فاجأ مقاتلو المعارضة قوات نظام الرئيس بشار الأسد باقتحامهم مراكز تابعة له في مدينة دير الزور في شرق البلاد، في وقت ارتكبت قوات النظام مجزرة امس في مدينة الرقة المجاورة قُتل بنتيجتها 13 مدنياً على الأقل بينهم سبعة أطفال عندما شن طيران النظام غارة جوية على هذه المدينة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في آذار (مارس) الماضي. كما أغارت طائرة حربية على ريف اللاذقية في محاولة لمنع تقدم المعارضة في معقل النظام السوري غرب البلاد. إلى ذلك، أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس استعداده للدفاع عن «أكراد سورية في مواجهة أي خطر يهدد حياتهم»، وفي أوضح موقف يشير إلى دعم رئاسة الإقليم الكردي في العراق للأكراد السوريين دعا بارزاني إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الهجمات التي يتعرضون لها. وقال في رسالة إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكردي إن «بعض وسائل الإعلام وجهات سياسية نشرت أخباراً تفيد بأن مسلحين إرهابيين تابعين للقاعدة أعلنوا النفير العام ضد المواطنين الكرد في كردستان سورية، حيث يهاجمون المدنيين ويذبحون الأطفال والنساء». وفيما دعا إلى «تشكيل لجنة للتحقق من تلك المعلومات ميدانياً»، حذر بارزاني من انه «إذا ثبتت صحة تلك المعلومات وتأكد أن حياة المواطنين الكرد تحت خطر الإرهاب، فإن إقليم كردستان سيبذل كل جهوده وإمكاناته للدفاع عن المواطنين الأكراد». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية جددت قصفها على حي القصور ومناطق أخرى في مدينة دير الزور «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين جبهة النصرة والكتائب المقاتلة من طرف والقوات النظامية من طرف آخر، في حيي الحويقة والرشدية»، لافتاً إلى سيطرة مقاتلي الكتائب المقاتلة على مبنى حزب «البعث» في حي الحويقة ومقتل ضابط وخمسة عناصر من القوات النظامية «جراء استهدافهم من الكتائب المقاتلة في حي الصناعة. كما سيطرت الكتائب المقاتلة على مبنى الخدمات الفنية في حي الحويقة، اضافة إلى منزل محافظ دير الزور. وزاد «المرصد» أن مبنى التأمينات الذي تتحصن فيه القوات النظامية في حي الحويقة تعرض لقصف من دون توافر معلومات عن حجم الخسائر في صفوف القوات النظامية. واستولى مقاتلو الكتائب المقاتلة على دبابة تابعة للقوات النظامية. وقُتل 13 مدنياً بينهم سبعة أطفال امس (السبت) في غارة جوية نفذها طيران النظام على الرقة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في آذار الماضي. وأفاد «المرصد» بأن القوات النظامية أعدمت 12 مواطناً بينهم امرأة في قرية تبارة السخاني في جنوب بلدة خناصر، مشيراً إلى أن الإعدامات جاءت بعد اقتحام قوات الجيش النظامي القرية التي يؤيد سكانها نظام الأسد. ووردت معلومات عن تدمير مقاتلي الكتائب مدفعاً داخل قسم الكلية في مطار «كويرس» العسكري بعد أيام على سيطرة «الجيش الحر» على مطار «منغ» ضمن سلسلة من إنجازات حققها مقاتلو المعارضة بينها السيطرة على بلدة خان العسل في غرب حلب. وفي اللاذقية غرباً، قُتل 20 شخصاً بقصف طائرات حربية قرية سلمى في ريف اللاذقية ضمن محاولة قوات النظام منع تقدم المعارضة في الساحل السوري، بعدما تراخت قبضة قوات النظام في أعقاب انتصارات المعارضة في الشمال ووصولها إلى مسافة 20 كيلومتراً من القرداحة مسقط الأسد. وقالت «رويترز» إن الأسد نشر قوات إضافية في المنطقة وإن الغارات الجوية دلت إلى انه يعطي أولوية قصوى لحماية معقل الطائفة العلوية التي تمثل 12 في المئة من عدد سكان البلاد البالغ 21 مليوناً. في غضون ذلك، نفى رئيس هيئة أركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس معلومات عن سحب بعض الكتائب المقاتلة من «معركة تحرير الساحل»، مشيراً إلى وجود «تنسيق كامل» بين قيادات «الجبهات» في سورية. وقال في بيان على «فايسبوك» أمس: «عندما يتم إنشاء جيش، فسيكون للسوريين وحدهم وسينفذ أوامر قيادته. ولن نسمح لأحد بأن يحلم بتقسيم سورية»، محذراً من وجود جهات تسعى إلى «شرذمة» سورية وتحويلها إلى «صومال جديدة». وكان رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا أعلن وجود مشروع لإقامة جيش وطني نواته ستة آلاف مقاتل لمحاربة «أمراء الحرب». وأوضحت مصادر معارضة ل «الحياة» أن هناك مشروعاً لتوحيد الكتائب المسلحة وفتح باب التطوع لمقاتلين جدد في شمال سورية وجنوبها. من جهة اخرى قال رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ل «الحياة» إن مسؤولين إيرانيين اكدوا أن مشروع «الإدارة المدنية الانتقالية» التي يعمل عليها «مجلس غرب كردستان» في شمال سورية وشمالها الشرقي هو «حق مشروع»، لافتاً إلى أن اتفاقاً جرى مع الجانب الإيراني على «محاربة عدونا المشترك» المتمثل بمقاتلين متشددين. وكشف زعيم «الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي» عبدالحميد درويش ل «الحياة» عن وساطة يقوم بها بين «الائتلاف الوطني» برئاسة احمد الجربا و «الاتحاد الديموقراطي» لوقف الاقتتال بين «قوات حماية الشعب» ومقاتلين متشددين، تتضمن «العودة إلى الخطوط» السابقة قبل المواجهات الأخيرة. وأصدر مساء امس كل من «الجيش الحر» و»الهيئة الكردية العليا» بياناً مشتركاً تضمن نقاط اتفاقهما لحل الإشكالات في شمال البلاد، وأنهما اتفقا على وحدة التراب السوري ورفض «أي مشروع تقسيمي» لسورية واعتبار ذلك «خطاً أحمر».