تحت سقف (سوق الصواريخ الدولية ) الكائنة في جنوب غرب جدة والأكبر في العالم مساحة وتعداداً وغرابة، تجري عملية بيع زبائنها من بعض المواطنين من ذوي الدخل المحدود والمقيمين من جنسيات مختلفة ملابس الموتى والمرضى، والتي يطلق عليها (بالملابس المستعملة ) على رغم التحذيرات الصحية التي قد تسببها لهم. وبذلك، يتبعون أحدث خطوط الموضة والتباهي أمام الأحياء بملابس الأموات، إذ إن غلاء ثمن الملابس التي تحمل الماركات العالمية في الأسواق التجارية تحول بينهم وبين اقتنائها، بينما يتراوح سعر هذه الملابس في سوق الصواريخ الدولية من 10 إلى 100 ريال. ويقول الوافد محمد الخالد وهو أحد مشتري الملابس المستعملة ومرتادي سوق الصواريخ بكثرة إن سبب شرائه المتكرر هو رخص الثمن، وليس لديه مانع في كونها ملابس موتى، وخصوصاً كونها من الماركات العالمية، موضحاً أنه بعد شرائه لهذه الملابس يقوم بوضعها في ماء الغسيل لمدة 24 ساعة ما يبعث لنفسه الطمأنينة ويذهب خوف الشكوك في عدم صحتها. ويوضح الخالد أنه في موسم الشتاء يقوم بشراء كميات كبيرة من ملابس الصوف و(الجاكيتات) لإرسالها إلى أهله وأبنائه في بلده. من جهته، يرى المواطن بدر الفارسي أن بيع الملابس المستعملة يعد كارثة كبرى كونها ناقلة للأمراض المعدية، وبعض الأمراض الجلدية الخطرة، مضيفاً «وهي بلا شك مربحة للبائعين أصحاب البسطات وخصوصاً من العمالة الوافدة، إذ أصبح سوق الصواريخ الدولية تضم جنسيات مختلفة وبضائع عدة». بدوره، توجس البائع فيض علي، وهو أحد العمالة الآسيوية العاملة في السوق عند سؤاله من «الحياة» عن بيعه للملابس المستعملة وشرعية حصولها، وبعد لحظة تردد أجاب «أن الحال المعيشية للمواطن والمقيم الفقير تعد من أولوياتهم، وأن العمل في هذه التجارة يعد مربحاً، وكثرة هذه الملابس في هذه السوق تجعلنا نسيطر عليها ونديرها كما نريد». وأشار إلى أن الملابس المستعملة لا يحتاج تجهيزها إلى عناء، إذ لا يتطلب تجهيزها سوى لمسة سحرية بالمكواة، وقليل من الرعاية والترويج حتى يتم بيعها بالطريقة المطلوبة.