اكتظت أسواق بيع الملابس المستعملة بجدة كحراج "الصواريخ" وحراج "الجامعة" بجدة بالمتسوقين من ذوي الدخل المحدود من العمالة الوافدة استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك. ورصدت "الوطن" خلال جولة لها في حراج الصواريخ زيادة في أعداد المتسوقين المقبلين على شراء الملابس المستعملة، التي يستحوذ على التجارة فيها بائعات أفريقيات يمارسنها منذ ما يزيد على 17 عاما. وفيما تنتشر بسطات بيع الملابس المستعملة بشكل عشوائي في جنبات السوق وطرقاته، أشارت البائعة خديجة من الجنسية الصومالية إلى أن الزبائن يقبلون على الشراء، لافتة إلى أن الإجازات والمواسم والأعياد من أفضل الأوقات لرواج بضاعتهم. وأضافت أن معظم الزبائن من العمالة الوافدة من جنسيات مختلفة من أصحاب الدخل المحدود، مبينة أنهم يبحثون عن ملابس مناسبة لهم، حيث تتراوح أسعارها ما بين ريالين إلى 5 ريالات. ولفتت إلى أنه يتوافر على البسطات جميع مستلزمات عيد الفطر من ملابس داخلية للرجال وثياب وفساتين وأحذية وعقالات وفساتين سهرة وأخرى للأطفال. وأشارت البائعة الأفريقية حليمة آدم المتخصصة في بيع الملابس المستعملة، إلى أنها تحصل على الملابس من تجار الجملة المتخصصين في بيع الملابس المستعملة وتوزيعها على البائعات الأفريقيات في حراجي "الصواريخ" و الجامعة" بأسعار زهيدة. وأضافت أن العشر الأواخر من شهر رمضان تشهد إقبالا من قبل الزبائن، لافتة إلى أن الشهر الفضيل يعتبر من أهم المواسم التي تحرص عليها البائعات للحصول على بضائع بكميات كبيرة من الملابس المستخدمة للاستفادة منها بالبيع وكسب دخل وفير من وراء هذه التجارة. من جانبه، أكد محمد سليمان بائع للملابس في سوق الصواريخ أن مصدر الملابس التي تبيعها الأفريقيات على أرصفة السوق يعود لصدقات من قبل الأسر على "الأفريقيات" اللائي يوجدن في بعض الشوارع، حيث يقمن بجمعها وعرضها أمام المشترين في السوق، خاصة في أواخر شهر رمضان وقرب العيد. وكشف أن الأغلبية من البائعات الأفريقيات يحصلن على هذه الملابس عن طريق شرائها من أشخاص يحصلون عليها من مصادر مجهولة، مبينا أن من ضمن هذه الملابس ما هو خاص بأموات لا ترغب أسرهم في بقائها في المنزل فيتصدقون بها. من جهته، أكد المركز الإعلامي بأمانة محافظة جدة، أن ظاهرة بيع الملابس المستعملة خاصة مع اقتراب عيد الفطر من المشكلات المزمنة. وأشار إلى أن الأمانة بالتنسيق مع شرطة البلدية وفرع وزارة التجارة والصناعة نظمت حملات مفاجئة ودورية خلال الفترة السابقة، تم فيها إزالة العديد من المباسط ومصادرة كميات كبيرة من الملابس المستعملة المعروضة على الأرصفة بالشوارع الموجودة بحراج الصواريخ. وذكر أنه سيتم خلال الفترة المقبلة إجراء العديد من الحملات على الأسواق التي تنتشر فيها هذه الظاهرة.