أكدت الولاياتالمتحدة عدم تخوفها من حدوث "تعاون وقتي" بين مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة والمتشددين، وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن قدرا من التعاون بين الجانبين "ليس مفاجئاً نظراً لاتفاقهم على هدف مشترك هو إسقاط نظام الرئيس الأسد. وأضاف أن بلاده بدأت تتعرف أكثر على المعارضة السورية المعتدلة، مشدداً على ضرورة مراقبة متى يتحول التعاون الوقتي بينها وبين المتشددين إلى تحالفات حقيقية. وأضاف في تصريحات صحفية في مستهل جولة تشمل الأردن وإسرائيل "التحدي الحقيقي بالنسبة لمجتمع المخابرات بصراحة هو أن نفهم متى يتعاونون فيما يتعلق بقضية بعينها فقط وفي وقت بعينه ومتى يمكن أن يتحالفوا معاً. وفي هذه المرحلة أعتقد أننا لسنا متأكدين تماماً أين يقع هذا الخط الرفيع الفاصل". وتابع "أهم نقطة للتعاون بين البلدان الثلاثة في الشأن السوري هي مخاطر الأسلحة الكيماوية لدى قوات الأسد مع تواصل الحرب الأهلية". مشيراً إلى أن قوات النظام تقوم في بعض الأحيان بتحريك الأسلحة الكيماوية. إلى ذلك وقعت الفصائل الكردية اتفاقاً مع الائتلاف الوطني السوري يقضي بعودة قوات الجانبين إلى المواقع التي كانت خاضعة لسيطرتها وتبادل الأسرى. وقال أمين عام الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي عبدالحميد درويش في تصريحات صحفية إن الاتفاقية وقعت بعد لقاءات مع رئيس الائتلاف أحمد الجربا وأعضاء آخرين من الائتلاف في تركيا. ووصف الاتفاقية بأنها "أولية" وسيتم على الأرض تشكيل لجان من قوات الطرفين للتنسيق بشأن آليات التنفيذ. وأضاف درويش أن هذه المناطق لا تخضع لسيطرة قوات النظام، وتدار من قبل الأحزاب الكردية، وبالتالي لا داعي لوجود قوات الجيش الحر فيها. وكانت المعارك التي دارت بين الأكراد وقوات المعارضة السورية في الآونة الأخيرة في شمالي سورية قد خلّفت عشرات القتلى. في سياقٍ ميداني تصدت قوات المعارضة أمس لعدة هجمات شنتها قوات النظام في ريف اللاذقية لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدت السيطرة عليها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام تواصل محاولاتها لاستعادة القرى التي سيطر عليها الثوار في ريف اللاذقية الذي يشهد معارك شرسة منذ أيام. وإن الاشتباكات استمرت في عدة مناطق منها قمة النبي يونس وكتف صهيون وتلا والبقروقة. وكان رئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس قد أكد خلال زيارته لمناطق العمليات في اللاذقية التزام قيادته بتوفير السلاح والعتاد لمقاتلي المعارضة في معركة ريف اللاذقية. وأضاف المرصد أن الجيش الحر شنَّ هجوماً على قوات النظام في مطار دير الزور وعلى معسكر القرميد في محافظة إدلب، في حين دهمت قوات النظام عددا من المنازل في بلدة الشيخ مسكين في درعا وأضرمت فيها النيران، وشنت غارات جوية على بلدة نوى. إلى ذلك قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 10 أشخاص قتلوا ليل أول من أمس في قصف لقوات النظام على مدرسة تحوي نازحين في قرية عين الجماجم بريف حلب، وقال المتحدث باسم المجلس الثوري لحلب وريفها أبو عبدالله الحلبي في تصريحات صحفية إن قوات الأسد ارتكبت المجزرة خلال ساعات الليل المتأخرة ولم يكتشف أمرها إلا صباح أمس بسبب قطع النظام للكهرباء والإنترنت. وأضاف أن من بين القتلى 4 أطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى. وفي دمشق تعرضت منطقة برزة لقصف براجمات الصواريخ والهاونات في محاولة من النظام للقضاء على تجمعات مقاتلي المعارضة.