير إلى أن البرودكاست، مصطلح يطلق على مجموعة من الملفات الرقمية (في الغالب صوتية) تحتوي على محاضرات أو لقاءات مسجلة أو يتحدث فيها أصحابها بأنفسهم أو مع آخرين في كل المجالات التي يمكن أن تتصورها، ويتم توزيع هذه الملفات على الإنترنت في الغالب من خلال تقنيات التغذية" RSS". "الوطن" استعرضت إحدى رسائل البرودكاست التي لاقت رواجاً بين مجموعات "الواتس آب" بشكل كبير، وتشير الرسالة إلى إعلان إحدى القنوات الإخبارية اكتشاف عطر مسموم وقاتل (محدد بالاسم والصورة) منتشر في المملكة والكويت والبحرين، وقد أدى استخدامه إلى انعكاسات طبية سلبية تطورت إلى وفاة 8 أشخاص، بينما يخضع 35 آخرون إلى العلاج في العناية المركزة، وتشير الرسالة إلى أن الفحوصات الطبية بينت أن رش نسبة معينة من العطر على الجسد يؤدي بعد 4 أيام إلى ما أسمته ب"الموت المفاجئ". متخصص في مجال التقنية وهو حسام السامرائي، يشير إلى أنه تم تتبع مصدر الرسالة السابقة بالتحليل، فلوحظ انتشار واسع لها، ليس فقط في برامج الدردشة الهاتفية، بل حتى في المنتديات والمواقع الإلكترونية، وقال: إن الأجهزة المختصة لم يعلن عنها أي تأكيدات رسمية بشأن مضاعفات ذلك العطر صحياً، ولم نجد أي مصدر خبري في الموقع الإخباري الذي استقصت منه الرسالة خبرها. وأضاف: أن ما يزيد التخبط بشأن مصدر الخبر وحيثياته، أن صحيفة الأنباء الكويتية قالت إن حالات الوفيات والمصابين بالعراق مستبعدة الكويت عن الموضوع نهائياً. وعادة ما يكون ذكر اسم القنوات الإخبارية أو وكالات الأنباء العالمية الشهيرة الركيزة الأساسية في نشر المادة المرسلة أياً كان محتواها وسياقها الموضوعي، كما فعلت ريم عبدالله التي ابتكرت إحدى تلك الرسائل غير الحقيقية، لترى رد فعل أصدقائها الذين أرسلت لهم محتوى رسالتها، والتي أشارت فيها إلى أن وكالة الأنباء الفرنسية وقناة بي بي سي العربية، ذكرت أن الصحفي الفرنسي الشهير "لارناد اندريان لاورنيت" - وهو اسم ليس له وجود- اكتشف أن منتجات شركة أجبان عالمية (محددة بالاسم) تستخدم مادة سامة تعمل على زيادة إفراز الحليب من الأبقار بشكل غير طبيعي مما يؤدي إلى تسمم غددها، حيث يأخذ مفعول هذه المادة في التأثير على صحة الإنسان بعد تناولها في فترة تمتد بين 6 إلى 8 أشهر، وأن تعاطيها يؤدي في 70 % من الحالات إلى الصرع ثم إلى الموت. كما طلبت ريم من أصدقائها إعادة تدوير الرسالة بعبارة "أرجوكم لا تقف الرسالة عندكم فحياة الناس أمانة". ريم تقول في حديث خاص إلى "الوطن": إن بعض أصدقائها تفاعل مع الرسالة ومنهم صحفيون دون التأكد من مضمونها، أو الرابط المرفق مع الرسالة، وتضيف أنها أقدمت على هذه الخطوة من منطلق انزعاجها الكبير من نوعية هذه الرسائل التي تكون مجافية للحقيقة في أغلب الحالات. ومن منطلق آخر يرى خبير التسويق الإلكتروني سالم العبدلي أن بعض الشركات تلجأ إلى اللعب بنفسية الخوف لجذب عملاء جدد لمنتجاتها، فبعد انتشار الشائعة عن خطورة منتجهم ورواجها الكبير بين الناس، يلجأون بعد ذلك إلى حملة لتكذيب الخبر عبر مراكز تحليل طبية أو غذائية. ولم يستبعد في المقابل العبدلي "المنافسة غير الشريفة" بين الشركات التي يسعى بعضها إلى تشويه منتج المنافس عبر البرودكاست، الذي وصفه بأنه "الإعلان" الأسرع نمواً بين مستخدمي برامج الدردشة.