أكدت القوات المسلحة المصرية أمس أنها لن تسمح بوجود عناصر إرهابية أو خارجة عن القانون في شبة جزيرة سيناء، وقال قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أركان حرب أحمد وصفي: "أهالي سيناء خط أحمر وغير مسموح المساس بأمنهم وسلامتهم". وأضاف في تصريحات خلال مؤتمر عقده بنادي القوات المسلحة بالعريش مع شباب وأهالي شبه الجزيرة: "القوات المسلحة لن تنجح في تطهير سيناء من البؤر والعناصر الإجرامية المسلحة إلا من خلال معاونة صادقة من جانب أهالي سيناء ومنعهم أي عناصر غريبة من الدخول إلى المنطقة، وكذلك أي عناصر تخرج عن الفكر المعتدل"، مشدداً على أن أي بيت يوجد بداخله نفق سيتم هدمه دون أي تعويض، وأنه لن ينتهك حرمة البيوت بسيناء بل سيتعامل معها وفق القانون، على حد قوله.وأشار وصفي إلى أن سلاح المهندسين يشارك في عمليات هدم الأنفاق الحدودية بين رفح المصرية وقطاع غزة، مضيفاً أن "الأنفاق الحدودية السبب الرئيسي لتوغل الإرهاب في سيناء من كافة الدول المحيطة، وقد تم القبض على عناصر إرهابية، كما تم القبض أيضاً على 4 فلسطينيين". وخلال المؤتمر طالب أهالي رفح قائد الجيش الثاني بأن يعلن عن قاتلي الجنود المصرية على حدود رفح بشهر رمضان الماضي، وأن يحدِّد أيضاً من يقفون وراء أحداث الإرهاب بسيناء، مشدِّدين على ضرورة تحرك الجيش للقضاء على الإرهاب.من جهته، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء حمدي بخيت في تصريحات إلى "الوطن"، إن سيناء صحراء مفتوحة وليست كلها مناطق جبلية كما هو الحال في أفغانستان، وبالتالي ليس هناك مقارنة بين ما قام به تنظيم القاعدة ضد الأميركان في أفغانستان وما تفعله هذه التنظيمات ضد مصر، وأضاف "الجيش المصري قادر على سحق هذه العناصر في وقت وجيز جداً، لكن الإرهابيين يحتمون في مناطق المدنيين. والقوات المسلحة نبهت على سكان الشريط الساحلي من بئر العبد إلى رفح من يأوي أي إرهابي سيتحمل النتائج". وتابع "أهل سيناء لا بد أن يكونوا متعاونين مع القوات المسلحة لأن هذا وطنهم. ولا بد أن تعمل القوات المسلحة بقوة ضد العناصر المتطرفة لتثبت لأهل سيناء أنها حريصة عليهم أكثر من حرصهم على أنفسهم. وبالتالي من المحتمل أن تشهد الفترة القادمة حصار العناصر الإرهابية ومواجهتهم في سيناء". بدوره قال الخبير في الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة ومدير المركز الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية اللواء محمد هاني زاهر: "سيناء تضم أكثر من 7 آلاف جهادي مسلَّح موزَّعين على أكثر من 20 خلية جهادية، وأغلب هذه الجماعات مسلحة بأحدث الأسلحة وتتلقى تمويلاً أجنبياً من الخارج، وتحظى بتدريبات قتالية على أعلى مستوى، ويتركز أغلب عناصرها في مناطق جنوبي رفح والشيخ زويد وشرق العريش وجبل الحلال وجبال سانت كاترين"، ومضى قائلاً "عدد الجماعات المسلحة في سيناء بلغ أكثر من 20 خلية، منها جماعات تمتد جذورها إلى الفصائل الفلسطينية، ومنها جماعة أنصار الجهاد التي انشقت عن جماعة التوحيد والجهاد، وتنظيم الرايات السوداء التي تتركز في منطقة الشيخ زويد وتضم أكثر من 1000 جهادي أغلبهم من الشباب، ويمتلكون أسلحة خطيرة جداً وأغلبهم تلقى تدريبات قتالية خارج مصر وخاصة في غزة ودير البلح وتتركز هذه الجماعة في منطقة الشيخ زويد .