على ارتفاع أكثر من 008 قدم عن سطح البحر ترتسم قرى خديد على خارطة جنوبي محافظة الطائف لوحة إبداعية استمدت سحر جمالها من الطبيعة البكر والمناظر الخلابة التي جعلتها مقصدا للمتنزهين والسواح والباحثين عن الراحة. ومن أبرزها قرية الدار الحمراء التي يأتي اسمها من الصخور الحمراء التي تشكل نسبة كبيرة من مساحتها، ومن منازلها التي شيدها الأجداد والآباء والأجداد لتبقى شاهدا على جمال التصميم وقوة التنفيذ. ساهمت الخدمات الأساسية التي وفرتها الدولة في توطين سكان قرى خديد وبقاء الكثير منهم في قراها التي من شأنها أن تضاهي في جمالها مرتفعات الشفاء والهدا إذا حظيت بالمزيد من الاهتمام وتوفير الخدمات اللازمة لعودة المواطنين الذين اضطروا للرحيل من قراهم لتحقيق احلام ابنائهم في الدراسة بالجامعات والكليات الجامعية لكنهم لا ينفكون عن العودة إليها في الإجازات. كشفت جولة ل«عكاظ» أن في مقدمة الخدمات التي ينتظرها أهالي قرية الدار الحمراء إيصال المياه. وإنشاء فروع لكليات البنين والبنات في بني سعد، ومعالجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وقت هطول الأمطار أو هبوب الرياح التي تساهم بشكل كبير في إعطاب الأجهزة الكهربائية دون أن تتدخل الجهات ذات الاختصاص بوضع حد لها ما عدا وعود تذهب أدراج الرياح دون ترجمة على أرض الواقع. وهو ما يضطر السكان للعودة للماضي واستخدام الاتاريك والفوانيس حتى يعود التيار الكهربائي لمنازلهم. وهذه المعاناة لا تقتصر على قرى خديد بل تشمل كافة قرى بني سعد وجنوبالطائف. معاناة مستمرة تعاني طالبات قرى بني سعد بصفة عامة وقرى خديد بصفة خاصة من السفر اليومي الى الكليات في الطائف بحثا عن العلم، فيما تضطر أسر الكثيرات بسبب عدم قدرتهن على الدوام اليومي من مسافة تتجاوز 160 كيلو متر ذهابا وعودة من قراهن الى الرحيل للمدن المجاورة للبحث عن مقعد دراسي لبناتها بعد الثانوية العامة. ويشير عيضة بن مطر الخديدي -شيخ قبيلة خديد- الى أن المواطنين في قرى بني سعد يواجهون ثلاثة خيارات أحلاها مر بعد إكمال بناتهم الدراسة بالمرحلة الثانوية. فإما الرحيل وهذا يترتب عليه رحيل العائلة بالكامل وترك منازلهم ومزارعهم أو حرمان البنات من الدراسة الجامعية والاكتفاء بالثانوية أو الدوام اليومي إلى الطائف وقطع 160 كيلو متر يوميا وسط مطالبات بافتتاح كليات للبنات لحمايتهن من خطر الحوادث المرورية على الطريق الذي يسلكنه كل يوم إلى الطائف، موضحا أن حوادث كثيرة تتعرض لها الطالبات في تلك القرى وخطر يتربص بهن وقت هطول الأمطار والضباب الذي يغطي الطريق بسبب عدم ازدواجية الطريق السياحي الذي ينتظر الأهالي ازدواجيته منذ سنوات عديدة لينهي الخطر الذي يتربص بالسكان مع الطريق ويساهم في تنشيط الحركة السياحية على الطريق، حيث يرتبط الطريق بعدد من المراكز والمحافظات تتوفر بها مقومات السياحة. انقطاع الكهرباء لا يقتصر انقطاع التيار الكهربائي في قرى جنوبالطائف على قرية معينة بل يشكل معاناة متكررة للسكان في جميع قرى بني سعد. ولذلك تعاني قرى خديد من الانقطاعات التي تتكرر كثيرا وقت هطول الأمطار دون أن تتم معالجته من قبل شركة الكهرباء التي تسهب في إطلاق الوعود التي لا تنفذ في أغلب الأحيان حسب ما أكده فهد الخديدي الذي طالب بإعادة النظر في هذا الأمر وإيجاد حلول شافية لكافة الانقطاعات التي تتجاوز الكهرباء لتشمل الاتصالات والطرق. الخدمات البلدية تشير اللوحات التي تضعها بلدية بني سعد الى منتزهات لإسكات أصوات الأهالي وإيهام سالكي الطريق السياحي بوجود منتزهات وجهود بلدية كبيرة بينما الواقع يؤكد عكس ذلك. فمنتزه جبل القمة البري لا يتجاوز لوحة وجلستين غير مهيأتين للمتنزهين وطريقا ترابيا يصعب السير فيه ويحتاج المتنزه الى مظلة «برشوت» للوصول الى قمة المنتزه. بينما لا تزال الإنارة غائبة عن قرى خديد حتى وإن قدمت البلدية بعض الخدمات لبعض القرى فهناك قرى أخرى خارج ذاكرة البلدية وسط مطالبات بتوزيع عادل للخدمات. وهو ما شدد عليه محافظ ميسان تركي بن حميد أثناء زيارته لمركز بني سعد، حيث وعد بالتحقق من توزيع الخدمات وتوفيرها للمواطنين. الدار الحمراء تعد قرية الدار الحمراء في خديد من أبرز قرى جنوبي محافظة الطائف سياحيا لارتفاعها عن سطح البحر وتوفر المقومات السياحية والأجواء العليلة التي تستمر أكثر شهور العام. لكن وعود السياحة غابت عنها والدراسات لا تزال في مرحلة مخاض تعاني من تعسر في ولادة نهضة سياحية ينتظر أن تشكل اضافة متميزة للسياحة في المحافظة، منافسة للعديد من المواقع في حالة تجهيزها بالخدمات لتصبح متنفسا جديدا لزوار الطائف والباحثين عن الهدوء والراحة، حيث تحتاج الى قليل من الاهتمام والجدية في تنفيذ المشاريع. رصد الاحتياجات مصدر مسؤول في فرع هيئة السياحة والآثار في محافظة الطائف بشر بعدد من المواقع السياحية الجديدة في جنوبي المحافظة، موضحا أن هناك دراسات وتوجها لتوفير العديد من الخدمات السياحية في العديد من المواقع الجبلية والقرى الأثرية بما يساهم في تنشيط السياحة، قال رئيس المجلس البلدي في بني سعد حامد الزايدي: إن هناك جولات يقوم بها المجلس على القرى يتم من خلالها رصد الخدمات والاحتياجات في المراكز والقرى وتقديم توصيات بشأنها إلى البلدية.