في غفلة من الجهات المعنية بالسياحة غادر أهالي محافظة "ميسان" ديارهم إلى المدن والمحافظات الكبرى بحثا عن فرص التعليم العالي لأبنائهم تاركين وراءهم أفضل المواقع السياحية على الإطلاق التي تتميز بالمناظر الخلابة والمواقع الأثرية والأجواء المختلفة التي تضاهي أجواء أكبر المدن السياحية في العالم، فالعلاقة بين الغيم والمطر والأشجار الخضراء وميسان علاقة وثيقة لا تنفك طوال العام. وأمام هذه الهجرة بدأت الجهات المعنية تتحرك لاستعادة قوافل المهاجرين وعكس الهجرة من المدن إلى ميسان ولكن هذا لن يتحقق إلا بتوفير ما يطلع إليه السكان من خدمات دعتهم إلى الهجرة وعلى رأسها مؤسسات التعليم العالي. محافظ ميسان تركي بن خالد بن حميد قال في حديث إلى "الوطن" إن ميسان من أفضل وأجمل المناطق السياحية وتحظى باهتمام من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل الذي شرفها بزيارة قبل عدة أشهر بعد تحويلها لمحافظة، مؤكدا أن الهجرة من المشكلات التي واجهت ميسان خلال العقود الماضية. وأضاف "ونحن نسعى لكي نعيد أبناءها إليها بتوفير كل ما دعاهم للخروج منها من خلال فتح فرع لجامعة الطائف ومعهد ثانوي صناعي وإيجاد خدمات متكاملة يحقق ما يأملونه". وقال ابن حميد إنه عندما كلف محافظا لميسان قبل عدة أشهر كانت التنمية هي ما يشغل باله وكان هاجسه الدائم "خدمة المواطن وتنمية المنطقة". وأشار إلى أن هناك العديد من البرامج السياحية والثقافية والاجتماعية التي سيتم تنفيذها في المحافظة التي شهدت مشاريع تنموية تخصصية في مجال الشؤون البلدية والقروية والشؤون الاجتماعية والتعليم والمصالح الأخرى. وكشف رئيس بلدية ميسان عتيق القثامي عن حجم المشاريع التي نفذت في ميسان خلال السنوات الماضية وهي عمر بلدية المحافظة، وقال "تم تنفيذ العديد من المشروعات بتكلفة تجاوزت 100 مليون ريال منها فتح وتعبيد وسفلتة كثير من الطرق وإنشاء المركز الحضاري للمحافظة الذي يحتضن الفعاليات والمناسبات. وتشمل المشاريع، إنشاء سوق الخضار، وأسواق تجارية وشقق مفروشة، وسوق للأعلاف ومسلخ نموذجي، وإنشاء كبار وعبارات وتسوير المقابر، ومشاريع ترفيهية وتزيين مدخل المحافظة الشمالي من جهة مركز الصور والغربي من جهة مركز بني سعد وإنارته، وتوسعته ليصبح مزدوجا بمسارين، وإيصال الطرق للجبال لفتح مواقع سياحية تستقطب المستثمرين. وقال القثامي "نأمل أن يتم رفع تكاليف المشاريع لتتمكن من توسيع نطاق خدماتها. مشيرا إلى أن ميسان محظوظة بطبيعتها وتتميز بأجوائها الخلابة، والبلدية وضعت بعض اللمسات على المحافظة. وقال رجل الأعمال عواض الحارثي إن ميسان محافظة سياحية تتربع على أعلى قمم الجبال وتطل على تهامة وهي تضاهي المدن السياحية داخل المملكة وخارجها من حيث الأجواء الخلابة والمناظر الطبيعية إلا أنها لم تحظ بالخدمات التي تجعل منها محطا لأنظار السياح. وأضاف أن تحويل ميسان خلال الفترة الأخيرة من مركز إلى محافظة وإكمال فتح كافة الإدارات الحكومية لعله يكون عنصر جذب لهذه المحافظة التي هجرها سكانها. وبين أن هناك الكثير من الخدمات التي يجب أن يتم الاهتمام بها لإعادة سكان المحافظة المهاجرين لها ومنها فتح فرع لجامعة الطائف؛ إذ إن الهجرة كانت بسبب البحث عن مؤسسات التعليم العالي وفتح الطرق إلى الجبال الشاهقة لإقامة المتنزهات وإنشاء الشقق المفروشة لتحتضن الزائرين.