أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أن الهيئة باشرت في إنشاء عشرين متحفا محليا وإقليميا ومتخصصا في مختلف مناطق المملكة في خطوة عملية غير مسبوقة لتطوير متاحف المملكة، وأكد أن منظومة المتاحف الجديدة هي جزء من عملية تطوير شاملة للتراث الوطني في المملكة تحظى برعاية ودعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، وفي إطار برنامج وطني شامل لإعادة استكشاف التراث وترميمه وتطويره وعرضه والتعريف به وجعله جزءا من حياة المواطن والاقتصاد الوطني. وأضاف رئيس الهيئة في كلمته التي افتتح بها الملتقى الثاني لأصحاب المتاحف الخاصة أمس في المدينةالمنورة: "للمتاحف الخاصة دور أساسي ومهم في تحقيق المشروع الريادي الوطني الكبير في استعادة البعد الحضاري للمملكة، ولذلك نستشعر عصرا جديدا للمتاحف الخاصة لربط المواطنين بتراثهم وتاريخهم، وربط هذه المتاحف بالمسارات السياحية وبالتجربة السياحية المتكاملة، إضافة إلى مشاركة المتاحف الخاصة في برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي الذي اعتمدته الهيئة وبدأت في تنفيذه، ويتضمن من بين مشاريعه متحف معارك تاريخية ومواقع التاريخ الإسلامي التي هي فرصة للدعوة للإسلام والتعريف بهذا التاريخ العظيم، فهي مواقع توعية وإرشاد وتثقيف وتعليم، وهي فرصة في ظل ما تشهده المدينةالمنورة من مشروعات عملاقة لتوسعة الحرم أن تتزامن معها مشاريع العناية بمواقع التاريخ الإسلامي وتطويرها والاستفادة منها بما يحقق النفع منها بدون أي ضرر للعقيدة، وقد تجاوزنا مرحلة التشكيك في التعامل مع هذه المواقع الأثرية إلى العمل على الاستفادة منها بما يخدم ديننا، ونحن أمام تحد كبير، حيث نريد أن المسلم إذا جاء بلادنا يعيش الإسلام الحقيقي والتاريخ الحقيقي". ولفت رئيس هيئة السياحة والآثار إلى أنه كلما زاد تحضر الأمم زادت عنايتها بتراثها، مشيرا إلى أن المواطنين متضامنون في الحفاظ على تراثهم والحضارات التي مرت على أرضهم، وتوجه الإسلام الذي نشر الهدى في أصقاع الأرض. محذرا من الاستهانة بالتراث من خلال تهريب أو بيع الآثار، مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين وجه بتطبيق النظام على كل شخص كائنا من كان يعمل بتهريب أو بيع الآثار. ونوه رئيس الهيئة إلى أن الملتقى يعقد في المدينةالمنورة في إطار فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013 وبما تحتله المدينة من مكانة في القلوب، لما تتميز به من مكانة تاريخية، وما تزخر به من مواقع تراثية ذات قيمة عالية. ولفت رئيس الهيئة إلى أنها دعمت وشجعت أصحاب المتاحف الخاصة من خلال الترخيص لأكثر من 130 متحفا انطبقت عليها معايير التصنيف، لممارسة مهامها تحت مظلتها دون أي رسوم، وذلك لحين صدور مشروع نظام الآثار والمتاحف الجديد الذي يتضمن تنظيم العمل بهذه المتاحف وضوابط ترخيصها وتقديم الدعم لها، كما تعمل الهيئة على رفع مستوى المتاحف الخاصة ليتناسب مع معايير الجودة في كل قطاعاتها، كما أن الهيئة أدرجت أصحاب المتاحف الخاصة في البرنامج التأهيلي الذي تطبقه الهيئة. إضافة إلى تقديم خدمات التعريف بها، وترميم القطع الأثرية عند حاجتها للترميم. وأضاف: "كما أننا نعمل على تطوير عدد من البلدات التراثية ونحن مهتمون في أن تكون لأصحاب المتاحف الخاصة مشاركات فيها"، داعيا إياهم إلى الاستفادة من البرامج التمويلية التي تقدمها هيئة السياحة بالتعاون مع البنك السعودي للتسليف والادخار، والتي تصل إلى سبعة ملايين ريال للمشروع، وذلك لتمويل كل ما شأنه دعم الآثار والتراث العمراني الوطني وتطويرها. وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، قد افتتح مع أمير منطقة المدينةالمنورة، ظهر أمس الثاني لأصحاب المتاحف الخاصة، ويستمر لمدة يومين، وذلك بالتزامن مع احتفال المملكة باليوم العالمي للمتاحف، الذي يوافق 18 مايو من كل عام وضمن فعاليات المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية ل2013.