يعتبر الأطفال أكثر رغبة في التنزه والاستمتاع به من الكبار، وأكثر الفعاليات التي تقام والمرافق الترفيهية تعنى بهم، إذ تشكل الإجازة الصيفية فرصة للآباء للتفرغ لإمتاع أطفالهم بالتنزه وممارسة الألعاب المختلفة التي تزخر بها الحدائق والمدن الترفيهية، وفرصة للأبناء لأخذ إجازة ترفيهية بعد الدراسة، إلا أن "لاءات" بعض الآباء التي يوجهونها للأبناء، التي تأتي بقصد الحرص على الأطفال، أو لمنعهم من العبث بمرافق المتنزهات، والتقليل من شقاوتهم، تحرم بعض الأطفال من متعة التنزه، ويرى تربويون أن هذه "اللاءات" أسلوب خاطئ من الناحية التربوية يسهم بصورة أو بأخرى في نشوء سلوكيات سلبية لدى الأطفال. تقول الأم فاطمة الشهري إنها تقوم بمنع أطفالها من كثرة التحرك والذهاب والإياب في المتنزهات العامة وذلك من منبع الحرص على سلامتهم، وكذلك تمنعهم من الركوب في بعض الملاهي خوفا عليهم من العدوى بلمس المرافق الترفيهية، أو خوفا عليهم من السقوط وخلافه. وتضيف "أشعر أن هذا السلوك يحرمهم الاستمتاع بالتنزه، إلا أنني مضطرة لفعل ذلك لأجل مصلحتهم وسلامتهم". وتشير إلهام محمد أنها تتذكر عندما كانت صغيرة أن والديها بقصد الخوف عليها كانا يمنعانها من ركوب الدراجات أو الملاهي على اختلافها، أو حتى الجري مع إخوتها الذكور، وهذا المنع أسهم في تشكل نظرة سلبية من جانبها تجاه التنزه، إذ ارتبط لديها بعدم القدرة على التمتع بسبب منع والديها لذلك. ويقول عبدالرحمن العمري وهو أب لأربعة أطفال أنه بعد تعرضه لموقف ضياع أحد أطفاله في أحد الأماكن الترفيهية قرر ألا يجعل أطفاله يذهبون ويأتون كيفما يشاؤون، ويضيف "حتى لو كان في ذلك كبتا لرغبتهم في التنزه، فإن الحرص عليهم أولى من ذلك". ولفت العمري إلى أنه أحيانا يضطر لترك الأطفال في المنزل مع الخادمة كيلا يتعرض أحدهم لأذى خلال رحلات التنزه. وخالفه علي حمدان وهو أب في ذلك قائلا إن "التنزه في هذه الأيام من العام فرصة الأطفال للاستمتاع بوقتهم مع ذويهم، ومن الأجدى تركهم في الأماكن الترفيهية مع مراقبتهم من بعيد". ومن جانبه بين الأخصائي الاجتماعي بمستشفى عسير المركزي مساعد المفرح أنه لا ينبغي للآباء كبح جماح ونشاط الأطفال عند التنزه، لأن الأطفال يتمتعون بحيوية أكبر ورغبة في الاستمتاع بالطبيعة أكثر، فإبقاء الطفل داخل المنزل أو منعه من اللعب يعد كبحا لنشاطهم". وأضاف أن لدى الأطفال عادة نشاط أكبر من نشاط الآباء، لذلك يجب على الآباء إعطاء الأبناء الفرصة في اللعب والتنزه، والاستمتاع بالطبيعة، وتفريغ الشحنات باللعب، وتوجيه طاقاتهم للملاهي والألعاب أو ركوب الخيل أو السباحة وركوب الدراجات الهوائية، ولعب الكرة وغيرها، لأن تقيدهم ومنعهم يؤثر تأثيرا كبيرا على شخصياتهم.