مع نهاية كل عام دراسي تغص المكتبات والقرطاسيات ومراكز التصوير بالطلبة الراغبين في الحصول على الملخصات التي تساعدهم في الاختبارات، بينما يظل الكتاب المدرسي حبيس الأدراج لدى بعض الطلاب الذين يريدون اختزال المعلومات في أوراق قليلة. وفي جولة ل"الوطن" بالمدينة المنورة رصدت حركة بيع كبيرة للملخصات، داخل المكتبات ومراكز التصوير، حيث أشار عادل السوداني، عامل في إحدى المكتبات إلى أن المكتبة تظل طوال العام الدراسي في حالة ركود. وأضاف أنه قبيل نهاية العام يقبل الطلاب على شراء الملخصات، التي يعدها الطلاب المتفوقون وبعض المدرسين، لافتا إلى أنهم يكونون في حالة استنفار قصوى في هذا الوقت من كل عام. فيما ألمح الطالب أيمن العروي، أحد الطلاب المتفوقين في المرحلة الثانوية، أنه لا يرفض مساعدة زملائه بإعارتهم دفاتره أو نسخها للاستفادة منها، من دون أن يعتبروها مرجعهم الوحيد الذي يغنيهم عن الإنصات لشرح المعلم ومعلومات الكتب الدراسية. وبين أنه وزملاءه يركزون على أهم النقاط والمواضيع التي ركز عليها المعلم خلال الفصل الدراسي أو في أسبوع المراجعة قبيل الاختبارات الذي يتغيب عنه كثير من الطلاب. أما راكان الجهني أحد طلاب المرحلة الثانوية، فذكر أنه يشتري المذكرات الدراسية في نهاية كل فصل دراسي أو يصورها من أحد زملائه، مبينا أنها تعينه على المذاكرة، مبينا أن سعرها المعقول يغريه بذلك. فيما أوضح الطالب عبدالمنعم صلاح، بالمرحلة الثانوية أن معلم الرياضيات طلب منهم اللجوء إلى ملخص أعده لهم، حيث أكد لهم أنه يغنيهم عن الكتاب. أما لمياء عبدالكريم طالبة جامعية، فلفتت إلى أنها لا تعطي طوال العام الدراسي أهمية للمحاضرات، مضيفة أنها تتجه إلى المكتبات للحصول على الملخصات، أو إلى إحدى الطالبات المتفوقات لتصوير ما تكتبه في المحاضرة. من جانبه، أشار أحد التربويين إلى أن اختزال المنهج الدراسي بملخص لا يتجاوز العشرة أوراق يعكس مخرجات غير جيدة ويعتبر جريمة بحق الكتاب المدرسي، الذي يشتمل على كثير من العلوم والمعرفة. وأضاف أن اعتماد الطلاب على الملخصات ساهم في تدني تحصيلهم العلمي، الذي يتضح من خلال اختبارات القدرات العامة والاختبارات التحصيلية.