تعج المكتبات والقرطاسيات العامة قبيل وأثناء فترة الاختبارات بالطلاب والطالبات في مختلف المراحل الدراسية، الذين يتسابقون للحصول على دفاتر وملخصات مصطفى والدوافير، ذلك اللقب الذي يطلقونه على زملائهم المتفوقين دراسيا، من المعروف عنهم الجد والمثابرة طيلة العام، فمصطفى طالب مجتهد ذكي من إحدى الجنسيات العربية، الدوافير مصطلح محلي يقصد به موقد الطبخ المشتعل ويطلق على الطلاب المتفوقين. ذكر أحد موظفي مكتبة الطباعة والنسخ، أن عشرات الطلاب والطالبات في المرحلة الجامعية يعتمدون على ملخصات طالب أو طالبين من زملائهم وزميلاتهن المتفوقين أثناء الامتحانات، وفي الغالب تتواجد مذكرات هؤلاء المتفوقين لأكثر من مادة، فينسخون منها كميات كبيرة تباع بحسب عدد الأوراق وحجم الطلب عليها، فيما ذكر آخر بأن طلاب المدارس عرضوا إلى حد ما عن الملخصات الجاهزة للمقررات الدراسية المنتشرة في كثير من المكتبات واستبدلوها بدفاتر زملائهم المجتهدين في الصف ممن يطلقون عليهم لقب مصطفى أو الدوافير، بحيث يتسابق الكسالى والمتخاذلون من الطلاب والطالبات على مرافقتهم ومجالستهم قبيل الامتحانات؛ للاستفادة من الحصيلة العلمية التي حفظتها ذاكرتهم ولخصتها دفاترهم، لكي يتمكنوا من تجاوز خطر الرسوب ولو بنجاح باهت. فيما ذكر الطالب فيصل محمد أحد الطلاب المتفوقين أنه لا يرفض مساعدة زملائه بإعارتهم دفاتره أو نسخها للاستفادة منها، دون أن يعتبروها مرجعهم الوحيد الذي يغنيهم عن الإنصات لشرح المعلم ومعلومات الكتب الدراسية، منوها بأنه يقضي وقتا على الهاتف أو في الفصل وبجوار منزلهم أحيانا مع زملائه للتخطيط على أهم النقاط والمواضيع التي ركز عليها المعلم خلال الفصل الدراسي أو في أسبوع المراجع قبيل الاختبارات الذي يتغيب عنه كثير من الطلاب ويسمونه الأسبوع الميت. وترى الطالبة الجامعية نجاة الليحياني أن هذا النوع من الملخصات شجع بعض الطالبات بالتغيب عن الحضور وعدم الاكتراث بما يقال أثناء المحاضرات من شرح ومعلومات هامة؛ كما قلص رغبة البحث والتزود بالمعلومات الإضافية التي تثري وعي وثقافة الطالب أو الطالبة الجامعية، مكتفين ببضع أوراق تكتبها زميلتهم المجتهدة أو يتركها لهم محاضر المادة بإحدى المكتبات فهي لا تتجاوز 40 صفحة أو أقل عن مادة تتحدث عنها مئات المؤلفات. في الوقت الذي تساءل بعض أولياء الأمور عن أوضاع الطلاب والطالبات الذين يعرضون عن الاستذكار أثناء العام الدراسي، ويعتمدون على مجهود أقرانهم المجتهدين واستعارة دفاترهم ومذكراتهم لنسخها وتداولها بينهم، أو شراء ملخصات المقررات الدراسية التي تباع في المكاتب والقرطاسيات العامة، والاعتماد على الدروس الخصوصية غير آبهين بشرح المعلمين والمعلمات والمجهود الذي تبذله الأسرة والمدرسة ليكونوا على قدر عال من العلم.