أفادت مصادر عسكرية وامنية امس ان ستة "ارهابيين" أُوقفوا في سيناء في عملية تمشيط نفذها الجيش المصري اثر الهجوم الذي قتل خلاله 16 عنصرا من حرس الحدود المصريين. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مصدر عسكري ان العناصر الارهابية الستة اعتقلوا خلال دوريات مشتركة للجيش والشرطة في اطار مواصلة البحث عن مجرمين في محافظة شمال سيناء. وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان الرجال الستة معروفون بانهم اصوليون ويشتبه بانهم ينتمون الى حركة جهادية. وكانت قوات من الجيش والشرطة قد بدأت بمدينة العريش حملة أمنية من أمام مديرية أمن شمال سيناء لتطهير منطقة "جبل الحلال" بوسط سيناء، الذي يعد معقل الإرهاب في سيناء، لمطاردة العناصر الإرهابية والقبض عليهم في إطار العملية "نسر" التي انطلقت إثر الهجوم على نقطة لحرس الحدود الأحد الماضي خلفت 16 قتيلاً و7 مصابين في صفوف القوات المصرية. وقال مصدر أمني في تصريح ل"الرياض" إن الحملة تستهدف محاصرة العناصر المتطرفة والقبض عليها، بمشاركة ومعاونة طائرات "أباتشي" التي تساعد في ملاحقة ومطاردة العناصر الإرهابية. img src="http://s.alriyadh.com/2012/08/11/img/735763422871.jpg" title="قافلة مدرعات مصرية في طريقها إلى سيناء في إطار عملية "نسر" (رويترز)" قافلة مدرعات مصرية في طريقها إلى سيناء في إطار عملية "نسر" (رويترز) وتحركت القوات المشتركة بدعم جوي، بعد اجتماع مغلق عقده اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، مع مشايخ ووجهاء شمال سيناء، فجر أمس الجمعة، بمديرية أمن شمال سيناء بحضور عدد من القيادات الأمنية من وزارة الداخلية وشمال سيناء. وأعلن مشايخ ووجهاء شمال سيناء إهدار دم كل الخارجين على القانون في شبه جزيرة سيناء، كما قرروا التعاون الكامل مع القوات المسلحة والشرطة والجهات الأمنية المسؤولة في كل ما يحتاجون إليه من معلومات. وطالب المشايخ الجيش والجهات الأمنية بعرض جثث الجناة في الهجوم الذي تعرض له أفراد قوات حرس الحدود الأحد الماضي عليهم، لمقارنتها بما لديهم من معلومات وبيانات حول جميع من عبروا الأنفاق في شبه جزيرة سيناء لمساعدة الجهات الأمنية في سرعة التعرف على هوية الجناة وملاحقة الفارين منهم، كما طالبوا قوات الجيش والجهات الأمنية المسؤولة بهدم جميع الأنفاق في رفح فورا. الى ذلك كشف مصدر أمني رفيع المستوى عن أن الهجوم على قوات حرس الحدود المصرية في رفح تم التخطيط له من داخل أراضى سيناء، وليس خارجها. وقال المصدر ل "الرياض" إن الإعداد للهجوم تم بمساعدة شخصيات موجودة داخل رفح، وتحديدا في المناطق القريبة من موقع نقطة حرس الحدود التي أمدت منفذي الهجوم بمعلومات عن طبيعة المنطقة، لافتا إلى أن الحادث تم التخطيط له بدقة. وأوضح أن الاعتداء على الجنود جاء من الخلف وليس من الأمام، ما يعنى أن الهجوم تم من ناحية رفح المصرية، وهذا يثبت أن الذين هاجموا الجنود كانوا موجودين بالداخل، كما أنه لو كان المهاجمون قد دخلوا من ناحية غزة إلى الكمين مباشرة، كانوا سيمرون على "رئاسة النقطة الحدودية"، وهذا شبه مستحيل، لأنهم لن يستطيعوا الهرب منها. وعن الجماعات المحتملة، التي يمكن أن تكون نفذت هذا الهجوم قال :"جماعات التكفير والهجرة، وجماعات الجهاد، فهؤلاء لا يعترفون بالجيش من الأساس، ويكنون له كراهية شديدة، ويقولون إن الالتحاق بالجيش حرام، والتحية العسكرية حرام، وبالتالي فلابد من التخلص من الجيش، لأنه يرسخ لأفكار محرمة". في هذه الأثناء اتخذت السلطات المصرية إجراءات أمنية مشددة على جميع المعابر والمعديات أعلى المجرى الملاحي لقناة السويس. وقال مدير أمن الإسماعيلية اللواء محمد عيد إنه في ظل تداعيات الأحداث الأخيرة في رفح، تم تشديد الإجراءات الأمنية أعلى المجرى الملاحي للقناة، وذلك باستخدام جميع الوسائل المعاونة لجهاز الشرطة، والمتمثلة في كلاب الأمن والحراسة للكشف عن المفرقعات والتفتيش الدقيق للمواطنين.