باتت الملخصات الدراسية الأكثر رواجا ومبيعا بالقرطاسيات والمكتبات ومراكز التصوير قبيل بدء الاختبارات النهائية الأسبوع القادم، بينما ظل الكتاب المدرسي حبيس الأدراج لدى شريحة كبيرة من الطلاب والطالبات الذين باتوا يتهافتون لشراء الملخصات للبحث عن درجات النجاح بأقل مجهود خاصة للطلاب من ذوى المستوى الدراسي الأقل فيما حذر تربويون من خطورة الاعتماد على الملخصات الدراسية التي اختزلت الكتاب المدرسي فى وريقات بسيطة لا يمكن لها بمحتواها المختصر ومعلوماتها القليلة أن تصنع مستقبلا مشرقا. «المدينة» قامت بجولة ميدانية لمراكز التصوير والقرطاسيات في محافظة (رفحاء) ورصدت حركة بيع هائلة للملخصات الدراسية وإقبالا كبيرا لشرائها من الطلاب والطالبات على مختلف المراحل الدراسية والجامعية. ووفق أصحاب بعض المراكز تبين أن عددا كبيرا من الملخصات المعروضة مصدرها طلاب متفوقون دراسيًا بينما بعضها دون عليها اسم المعلم والمعلمة والمدرسة، وكشفت معلومات أن بعض الملخصات الدراسية جاءت من بوابة مراكز الخدمات التربوية (التقوية) المعتمدة من وزارة التربية والتعليم تحت مظلة المدارس. ويقول أحد الطلاب في المرحلة الثانوية لم يفصح عن اسمه إن الملخصات الدراسية وسيلة سهلة للمذاكرة بإمكانها أن تمنحه درجات النجاح، مُشيرا إلى أن عدم اهتمامه طوال العام الدراسي بالكتاب المدرسي جعله يبحث عن الملخصات، لافتا إلى أن بعضها معتمد من المعلمين بمراكز الخدمات التربوية (التقوية)، وأخرى جاءت بمباركة من معلمين آخرين ومعلمات، وجزء جاء باجتهادات من طلاب متفوقين. وقال الطالب «محمد» :إنه حريص على شراء الملخصات الدراسية قبل فترات الامتحانات لأنها تمكنه من النجاح على حد قوله دون أن يعير التأكد من صحة معلوماتها أي اهتمام . ومن جهته أوضح معلم الرياضيات أحمد باتل الصخيل أن كثيرا من الطلاب يبحثون قبل بدء الاختبارات عن المعلومة السريعة والمختصرة من خلال الملخصات الدراسية التي دائما ما يكون محتواها مليئًا بالأخطاء وتقتصر على نقاط ضعيفة تحرج الطالب أمام ورقة الامتحان، مُشيرا إلى أهمية الاعتماد على شرح المعلم لمقررات الكتاب المدرسي. وإلى ذلك قال المرشد الطلابي مقبل الرشيدي: إن هذه الملخصات داء استشرى في عقول الطلاب وأصبحوا يعتمدون عليها كليا رغم ما تحويه من أخطاء فادحة. من جانبه قال مشرف الإدارة المدرسية بمكتب التربية والتعليم برفحاء خالد ناجي الشمري إن اعتماد الطالب على المعلومة المختصرة من خلال الملخصات المنتشرة يقتل موهبة البحث والمعرفة وبالتالي يفقد المتعلمون الكثير من المهارات الأساسية والمعلومات المعرفية. وأشار إلى أن اختزال المنهج الدراسي بملخص لا يتجاوز العشرة أوراق يعكس مخرجات غير جيدة ويعتبر جريمة بحق الكتاب المدرسي الذي يشتمل على كثير من العلوم والمعرفة. وأشار الشمري إلى أن اعتماد الطلاب على الملخصات ساهم بتدني تحصيلهم العلمي الذي يتضح من خلال اختبارات القدرات العامة والاختبارات التحصيلية. وتعليقًا على تلك الحال قال مدير مكتب التربية والتعليم برفحاء أحمد فهيد العتيبي ل»المدينة»: إن وجود مثل هذه الملخصات الدراسية في مراكز البيع يخالف توجهات وزارة التربية والتعليم وتشكل سبب تدني مستوى التحصيل العلمي .