تشهد مراكز التصوير والنسخ خلال هذه الأيام نشاطاً ملحوظاً في إقبال الطلاب على شراء الملخصات الدراسية؛ لاعتماهم عليها في المذاكرة وتسهيل استرجاع موادهم الدراسية، التي تعد تجارة رابحة في موسم الاختبارات. أخطاء ومغالطات * واكتشف المعلم «عبدالرحمن التميمي» أثناء أداء حصته الدراسية وجود عدد من الملخصات الدراسية للمادة التي يقوم بتدريسها، ولم يكن له أي دور تجاه تنفيذ هذا الملخص الدراسي، وعند تفقده لمحتوى مادة الملخص وجد العديد من الاخطاء والمغالطات التي من الممكن ان تؤثر في تحصيل المستوى الدراسي للطالب، مشيراً إلى أنه وبعد اكتشاف الاخطاء وجد أنّ هناك العديد من الملخصات الدراسية للعديد من المواد يختلف مضمونها عن المناهج الجديدة التي اعتمدتها الوزارة في السنوات الاخيرة، وهنا يدخل الطالب المعتمد على هذه الملخصات في دوامة التأخر الدراسي. * وأوضح «عمر أحمد» أحد العاملين في محلات التصوير والنسخ، أنّ المكتبات ومراكز الخدمات الطلابية هذه الأيام تشهد إقبالاً شديداً من جميع طلاب المدارس والجامعات الذين يتوافدون علينا، بحثاً عن الملخصات، التي يرون أنها تساعدهم على المذاكرة وتسجيل أفضل النتائج في الاختبارات، مشيراً إلى أنّ أسعار الملخصات تختلف باختلاف المرحلة الدراسية واهمية المادة العلمية فتبدأ اسعار الملخصات من 10 ريالات للمادة الواحدة الى 25 ريالا للمادة. الكتب المدرسية مصيرها الإهمال في الاختبارات مصادرها مجهولة وعن كيفية الحصول على هذه الملخصات، قال: إنها منتشرة ولا يعرف مصدرها أو القائم عليها حيث إنها أضحت منتشرة في بعض المنتديات الإلكتروينة وبعض المكتبات المشهورة، مضيفاً: وفي الأغلب يكون معدو الملخصات معلمين، ما يضمن حداً أدنى من الطمأنينة، لكن تفشي الظاهرة، واتساع هامش الربح، دفعا مكتبات وأشخاصاً غير مؤهلين لأداء هذه المهمة، ما يمثل مصدر خطر على الاستعداد الدراسي لدى الطالب، مضيفاً أنّ العام الحالي شهد إقبالا كبيراً من طلاب التعليم عن بعد في الجامعات السعودية الذي يشهد زيادة في اعداد الطلاب حسب ما يتبين لدينا من كثرة اعداد الطلاب والطالبات الملتحقين بنظام التعليم الجامعي عن بعد، مشيراً إلى وجود محلات التصوير تبيع نماذج لأسئلة الأعوام السابقة يتم بيعها للطلاب مجموعة في مرحلة دراسية معينة، وتشهد كذلك اقبالا كبيرا من الطلاب والطالبات. تحقيق أرباح مالية وأكد تربويون أنّ هناك سوقاً لملخصات الكتب الدراسية، يستغلها معلمون تجارياً لتحقيق أرباح مالية على حساب مصلحة طلابهم، من خلال توجيههم إلى شراء النسخ المتوافرة منها من مكتبات بعينها، بعد أن يكونوا قد أبرموا اتفاقات مع هذه المكتبات، تسمح لهم بهامش محدد من الربح، مشيرين إلى أنّ انتشار الملخصات يرجع إلى عدة عوامل، بدءاً من المعلمين أنفسهم. المواد الصعبة وأوضح «فؤاد الزهراني» -معلم- أنّ الطالب لا يمكن أن يلجأ إلى الملخصات التي تروجها المكتبات والقرطاسيات، من دون الرجوع إلى معلمه ومعرفة وجهة نظره في ذلك، ولكن للأسف الشديد أن كثيرا من المعلمين يسهمون في تفشي الملخصات من دون أن يدركوا أنها تبعد الطالب عن الكتاب المدرسي المقرر وتجعله يعتمد بالكلية عليها، مضيفا أنه شدد على الطلاب بعدم الاعتماد على الملخصات الدراسية خاصة بعد ان شهدت هذه الايام الاخيرة قبل بدء الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الاول انتشار عدد كبير من الملخصات الدراسية للمواد العلمية والمواد الصعبة. مهارات الطلاب واعتبر «سعد الجاسر» -معلم- بأن الملخصات الدراسية مشكلة تهدد مهارات الطلاب التي يهدف الخبراء التربويون إلى إكسابهم إياها من خلال الاعتماد على الكتاب المدرسي، الذي يعد المرجع الأساسي لهم، مؤكداً أن كثيراً من الملخصات يحتوي على أخطاء علمية خطرة، قد تؤدي بالطلاب إلى الفشل في أداء الامتحانات، وقد تكون سبباً في الرسوب بسبب ضعف كثير من واضعيها علمياً، وعدم أهليتهم لعمل ملخصات دراسية، وفق الأسس والمعايير العلمية الصحيحة. وطالب الجاسر وزارة التربية والتعليم باتخاذ الإجراءات الرقابية والتدابير اللازمة للحؤول دون تفاقم تلك المشكلة، حفاظاً على الطلبة والعملية التعليمية ككل. محتوى خاطئ وأشار «عبدالرحمن السهلي» المرشد الطلابي في مدرسة اليعقوبي الثانوية، إلى أنّ الطلاب اعتادوا الاعتماد على هذه الملخصات بشكل كبير كوسيلة من وسائل المذاكرة السريعة، التي لا تتطلب مجهوداً كبيراً، محذراً من غالبية الملخصات التي تباع في الأسواق غير المدققة من مختصين ولا تناسب المناهج الجديدة التي تختلف مضامينها عن المناهج الدراسية السابقة؛ لأن هدف واضعيها هو التربح التجاري، وقد يكون تحقيق هذه الغاية على حساب الطلبة، مطالباً الطلاب بالاعتماد على شرح المعلم داخل الفصل الدراسي والتركيز في الكتاب المدرسي بشكل أساسي. المعلمون سبب انتشارها وارجع عدد من الطلاب اعتمادهم على الملخصات الدراسية من باب التسهيل في المذاكرة والحصول على وسائل معينة تعين على الاستذكار بشكل موجز وسريع من دون اللجوء الى الكتاب الدراسي الذي عادة ما يكون محشوا بالمعلومات، حيث يقول الطالب «سامي القرشي»: إنّ شكل الكتاب الدراسي واحتواءه على ما يشبه الحشو المعلوماتي يجبر الطالب على اللجوء الى الملخصات الدراسية المنتشرة في محلات التصوير، مشيراً إلى أن اسلوب بعض المعلمين في الشرح واعتماده على الاسلوب التلقيني يصعب من فهم المادة الدراسية ما يجبر الطالب الى البحث عن وسائل اخرى تسهل عليه فهم واستيعاب المادة الدراسية، ويكمن هذه في الملخصات الدراسية، حيث ان ما دفعه للملخصات الدراسية خلال هذه الفترة يتجاوز المائة وخمسين ريالا لجميع المواد.